أصبح منظر مألوف ان نرى بجوار كل كنيسة من يبيعون أو يشترون اغصان الزيتون وبأطوال مختلفة، فهو عيد من ابهج الأعياد المسيحية، خاصة للأطفال فالمسيحيون يحتفلون اليوم بأحد الشعانين والمعروف ايضا بأحد السعف والذى يحمل فيه المؤمنون أغصان الزيتون وسعف النخيل رمز الانتصار الذى حمله أطفال أورشليم القدس عندما دخلها السيد المسيح وهو راكب على جحش وكانت أورشليم فى ذلك الزمان عاصمة ومقرا للمؤسسة الدينية، حيث هيكل سليمان والكتبة وعلماء الشريعة الذين سيحكمون على يسوع فيما بعد ومجلس السنهدريم.
دخل يسوع إلى هذه المدينة وغزا بالجحش والاطفال والمجتمعين حوله هذه المدينة الشديدة الخصوصية والصارمة دينيا والمحتلة من الجيش الرومانى، يحكمها قائدهم بيلاطس البنطى الذى وافق على صلب يسوع المسيح ارضاء لليهود وتخلصا من ضغطهم وتهديدهم له.
اليهود كانوا ينتظرون «المسيح الملك الأرضى» الذى يأتى على رأس جيش قوى يطهر أرض الميعاد من المحتل الرومانى الوثنى ويطبق ويحكم بالشريعة كل مناحى الحياة، هذا كان الأمل والرجاء المنتظر، إلا أن السيد المسيح فاجأهم بحضوره البسيط والسلمى، دخل المدينة المقدسة راكبا جحشا ابن أتان، يسوع جاء ليس ليكوِّن دولة أرضية بجيوش وشريعة جامدة تفرز بين الحلال والحرام ولكن ليحرر الانسان من داخله من جميع القيود التى تكبله خطايا وشريعة على حد سواء لتكون علاقته مع الله هى علاقة محبة بنوية وعلاقته مع الانسان علاقة محبة أخوية فى حرية تامة يميز فيها الإنسان باختياره بين ما هو صالح وما هو طالح. فأرض الميعاد التى يتقاتل عليها اليهود لم تعد مهمة لأن الأرض الحقيقية هى السماء والمدينة المقدسة أورشليم لم تعد تلك الأسوار العاتية والهيكل الفخم بل صارت أورشليم السماوية، حيث يسكن الله مع كل الأبرار والقديسين والشهداء. وكل عام وأنتم بخير.