شلل الأطفال والجهاد فى سبيل الله - ليلى إبراهيم شلبي - بوابة الشروق
الخميس 26 ديسمبر 2024 7:59 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

شلل الأطفال والجهاد فى سبيل الله

نشر فى : الجمعة 28 أكتوبر 2016 - 9:20 م | آخر تحديث : الجمعة 28 أكتوبر 2016 - 9:20 م
لم يفاجئنى بيان الصحة العالمية فى يوم الاحتفال بفاعليات يوم الوقاية من شلل الأطفال البيان صادر عن «الفريق الاستشارى الإسلامى المعنى باستئصال شلل الأطفال بمناسبة اليوم العالمل لشلل الأطفال» تلك هى الترجمة الحرفية لاسم الفريق الذى حرصت منظمة الصحة العالمية على تكوينه حتى تتمكن من أداء وظيفتها فى حماية أطفال العالم من خطر فيروس شلل الأطفال.

يشترك فى ذلك الفريق الاستشارى مجموعة من الهيئات الإسلامية الدولية المعروفة وعلى رأسها الأزهر الشريف.. يبدأ البيان بسم الله سبحانه وتعالى ويضم عددا من الأحاديث والآيات التى تشير إلى أن الله عز وجل قد خلق الدواء لكل داء وأن الوقاية من الأمراض فرض عين واجب على كل المسلمين، يخص البيان بالذكر الآباء «قد خسر الذين قتلوا أولادهم سفها بغير علم وحرموا ما رزقهم الله افتراء على الله قد ضلوا وما كانوا مهتدين» سورة الأنعام.. تم حديث عليه السلام وقد رواه أبو داود «كفى بالمرء إثما أن يضيع من يعول».

يهيب البيان أيضا برجال الدين أن يدعوا من على منابرهم لمساندة المتطوعين فى حملات مقاومة شلل الأطفال العتيق بتطعيم الأطفال فى كل مكان فى العالم بعد أن انحسر الفيروس من كل بلاد العالم نتيجة لجهود نشر لقاح شلل الأطفال عدا ثلاثة بلاد لم يذكرها البيان هى الباكستان وأفغانستان ونيجيريا.

من المعروف أن فرق المتطوعين التى تحاول الدخول إلى بعض المناطق فى تلك البلاد الثلاث تلقى مقاومة رافضة من الأهالى تصل فى أحيان كثيرة إلى المقاومة المسلحة، وقد لقى حتفه العديد من أولئك المتطوعين، أما السبب وراء تلك المقاومة فهو الاعتقال السائد أن أولئك ليسوا بمتطوعين إنما هم عملاء مجندون للمخابرات الأمريكية.

مازالت وقائع اغتيال بن لادن وزوجاته وأطفاله ماثلة فى الأذهان ونهايته فى المحيط حتى لا يحج إلى قبره مريدوه وتابعوه عبره. أظن أيضا أن العالم قد أعجبه كثيرا الخطة العبقرية التى قادت إلى معرفة مكانه تحديدا.. تسلل إلى منزله طبيب أطفال يزعم تطعيم أطفاله بلقاح شلل الأطفال ففتحت له الأمهات الباب فى لحظة ضعف أمومية خوفا على الصغار!!.

تظل قضيتنا الأهم وقاية أطفال العالم من فيروس شلل الأطفال الضارى الذى أتاحها تطعيم العالم الإنسان مسالك الذى أهداه للبشرية دون مقابل مادى بل لقاء سلام مازال يجف بذكراه ونور يرافق روحه.

انحسر الفيروس عن كل بلاد العالم إلا ثلاثا منها يدين أهلها بالإسلام.. المسلمون فيها يرفضون وقاية أطفالهم فى مقابل تهديد أمنهم، فالذى يحمل إليهم لقاح شلل الأطفال عملاء المخابرات الأمريكية أمر عظيم أن يصدر علماء المسلمين هذا البيان القوى. ولكن أليس من الأكثر فاعلية أن يعلن الأزهر الشريف عن بدء الجهاد ضد شلل الأطفال فى الباكستان وأفغانستان ونيجيريا بمتطوعين مسلمين مسئول عنهم معروفى الهوية واضحى الهدف مجاهدين فى سبيل الله؟

رسالتى لأصحاب البيان: الدعوة هنا لا تكفى إنما يتبعها الجهاد يا أولى العزم.
التعليقات