خرج فريق حرس الحدود من مبارياته مع الأهلى فائزا بتقدير الإعلام وحب الجماهير، وكان وراء هذا الفوز مستوى الأداء، والتنظيم الجيد، والروح الرياضية من جانب اللاعبين والجهاز الفنى بقيادة طارق العشرى.. ويستطيع أى فريق فى مصر أن يضيف إلى رصيد شعبيته ويبنيها بالأداء وبالسلوك، خاصة أن المناخ الرياضى أصبح مشوها، والناس باتت فى شوق إلى التحضر والاحترام والرياضة.. لكن على فريق الحدود أن يثق فى قدراته أكثر، وأن يدرك أنه قادر على منافسة الفرق الكبيرة.
واستند على أدوات ومواهب يملكها الفريق، وعلى ذكاء مدربه، وإدارته التى صنعت الاستقرار.. ونحن نذكر لها مساندتها للعشرى فى أصعب وأحلك الأوقات.
هذا المدرب الشاب كان شجاعا حين بادر باللعب بطريقة 4/4/2.. على الرغم من جميع الآراء التى عزفت أغنية: « تلك الطريقة لا تناسب اللاعب المصرى «وقد مضى حسام البدرى فى الطريق نفسه فور تسلمه المهمة، ليس تقليدا لأحد، وإنما لأن البدرى يدرك أن العصر يتغير، وان قدرات لاعبيه تسمح لهم بتطبيق أهم مشتقات تلك الطريقة، وهى 4/2/3/1.. ويضطر البدرى للعب برأس حربة واحد لقوة خط وسطه وثراء هذا الخط..
وكنت أشرت أثناء كأس العالم إلى توارى طريقة 4/4/2 وتركيز معظم المنتخبات على اللعب برأس حربة واحد، وبمجموعة هجوم أساسية ورباعية غالبا، بغض النظر عن المركز، فربما يكون ضمن المجموعة الهجومية أحد الظهراء مثل مايكون فى البرازيل، وسيرجيو راموس فى إسبانيا، وفيليب لام فى ألمانيا.. ومن ضمن مجموعة هجوم الأهلى بوضوح، الظهير الأيسر سيد معوض، وهو اللاعب الوحيد فى التاريخ الذى يجرى بالكرة ثم يسبقها، فيعود إليها ويكمل الطريق.
من أسرار تميز الأهلى أن عدد مهاجميه يكون كبيرا عند امتلاك الكرة، وهم يدخلون صندوق المنافس بكثافة عددية، وإذا الفريق المنافس تفوق فى حرمان الأهلى من تلك الميزة، فإن ذلك يعنى أن تعانى «فرقة الألوية الحمراء» أثناء قيامها بعملياتها.. إلا أن الأهلى الذى يعانى من ضعف البنيان الجسدى للاعبيه، مقارنة بلاعبى الحدود مثلا، فإنه يعوض هذا الضعف بالمهارات والمواهب، وبالطريقة الإسبانية فى امتلاك الكرة وفى الانتشار، والرشاقة والخفة، وفى الاعتماد على ذكاء الثعالب.. فالفريق يمتلك الكرة ويمررها ويتبادلها، ويكسر دفاعات المنافس فى مواقع الملعب المختلفة بالتمرير وليس بالمراوغات الفردية، ومعروف عن فلسفة التدريب فى الفريق الأول أنه مسموح فقط لأبوتريكة وبركات بالاحتفاظ بالكرة قليلا فى بعض المواقف، وهو أمر غير مسموح به لباقى اللاعبين، فاللعب يكون من لمسة واحدة، وأحيانا يسمح للاعب باللمسة الثانية، وهذا من أهم المظاهر التى ترسم صورة اللعب الجماعى فى الأهلى الإسبانى.