•• هل الفارق بين برشلونة وريال مدريد هو الفارق بين نيمار وجاريث بيل؟!
السؤال فى حد ذاته يحمل الإجابة. فالكثير من عشاق الكرة الإسبانية يرون أن نيمار أضاف إلى برشلونة بينما أخذ جاريث بيل من ريال مدريد. لكن مباراة الكلاسيكو الأخيرة كانت الاختبار الأول والحقيقى لكل من نيمار ولمدربه الأرجنتينى جيراردو مارتينو.. وقد سجل النجم البرازيلى فى أول كلاسيكو فيما فاز مارتينو. وترك بصمته التى انتظر أن يراها الجميع بعد فلانوفا زميل جوارديولا والمصبوغ بأسلوبه. والواقع أن مارتينو هو أول مدرب يتولى قيادة برشلونة من خارج المدرسة الهولندية ومدرسة لاميسا (أكاديمية برشلونة).. إلا أنه فى طريقه إلى أن يقدم أسلوبا جديدا أو نصف جديد على أداء برشلونة كما ظهر فى الكلاسيكو.
••لقد تغير الكثير فى الفريق الكتالونى. لم يعد هناك دافيد بيا، وتياجو ألكنترا، وابيدال. وحضر نيمار. وابتعد فلانوفا لأسباب صحية. وجاء مارتينو. وفرض وصول النجم البرازيلى الدفع به كجناح أيسر متمركزا بجوار ميسى أو فى مواجهته كجناح أيمن متمركز وبينهما بيدرو أو سانشيز. إلا أن مارتينو لم يبدأ الكلاسيكو الأخير ببيدرو أو سانشيز ودفع بفابريجاس.. ليشكل ثنائيا فى اليمين مع ميسى. وكان إنيستا رائعا فى وسط الملعب مع تشافى. وتفوق برشلونة تماما فى الشوط الأول. واحتفظ بأسلوبه الشهير: الاحتفاظ بالكرة وتمريرها. إلا أن المدرب الارجنتينى جعل الفريق يلعب الى الأمام أكثر، وهو يرى أن برشلونة لا يجب أن تسيطر عليه فكرة الاحتفاظ بالكرة دائما. وهو على أى حال عالج الهجوم الشرس فى الشوط الثانى من جانب ريال مدريد بالانقضاض المضاد وكانت هجماته المرتدة أحد أساليب تخفيف الضغط الهجومى لريال مدريد.
•• الفارق بين برشلونة وريال مدريد ليس فقط الفارق بين نيمار وجاريث بيل.. علما بأن أداء ريال مدريد تطور كثيرا مع أنشللوتى وزادت فيه النزعة الهجومية التى تناسب اسم النادى ونجومه. لقد زرع المدرب الإيطالى فى لاعبيه الشجاعة والجرأة.. ودفعهم بذلك للعب الكرة من أجل الناس وجماهيرهم، فيما عمل المدرب السابق جوزيه مورينيو على تقييد حرية وحركة نجومه، فقد كان يلعب من أجل نفسه قبل أن يلعب للناس. باعتبار أن ما يسجل للمدربين هو بطولاتهم وليس الأداء. وأظنه ظنا خاطئا..
•• فى إنجلترا مازال مورينيو يطلق تصريحاته الجذابة والكذابة أحيانا. وهو الذى قال بعد عودته: «انتصارات مانسشتر يونايتد لم تكن لقوته ولكنها لضعف المنافسين».. وهو الذى يصف فريقه تشيلسى الآن قائلا: «فريقى يلعب مثل أسماك القرش. ينتظر الفرصة المناسبة لينقض على الخصم ويقتله».
انتهى كلام مورينيو.. وما أعرفه عن أسماك القرش أنها تظل فى حالة حركة طوال حياتها لأنها لو تفوقت لن تستطيع التنفس. إذ إنها تعتمد على قوة دفع حركتها لتمرر الماء إلى خياشيمها وتستخلص الأكسجين.. ولكنى فى بعض الأحيان أرى تشيلسى بطيئا كأنه لا يتحرك. ومتكتلا للدفاع كأنه جماعة من أسماك السردين التى تحمى أنفسها من الأسماك الأكبر لكى لا تفترسها. إنه قانون الكثرة التى تهزم الشجاعة.. أو الدفاع من أجل الفوز.. وهذا هو تشيلسى مع الاعتذار للدكتور مورينيو.. عالم البحار؟