سجلت تقارير وزارة الصحة حتى اليوم ــ السبت 26/11 ــ واحدا وأربعىن حالة وفاة فى قائمة شهداء الثورة لكننى أضيف إليها اليوم قائمة جديدة لشهداء آخرين ربما لم تطأ أقدامهم ميدان التحرير ولا عرفوا له طريقا. إنها قائمة مرضى الحالات الصحية الحرجة التى تستدعى تدخلات عاجلة لا تضمنها لهم الآن إمكانات وزارة الصحة التى تناوبها أربعة وزراء فى عشرة شهور لكل منهم رأيه ومذهبه ورؤيته المختلفة!
لا أدعى أن أحدهم قد قصر أو فشل فأى منهم لم يختبر ومارسوا أعمالهم تحت ضغوط هائلة مختلفة لا أظن أن الشأن الصحى له علاقة بها.
تصاربت أقوالهم ورؤاهم حول أهم ما يسعى إليه الإنسان المصرى البسيط التأمين الصحى. منهم من فتح الباب للعلاج على نفقة الدولة بلا رؤية أو دراسة «د. سامح فريد» ومنهم من تحدث عن تأمين صحى مشترك بين المواطن والدولة «د. أشرف حاتم» ومنهم من تحدث عن خصخصة الخدمات الطبية وأسعار الأدوية العالمية «د. حاتم الجبلى».
إذا انتهينا إلى الدكتور عمرو حلمى الذى أتى رأسا من التحرير فلنا أن نتوجه للدكتور الجنزورى برجاء أن يراجع معه مسودة مشروع التأمين الصحى الذى وعد بأن تصدر لائحته خلال 6 أسابيع «راجع الشروق 7/ 11/ 2011» وأن يكتمل قانون يساوى بين الغفير والوزير على حد تعبيره يشمل الدواء أيضا ولا يشمل أى خدمات تقدم على درجات! هل لنا بأن نحلم بأكثر من هذا؟
إذا كان لى أن أتحدث عن يقين أعيشه راجعوا معى قوائم مرضى الانتظار ولنر كم منهم استشهد وهو ينتظر دوره على لائحة العمليات فى معهد القلب القومى، وأطباؤه يعملون بأكثر من طاقتهم فى غياب إمكانات تساندهم تبدأ بالبنسلين طويل المفعول وأقراص اللاذكس وتنتهى بصمامات القلب وحجرات حديثة لقسطرة القلب. معهد القلب القومى يستقبل مرضى يوميا من كل محافظات مصر بلا تفرقه. يسقط من المرضى من يسقط قبل أن تواتيه الفرصة المعلقة برقمه على لائحة الانتظار أفلا يعد شهيدا؟
الكل الآن مشغول بما يحدث فى التحرير ووقائع شارع محمد محمود وميدان مصطفى محمود والعباسية لا وقت إذن لما يحدث فى ميدان ابن النفيس حيث يفد إليه كل صباح أناس بسطاء مرضى لا يملكون إلا الأمل فى الحصول على حق عزيز المنال.. مرضى من أسوان وسوهاج والمنيا والفيوم والمنصورة وطنطا وكل قرية أو مدينة على خريطة بر مصر يجمعهم هم واحد من أجله يحجون إلى ميدان ابن النفيس!