سطع خبر علمى مصرى مائة فى المائة خلال الأيام القليلة الماضية بين ركام ما نعانى من تداعيات مشكلات صحية عديدة خطيرة. فقد نشرت صحفنا المصرية خبر نجاح علماء مصريين فى ابتكار وسيلة جديدة للقضاء على أحد أهم الأمراض التى تترصد حدودنا مهددة بالاجتياح.
الملاريا التى تتوطن مائة وتسعة بلدان فى العالم، منها خمسة وأربعون فى أفريقيا وحدها منها مصر. عرفت مصر الملاريا منذ القدم وقد تابع العالم بانبهار وقائع الكشف الأثرى الذى ربط بين وفاة توت عنخ آمون ولدغة بعوضة أصابته بالملاريا.
يعيش 3.3 بليون إنسان «نصف سكان العالم» فى مناطق معرضة لخطر الملاريا مات منهم فى عام 2008 ثمانمائة ألف وثلاثة وستون إنسانا.كان نصيب أفريقيا منهم نسبة وصلت إلى 98٪ من وفيات العالم كله.
مكافحة الملاريا سواء بعلاج المصابين أو اتخاذ إجراءات وقائية كانت دائما بحاجة لإعادة النظر فيها. العلاج بالأدوية المعروفة والمضادة للملاريا حتى إذا توفرت للمصابين فغالبا ما تؤخذ فى غير توقيت يضمن فاعليتها.
أما الوقاية التى توفرها برامج مكافحة الملاريا باستخدام الناموسيات المشربة بالمبيدات الحشرية أو الرش المكثف لقتل البعوض ويرقاته فقد كانت دائما محل تساؤل: هل تلك الوسائل آمنة إذا ما استعملت على المدى الطويل للإنسان وللبنية المحيطة به من نباتات وحيوانات وطيور؟
تشير الأنباء الأولية إلى أن المصريين نجحوا فى استخدام مستخلص عشبى تم اعتماده من وكالة الغذاء والدواء الأمريكية لتأكيد فاعليته وخلوه من الأعراض الجانبية التى قد تؤذى الإنسان. يتميز أيضا برخص ثمنه إلى جانب كفاءته العالية فى القضاء على يرقات البعوض الناقلة للمرض إذا تم رشه فى الأماكن الموبوءة. يحتاج هذا المركب لأشعة الشمس وطاقتها لتفعيله بعد رشه بأربع ساعات ليتحول لمركب نشط يقضى على يرقات البعوض.
نتائج هذا الكشف المهم تأتى مبشرة بعد تجريبه فى أماكن متعددة من البلاد الأفريقية المجاورة ومنها السودان وإثيوبيا وأوغندا. قد يحمل نبأ تعميم استعماله فى كل بلاد العالم المعرض لوباء الملاريا أملا كبيرا فى القضاء على خطر كبير يتهدده. قد يكون أيضا بمثابة هدية مصرية خالصة للقارة السمراء التى نسينا زمنا أننا سكناها وسكنتنا وسرى بيننا فيها نهر النيل.