أطباء فى زمن الكرب: هذا ما تطالب به مصر لأبنائها - ليلى إبراهيم شلبي - بوابة الشروق
الجمعة 27 ديسمبر 2024 3:13 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

أطباء فى زمن الكرب: هذا ما تطالب به مصر لأبنائها

نشر فى : الجمعة 29 يناير 2021 - 9:05 م | آخر تحديث : الجمعة 29 يناير 2021 - 9:05 م

لا أظننى اليوم أخلط الخاص بالعام فأعرض لما يحدث فى معهد القلب القومى كقضية خاصة بأطبائه وطاقمه الطبى. الأمر صورة تتكرر لما يحدث الآن فى بلادى من أقصاها لأدناها، ولكنى إنسان يهزه ما يراه الآن من صورة بالغة القتامة موجعة التفاصيل.
لم يستثن الفيروس القاتل منا أحدا حينما رتب قائمة اغتيالاته: الأطباء والجراحون وطبيبة التخدير والفنى والممرض والعامل البسيط.. انتقى بعناية كتاجر الجواهر فزرع فى قلوبنا حسرة أظنها تدوم طويلا وأورثنا ألمًا يسرى فى العروق.
تخطى عدد الأطباء الذين قتلتهم عدوى كوفيد ـ ١٩ حاجز الثلاثمائة والثلاثين طبيبا من مختلف التخصصات فى أنحاء البلاد، فحرمت المصريين من همم ناجزة وأصحاب رسالات.
فأضعفت الميمنة والميسرة من قوات الجيش الأبيض وإن ظل القلب الذى ينبض بحب هذا الوطن يقاتل فى بسالة وإصرار رغم ضعف الإمدادات وقلة العتاد.
تعرّض الأطباء لاحتمالات العدوى والوفاة احتمال وارد فى كل بلاد ،العالم لكن تلك النتيجة المأسوية التى انتهى أمر الأطباء فى مصر إليها والتى تفوق معظم النسب العالمية من الواجب أن تستوقف أصحاب الشأن الصحى فى مصر ،ولنا أن نتوقع رد فعل قويا وجهودا خاصة وأفكارا خارج الصندوق تمكنها أن ترفع من معنويات ذلك الجيش، ووحداته من القوات الخاصة المتمركزة فى مستشفيات الوطن ،تحمى مرضاه وتدافع عن حقهم فى الحياة وهم يقاسمونهم أقدارا ساقتهم إليها ،حينما اختاروا أن يكونوا بين ذوى الهمة.
ليس للأطباء طلبات: كلنا فى مركب واحد يواجه عاصفة عاتية وليسوا هم من يشترط للعمل ظروفا قد تعجز الدولة عن الوفاء بها. إنما اليوم تطرح مصر الأم بعضا مما تراه حقا واجبا لأبنائها من الأطباء فى مجلس الأسرة فاسمعوها بقلوبكم.
* تطلب مصر لأبنائها الأطباء الذين قضوا دفاعا عن أرواح إخوتهم معاشا استثنائيا يقى أبناءهم شر الحاجة وأسرهم خطر الضياع أسوة بإخوتهم شهداء الجيش. وذات المزايا التى تمنح فى فرص التعليم والالتحاق بالوظائف، فهم بلا شك سواء فى التضحية بأرواحهم فى معركة ضد عدو غادر.
* مصر تطالب بحماية أكبر لأبنائها من الأطباء توجه لها مصادر الدولة الاقتصادية ما دون تردد. أوقف الفيروس فى جائحة عالمية العديد من الانشطة الاقتصاد في العالم بأسره وحاصر النمو فى مشروعات دول عملاقة فالمعركة مستمرة . علينا أن نوفر الحماية المطلوبة والكافية لأبنائنا فى كل صورها.
* مصر تطالب بأن يتوافر لأبنائها «الأطباء والأطقم الطبية» لقاح واق من الموت، فأطباؤها وأطقمها الطبية هم خط الدفاع الأول، على أن تحل تلك الإشكالية بالإعلان الواضح الصريح عن إمكاناتنا وخططنا لهذا، ورأى علمائنا فى أنواع اللقاحات بصورة محددة.
إذا كان لقاح فايزر هو لقاح القادرين اقتصاديا نظرا لظروف تخزينه الأسطورية، والتى تضمن فاعليته ،فهناك لقاح استرازنيكا الذى يوازيه فى الكفاءة ،ولا يحتاج إلا الظروف العادية المعروفة لضمان صحة تخزينه وفاعليته، كما أن سعره رخيص نسبيا وقد يكون الوحيد الذى سمح للعالم بنشر تفاصيل عنه فى المجتمعات العلمية.
لماذا لا تشرح الدولة لأطبائها،سر الاصرار على التوقيع على إقرار يقبل به متلقى اللقاح أى أعراض جانبية، ولا يحق له الرجوع على أحد حتى فى حالات سوء التخزين.
* مصر تطالب بإتاحة كل وسائل التشخيص لأبنائها من الأطباء والأطقم الطبية فور الاشتباه فى الإصابة أو الإحساس بالأعراض دون أى قيود أو عقبات إدارية.
* مصر تطالب بتوفير أماكن عزل محكمة التدابير لأطبائها وأطقمها الطبية فى مستشفياتهم، فليس فى عموم الأطباء من يمكنه سداد مستحقات العلاج فى مستشفيات العزل الخاصة، وهم كأبناء مخلصين مراعين لإمكانات وطنهم يُحجمون عن مطالبة الحكومة بذلك.
لنا الله جميعا فى مواجهة زمن الكرب..
دمتم سالمين ودامت لنا مصر الوطن..

التعليقات