أقدمت الدكتورة مديحة خطاب ــ رئيس لجنة العلاج المستحدث بوزارة الصحة ــ على إغلاق مركز لعلاج الأمراض بالخلايا الجذعية، وكشفت عن عدم حصول الفريق الطبى الذى أعلن نجاحه فى علاج عشرين حالة من إصابات الشلل المختلفة على ترخيص يتيح له ممارسة تلك التجارب العلمية على أنها علاجات شافية إذ إنها مازالت فى العالم كله فى طور التجارب الإكلينيكية، كما أعلنت أيضا أن الفريق قام بإجراء تجاربه على البشر فى مراكز علاجية خاصة وتقاضى مقابلا عن العلاج مما يخالف المعايير الأخلاقية للمهنة.
الأمر جد خطير، فالواقع أن الصحافة المصرية احتفلت ببدايات نجاح تجارب الخلايا الجذعية فى مصر ونشرت العديد من الموضوعات عن تطبيقاتها العملية التى تحمل أملا غاليا للعديد من مرضى السكر وهبوط القلب بل أيضا مرضى أنواع عديدة من الشلل وإصابات العمود الفقرى.. فهل توقف أحدنا للحظة عند مشاعر إنسان كبله المرض إلى كرسى متحرك، أو آخر يختنق بين ضلوعه إذا ما فكر فى أن يمشى أمتارا قليلة على قدميه، أو ثالث كانت حقنة الأنسولين أهم ملامح يومه؟.
الواقع أن المريض يبحث عن الشفاء فى أى مكان وبأى ثمن لا يلومه أحد على ذلك، ولا يهمه بالتالى إلا أن يحاول أن يكون أحد سعيدى الحظ فى طابور انتظار الشفاء ولو بتجربة فى طور البحث العلمى.
أخلاقيات ومعايير المهنة خاصة فى مجتمعنا أمر واجب والالتزام بها فرض يعزز مكانة العلم ويعليه لذا يجب أن ننتهى وبسرعة إلى صيغة أخلاقية واضحة المعالم تحدد معالم التجريب وحدوده وتلزم الأطباء والقائمين على التجربة بعد مناقشة وافية يشترك فيها الأطباء والمشرعون ومن سبقونا فى مراحل البحث.. المريض هو القضية الأصلية وربما آلمه الإحساس بأنه ضحية أكثر منه مريض؛ لذا فالجدل القائم أمر يمكن حسمه بقدر من الحزم والحكمة ودعم الدولة والمجتمع المدنى، وأطباؤنا الذى لا يساورنا أى شك فى قدراتهم الإنسانية والأخلاقية قبل العلمية.