بينما تستفيد خلايا الكبد من الصيام الذى يبدو كاستراحة قصيرة للخلايا من دأب العمل فإن الكبد يحمى أنسجة وخلايا الجسم المختلفة من أثر الصيام فيوفر الطاقة اللازمة للجسم ويمده بالجلوكوز عند الاحتياج. لكن الصيام لا يستحب فى أغلب حالات مرض الكبد.
التهاب الكبد الحاد يؤدى لنقص فى مستوى السكر فى الدم إذ إن التهاب خلايا الكبد يخل بقدراتها على العمل وتخزين الجليوجين فيحتاج المريض لوجبات متقاربة غنية بالسكريات.
أما فى حالات الالتهاب المزمن لخلايا الكبد أو تليفه يصعب بلا شك الصيام خاصة إذا تطور الأمر للغيبوبة الكبدية.
مرضى نزف دوالى المرئ قد يصومون إذا ما كانت حالتهم مستقرة وغالبا لا تكون لذا يجب تعويض الدم النازف الأمر الذى يقود إلى إصابتهم بالأنيميا.
أما مرضى الاستسقاء «تراكم وارتشاح الماء فى تجويف البطن وأنسجة جدارها ليؤدى لانتفاخها» فلا صوم لهم إذ إنهم مضطرون دائما لتناول الأدوية القوية المدرة للبول الأمر الذى معه يفقدون الكثير من العناصر المهمة خاصة البوتاسيوم الأمر الذى يستلزم تعويضه بنظام غذائى محكم.
بالطبع مرضى الغيبوبة الكبدية حتى فى مراحلها الأولى لا يمكنهم الصيام. فهم يحتاجون إلى أدوية ملينة وأخرى مطهرة للقولون وحقن شرجية متكررة لذا فصيامهم يمثل خطرا على حياتهم.
الالتهاب الكبدى الوبائى سواء الإصابة بفيروس سى أو بى قد لا يمنع المريض من الصيام متى كان المريض تحت العلاج ويتبع نظاما غذائيا صحيا ووظائف كبده سليمة وأدائه متكافئ أما إذا كان يعانى من عدم التكافؤ فى وظائف الكبد فعليه الإفطار لا محالة.
قد يتصور الإنسان المريض أن به قدرة على الصوم فيستنهض عزيمته وتقواه ويشرع فى الصيام وهذا أمر رائع فى حد ذاته لكن الجسم يعمل أحيانا بمفرده بعيدا عن النوايا الطيبة لذا فإن رأى الحكيم ضرورة ملزمة فى تلك الأحوال.