ابتسامة.. «الكونداليزا» ( 1) - حسن المستكاوي - بوابة الشروق
السبت 21 ديسمبر 2024 8:29 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

ابتسامة.. «الكونداليزا» ( 1)

نشر فى : الأربعاء 28 نوفمبر 2012 - 11:10 ص | آخر تحديث : الأربعاء 28 نوفمبر 2012 - 11:10 ص

•• هذا خيال مولود من بطن الواقع. خيال يفرضه خبر لم يلتفت إليه أحد، يقول الخبر: إيران تعرض تقديم البترول إلى الأردن لمدة 30 عاما مجانا، أو مقابل بعض السلع والسياحة الدينية. وقد رفضت الأردن العرض. الخبر فى مضمونه يكشف محاولة شيعية لاختراق الهلال السنى أو إيقاف مده الذى اتسع من تونس إلى مصر ومن مصر إلى سوريا. الآن إلى الخيال: 

 

•• يحكى أن فتاة أمريكية سمراء تدعى كونداليزا قالت لنا منذ عقد تقريبا وهى ترسم على شفتيها ابتسامة خبيثة: «نحن نتأمر عليكم. وهدفنا شرق أوسط جديد. بالفوضى الخلاقة. نصنع بها ما يغير خريطة دولكم وخريطة المنطقة»..

 

•• استمعنا إلى الفتاة بلامبالاة ولم نفهم. كيف يمكن صناعة خريطة جديدة لبلادنا المستقرة الهادئة النائمة فى أحضان حكام مثل السلاطين، تولوا القيادة شبابا، وشاخوا فى مواقعهم، واستمروا طويلا فى مقاعدهم عملا بنظرية شرق أوسطية فرعونية قديمة تقول: «الحاكم لا يترجل عن حكم يمتطيه أو دولة يمتطيها. لكنه يرحل إذا مات، أو يرحل بانقلاب،  أو يرحل كى يسلم راية التكية إلى ولده. ثم ان الوراثة فى منطقتنا  ليست بالضرورة من أب إلى ابنه، فالوارثة هنا لها أشكالها وألوانها المختلفة».

 

••عقدت الفتاة الأمريكية السمراء ندوات،  وأخذت تتنقل بين دولنا تلقى محاضرات عن المؤامرة، عن نظريتها «الفوضى الخلاقة»، وفى واحدة من تلك المحاضرات، اتسعت ابتسامة كونداليزا، وبدا عليها الغرور، انتشاء بذكائها وهى تشرح وتقول: «النظرية تبدو صعبة الفهم، تبدو لأهل المنطقة ضربا من الخيال،  لكن بعد سنوات، ومع توالى الأحداث سيبدو الأمر بسيطا ومنطقيا للغاية. حادث هنا أو هناك أخذنا ننتظره بشغف، حتى يشعل الموقف قليلا. ونتولى نحن مهمة الإشعال كثيرا. لا يوجد ما هو صعب علينا. هكذا فعلنا فى العراق مع ديكتاتور يملك 10 % من بترول العالم، حيث يقدر الاحتياطى بحوالى 143 مليار برميل، وكل ما علينا أن نضرب الديكتاتور ونحتل آباره ونرهنها. ومن السهل توريطه فى خطأ كبير يبرر تدخلنا الرهيب. هكذا دفعناه إلى غزو الكويت بالأمر غير المباشر، نحن دائما نستغل شهوة الخطاءين غير التوابين.. فدربنا سفيرتنا فى بغداد على اختيار جملة دقيقة،  يفهم منها تحريضنا لصدام حسين بغزو الكويت، وفى الوقت نفسه تنفى الجملة عن أنفسنا هذا التحريض. إنها براعتنا. التى يقابلها شهوة حكامكم».

 

•• تململ بعض حضور المحاضرة فى مقاعدهم،  ضيقا من شهوة حكامهم ومن دهاء هذا الثعلب الأمريكى خاصة أن الثعلب لا يكون ذئبا إلا إذا كان الدجاج دجاجا كما قال وليم شكسبير.. اهتزت مقاعد الحضور غضبا حتى جاء صوت الفتاة السمراء شارحا المزيد وهى ترسم على شفتيها ابتسامتها البيضاء الساحرة، الساخرة، الخبيثة.. ترى ماذا قالت وماذا أضافت وماذا كشفت؟

 

للحكاية بقية إن شاء الله..

 

اعتذار

 

••وقع خطأ غير مقصود فى مقال الأمس فقد ورد تعليق للقارئ زكى أشرف على مقال سابق بعنوان مصروفونيا. وقد أعجب قراء بتعليق زميلهم، ولذلك أعتذر مرتين. مرة على نشر تعليق على أنه جزء من مقال. ومرة على أنى لا أحب الفوز بما ليس لى.

حسن المستكاوي كاتب صحفي بارز وناقد رياضي لامع يعد قلمه وكتاباته علامة حقيقية من علامات النقد الرياضي على الصعيد العربي بصفة عامة والمصري بصفة خاصة ، واشتهر بكتاباته القيمة والرشيقة في مقالته اليومية بالأهرام على مدى سنوات طويلة تحت عنوان ولنا ملاحظة ، كما أنه محلل متميز للمباريات الرياضية والأحداث البارزة في عالم الرياضة ، وله أيضا كتابات أخرى خارج إطار الرياضة ، وهو أيضا مقدم برنامج صالون المستكاوي في قناة مودرن سبورت ، وهو أيضا نجل شيخ النقاد الرياضيين ، الراحل نجيب المستكاوي.