نشر موقع alliance for securing democracy التابع لمؤسسةThe German Marshall Fund of the United States مقالا للكاتب Matt Schrader تحدث فيها عن استغلال الصين لوباء كورونا للدعاية عن نفسها كبديل موثوق فيه فى المجتمع الدولى بدلا من الولايات المتحدة... نعرض منه ما يلى.
مع انتشار فيروس كورونا فى جميع أنحاء العالم، بدأت الصين فى عملية الدعاية لنفسها. تستخدم منصات دعاية للحزب الشيوعى الصينى تناقص أرقام أعداد المصابين بكورونا كنموذج للدول الأخرى التى تكافح زيادة عدد حالاتها ولتأكد موقف الصين كداعم للسلع العامة العالمية فى وقت تخلت الولايات المتحدة فيه عن دورها القيادى. وفى ذلك تقوم بإعادة توجيه وتقديم دعايتها المستخدمة داخل الصين للجمهور الخارجى، موضحة قدرتها على جعل الرسالة ملائمة للجمهور المستخدم. فى نفس الوقت، تجرب أيضا الصين استخدام معلومات مضللة تشبه تلك التى تستخدمها روسيا.
دعاية الحزب الصينى تقوم على رسم الحزب الشيوعى كداعم للاستقرار فى ظل هذا العالم الفوضوى. يعمل الحزب الآن على نشر هذه الصورة للجماهير الدولية، وهو ما حث شى جين بينغ وسائل الإعلام الحكومية عليه من خلال استخدام أساليب ممتعة ومقبولة للقارئ الأجنبى، ومن خلال لغة سهلة مفهومة، لشرح قصة الصين ونقل صوتها.
دعاية الحزب الشيوعى الصينى الموجه إلى إيطاليا تعد مثالا جيدا على هذا. فالكثير من الـ«التغريدات» الصادرة من سفارة بكين فى إيطاليا عملت على تدعيم فكرة تبنى رد فعل الصين على الوباء كنموذج، وهو ضمنيا يدل على كفاءة وفعالية نظامها الاستبدادى. ركزت تغريدات أخرى على رغبة الصين وقدرتها على تقديم الدعم المادى والتقنى للبنية التحتية الطبية الإيطالية بعد فشلها فى التعامل مع الوباء.
لعبت الدعاية أيضا على إظهار روح التضامن؛ فواحدة من تغريدات السفارة اعتمدت على رسمتين، واحدة تشكر إيطاليا على دعمها للصين خلال زلزال ونزو المدمر سنة 2008، والرسمة الأخرى تظهر الصين تدعم إيطاليا فى محنتها.. نص التغريدة قال «ربما نسيتم، ولكننا نتذكر للأبد.. الآن دورنا فى تقديم المساعدة». وعملت السفارة إلى جانب ذلك بإعادة مشاركة ما يتم تداوله فى شبكة الانترنت داخل الصين ــ والتى تتحكم فيها الدولة ــ مع الجمهور الأجنبى بعدما مزجت بين الدعاية والدبلوماسية العامة.
خلال أزمة كورونا، أثبت الحزب الشيوعى الصينى أيضًا قدرته على تكييف رسالته لتناسب اهتمامات جمهوره. ركزت رسائل الصين الموجهة إلى الاتحاد الأوروبى على القلق الأوروبى من انسحاب الولايات المتحدة من المنظمات العالمية المهمة، مؤكدة على استعدادها للتعاون عالميا كما تعاونت مع منظمات الصحة العالمية عامة ومنظمة الصحة العالمية خاصة. ركزت معظم تغريدات بعثة بكين فى الاتحاد الأوروبى فى يوم المرأة العالمى على مساهمات النساء فى حالة الطوارئ فى الصين، سعيا لتقديم الصين كدولة داعمة لحقوق المرأة على الرغم من موافقة معظم المراقبين على أن التقدم فى قضايا المرأة فى الصين قد تراجع منذ تولى شى جين بينغ السلطة.
وفى الوقت نفسه، روج مسئولو الحكومة الصينية لنظريات مؤامرة لا أساس لها حول أصول الفيروس، زاعمين أن الجيش الأمريكى جلبه إلى ووهان. قام تشاو ليجيان، المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، بإعادة نشر أحد هذه المقالات عن المؤامرة من موقع Global Research.
أعاد سفراء الصين مشاركة تغريدة تشاو فى 12 دولة، معظمها فى إفريقيا، فيما يمكن اعتباره مسرحية للبناء على جهود روسيا لنشر نظريات المؤامرة فى القارة الإفريقية التى اعتبرت الإيدز سلاحًا بيولوجيًا طورته الولايات المتحدة. نشر نظريات المؤامرة من خلال القنوات الرسمية ــ وهو تكتيك روسى قديم ــ يشير إلى مرحلة جديدة فى جهود الدعاية الخارجية لبكين والتى قد يتعارض مع صورة الصين كقوة هادئة مسالمة.. مع استمرار انتشار الفيروس، سيواصل الحزب اتباع تعلميات شى جين بينغ «لسرد قصة الصين جيدًا» والتى تعتمد على تقديم ما يريد الجمهور سماعه.
إعداد: ابتهال أحمد عبدالغنى