معهد القلب القومى - ليلى إبراهيم شلبي - بوابة الشروق
الجمعة 27 ديسمبر 2024 1:45 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

معهد القلب القومى

نشر فى : الإثنين 29 مارس 2010 - 9:24 ص | آخر تحديث : الإثنين 29 مارس 2010 - 9:24 ص

 معهد القلب القومى. معهد واحد لمصر كلها يستقبل فى كل صباح آلاف المرضى من جميع محافظاتها يسعون لعلاج قلوبهم العليلة. يعمل فيه جراحون وباطنيون وزملاء لهم يتعاونون جميعا فى مداواة الأطفال والكبار على حد سواء.

معهد القلب القومى صورة مصغرة مما يحدث فى مصر كلها الآن ونشهد عليه جميعا من تجاوزات وسوءات، لكن رغم الصورة القاتمة مازالت هناك نماذج من الأطباء تسطع بقوة لتؤكد أن الطب مازال رسالة إنسانية باهرة وعظيمة لها جنودها وفرسانها. أمثلة ناصعة لشباب يعملون بجد ودأب وكفاءة فى مواجهة طغيان مد الحياة الصعبة وواجباتها تجاه أسرهم لكن حق المريض فى الشفاء والرعاية الحقيقية هو شاغلهم الشاغل. إذا منحك هذا الزمن الردىء فرصة أن تزامل تلك المجموعة الفريدة من الأطباء وأن تعمل معهم ثم ردعك ذات صباح بأنه قد صدر قرار بانتزاعهم من بين أسرهم ومرضاهم وانتدابهم للعمل بمناطق نائية لأنهم نماذج سيئة وغير منضبطة فماذا أنت فاعل؟

المسئولة عن وحدة قلب الأطفال ــ رفضت تماما ذكر اسمها ــ التى طالما أشفقت عليها وهى تجرى فى ممرات المعهد حاملة طفلة مريضة لتجرى لها فحصا هنا وآخر هناك لتختصر على أهلها معاناة الانتظار. التى تدبر نفقات الوحدة من مالها الخاص وتبرعات من يشهدون على كفاءتها وعطائها. محمد فريد الجندى الاستشارى الذى أرسى دعائم قسم الفحص بالموجات الصوتية. غادة فراس قنبلة النشاط غير الموقوتة التى لا تكف عن العمل وحث الآخرين عليه والتى تبرعت لشراء شاشة للجهاز الذى تعمل عليه من جنيهات راتبها القليلة حتى لا يتوقف العمل. سحر جمال النسمة التى تشعر بوجودها فقط من حجم العمل الذى تنجزه سواء فى موقع المعهد على الإنترنت أو الرعاية المركزة أو قسم الموجات فوق الصوتية. أيمن السعيد الهادئ الرصين الذى يمكن لأى جراح أن يعتمد على تقاريره فى إجراء جراحته. خالد ليون. عبدالرحمن حسن وفريد دولة.

أرجو أن تسبق اعتذارى كلماتى لمن يتصور أننى قد استخدمت تلك المساحة التى يملكها قارئ الشروق للكتابة عن قضية شخصية فأنا لا ناقة لى فيها ولا جمل إنما الواقع أنها قضية عامة ربما كان لها ملمح شخصى. ما يهمنى فى الأمر هو معهد القلب ذاته.

سيادة وزير الصحة شرفت بالعمل معك عن قرب فما عرفتك أبدا ظالما. وعاصرت نجاحك وقدرتك على تحقيق حلم بدأ فى صحراء جرداء وانتهى إلى واقع أخضر. عهدتك حازما عادلا فلا أظنك اليوم ترد لى طلبا بأن تبدأ تحقيقا لجلاء الأمر قبل أن تلزم تلك المجموعة من الزملاء بتنفيذ النقل خاصة أنه لم توجه إليهم أى اتهامات ولم يجر معهم أى تحقيق. إنها كلمة حق لا يراد بها إلا الحق ولا أظنك أبدا إلا مؤيدها.

التعليقات