وباء كورونا الذى اجتاح العالم وجعل ثلث سكان الكرة الأرضية تحت الحظر ينعزلون فى منازلهم ووقف أغلب الأنشطة الاقتصادية فى العالم بل ضربها فى الصميم وقد نالنا فى مصر جانب كبير من تداعيات هذه الأزمة الدولية الكبيرة ولكن هناك دروسا مستفادة علينا أن نستخرج بعضا منها.
1ــ الدرس الأول والاهم أن الإنسان مهما بلغت قوته وعلمه وصراعات وجوده وكبريائه هو «هش» ولا يستطيع شيئا أمام فيروس غير مرئى أو مرض.
2ــ أن الدول الكبرى كالصين وكوريا وفرنسا وإيطاليا وبريطانيا والولايات المتحدة وروسيا التى تنتج القنابل الذرية وتصنع الحروب والمؤامرات هنا وهناك وتتصارع من أجل اقتصادها هى أيضا «هشة» ولا نستطيع نحن أبناء الدول النامية الاتكال عليها كلية.
3ــ أن المصريين غير مدربين للوقاية وليس أبلغ من المؤتمر الصحفى لوزيرة الصحة ووزير الدولة لشئون الإعلام يوم الأربعاء الماضى يشرح لنا الوزير أن الإجراءات الوقائية وخطورة الماضي في عدم الوقاية وذلك في ساحة ديوان وزارة الصحة الذى عقد فيه المؤتمر مكتظ بالصحفيين والموظفين والكل يضع الكمامات على وجوههم بينما المسافة المطلوبة بين الناس غير محترمة بتاتا بل مكتظة والتهوية ضعيفة جدا. وذلك فى مقر وزارة الصحة مع احترامى للوزيرة التى تقوم بجهود مضنية حتى لا يستفحل الوباء.
4ــ كشفت الكورونا أن الكيانات الأوروبية مثل الاتحاد الأوروبى أيضا «هشة» بدليل أن كل دولة تأخذ الإجراءات التى تراها دون توحيد هذه الإجراءات مما أدى إلى أن كل دولة أغلقت حدودها وقوت لديها فكرة «الدولة» وحضورها على أرض الواقع بعد أن كادت «الدولة» تذوب فى كيان الاتحاد الأوروبى.
5ــ أظهر الفيروس بحق أن الدول فى الشرق الأقصى شعوب أكثر سرعة فى اتخاذ الإجراءات وأكثر انضباطا، بل هى التى تقدم يد المساعدة وتبادل الخبرات مع الآخرين، فسقط شعور التفوق لدى الغرب.
6ــ أن الدول الأوروبية والتى كنا ننظر إليها أنها متقدمة خاصة إيطاليا وفرنسا وإسبانيا فاشلة فى إدارة أزماتها رغم أن تاريخها يوحى أن لديها خبرات واسعة، أدى إلى خروج الأزمة من تحت سيطرتها.
7ــ كما أوضحت أن الولايات المتحدة الأمريكية هى الأخرى «مشغولة بنفسها» تحت شعار «أمريكا أولا» الذى أبدعه الرئيس ترامب مما جعلها منغلقة على ذاتها تبحث عن مكانتها فى الاولوية ولكن مع هذه الأزمة لم تستطع أن تقود العالم كما تعودت.
لا شك أن الحكومة المصرية برغم الإمكانيات المتواضعة تدير الأزمة باقتدار شديد وهذا يحسب لها وعلى كل مواطن أن يأخذ مسئوليته ويحترم مجتمعه من خلال تنفيذ التعليمات بحذافيرها وهذه التعليمات ستكون مفيدة لو طبقناها حتى بعد أزمة كورونا لتكون منهج حياة.