متلازمة الثورة - ليلى إبراهيم شلبي - بوابة الشروق
الجمعة 27 ديسمبر 2024 3:09 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

متلازمة الثورة

نشر فى : الإثنين 28 مارس 2011 - 9:59 ص | آخر تحديث : الإثنين 28 مارس 2011 - 9:59 ص
المتلازمة المرضية تعبير يُطلق على مجموعة من الأعراض والظواهر قد تجتمع كلها أو يغيب بعضها، لكنها فى النهاية سبب واحد يسفر عن وجوه متعددة، فهل نعانى الآن من متلازمة الثورة؟

شهد العالم لثورة الخامس والعشرين من يناير بالرقى والتحضر، وعاصرنا نحن تحول الحلم الذى راودنا كثيرا وراوغنا أكثر إلى حقيقة واقعة، وانتصار نلنا بالسلم فيه ما لم يكن فى الحسبان لو جنحنا إلى القتال، فما بالنا بعد كل هذا المجد نلتفت إلى الصغائر ونتحول إلى تفاصيل لا وقت لمناقشتها ونتصرف بخوف يمكننا من الانتساب لكل ما هو قبل تاريخ الثورة رغم أننا نعلم جيدا أن تلك الثورة لم تنجح من فراغ، بل إنها ولدت بعد مخاض طويل عانت منه الأغلبية وعاشت آلامه.

مؤسسات وزارة الصحة تعانى من اختلاط السياسات وتضارب الآراء فى قضايا مهمة كالتأمين الصحى والعلاج على نفقة الدولة وسياسات تسعير الدواء وكلها قضايا كان للإدارة السابقة فيها قرارات محل جدل، لكن هناك خطوات تنفيذية تمت فيها مثل اللائحة الموحدة للعلاج فى المستشفيات الحكومية والعامة التى وقعها بالفعل وزير الصحة السابق ووزير التنمية المحلية.

كانت تلك اللائحة أول ما ألغى وزير الصحة فى حكومة الثورة الأولى الدكتور سامح فريد وقد أحسن فعلا. تلاها حديثه عن العلاج على نفقة الدولة الذى قرر إلغاءه أيضا وصرح بأننا سنعود للعلاج بالمجان، ابتهجنا للوهلة الأولى، لكن بلا شك هناك من العقلاء منا من تساءل: هل بالفعل هناك ميزانية لتلك الخطوة الثورية العظيمة؟ ثم تم تعيين وزير جديد لحكومة جديدة استقبلت بالرضا الكامل فعاد ليؤكد دور العلاج على نفقة الدولة بقرارات، وكانت له أيضا قرارات سريعة بشأن قضايا طال النقاش حولها فيما سبق مثل التصريح بفتح المعامل الطبية للتحاليل دون إشراف طبيب والسماح للصيادلة بإنشاء صيدليات مساحتها عشرون مترا لا أربعون كما طلبت الإدارة السابقة.

تراجع أداء بعض المراكز الطبية وبعض المستشفيات المتخصصة نتيجة انشغال العاملين فيها بالخاص دون العام حتى إن بعضها يدار الآن بما يسمونه إدارات موازية!.

شهدت النقابة العامة للأطباء جمعية عمومية عاصفة ترأسها الدكتور عصام العريان وغاب عنها النقيب الذى طالبت الأغلبية بإقالته. عدوى الغضب تنتقل أسرع من إنفلونزا الطيور والخنازير لتعم كل المؤسسات بلا استثناء.. فهل هذه حقا روح الثورة ورياح التغيير؟ نحن جميعا بحاجة لوقفة ملزمة يتضح فيها الفارق بين الصحة والمرض، حتى لا تتحول تلك الثورة الباهرة إلى متلازمة مرضية.

 

التعليقات