قد يبدو العنوان بعيدا تماما عما تعودت أن أكتب لكن الواقع أنه بعد قراءة عدة سطور عزيزى القارئ ستدرك أنه من صلب مشروعى فى تلك الصفحة التى بدأت مع أول عدد صدر من جريدة الشروق. يتملكنى هم عظيم كلما طالعت كل صباح أخبار تلك المعركة الشرسة غير المبررة بين الأطباء ووزارة الصحة حتى أنها بلغت حدا غير مسبوق: إضراب الأطباء والدعوة للاستقالات الجماعية التى تتبناها الدكتورة منى مينا أمين عام النقابة.
للأطباء بلا شك كل الحق فى المطالبة بتحسين أوضاعهم وتطبيق الكادر، قلبى معهم وأنا منهم لكن تصعيد الأمر إلى هذا الحد أمر ينذر بغيوم كثيفة فى سماء الوطن وعاصفة قد لا تذرى. وزارة الصحة لا تعترض لكن مطالبات كل فئات الشعب تثقل كاهل وزارة المالية التى تعانى ضربات موجعة من اقتصاد يحتاج نقله لغرفة الإنعاش.
أرى أنه يجب أن يبدأ الأطباء التفكير فى حلول بديلة لدعم المنظومة الطبية لصالح الطبيب والمريض فى آن واحد. طرحت سابقا فكرة عيادات المجتمع فى الأحياء واليوم أناشد هوانم مصر الفضليات أن تتقدمن لأداء دور طالما لعبنه فى تاريخ هذا الوطن. بالطبع أنا لا أقصد صاحبات ذلك اللقب اللائى اغتصبنه لموقع فى سلطة أو مكانة فى مجتمع فاسد منافق واستخدموه فى مشروعات وهمية روج لها إعلام يملكون مؤسساته.
أنا هنا أشير لكل من لها ملامح هانم أصلية لا لبس فيها ولا شبهة. فى مخيلتى صورة لسيدة تنطق ملامحها بمصرية واضحة لا تختبئ وراء حجاب ولا تتحلى بمجوهرات فقد تخلت عنها جميعا لصالح بناء مستشفى الجمعية الخيرية الإسلامية والمعروفة حاليا بمستشفى العجوزة. بناء يطل على النيل آية فى روعة فن المعمار الإسلامى لخدمة غير القادرين بلا أى مقابل. لم تتنازل حفيظة هانم الألفى فقط عن مجوهراتها بل تبرعت عن طيب خاطر بكل ممتلكاتها لصالح بناء عيادات طبية ودعم جهود الهلال الأحمر وعدد من المساجد التى تضم خدمات عديدة.
حتى أنها تركت عربتها المرسيدس لصالح مستشفى الجمعية الخيرية الإسلامية هل لى أن أتخيل أن يبدأ برنامج دعم الصحة فى مصر بمزاد علنى لبيع سيارة حفيظة هانم الألفى يبدأ برقم يليق بتلك الهانم النادرة المثال؟
حديثى اليوم أوجهه لهوانم مصر حفيدات فاطمة هانم إسماعيل التى دفنت مجوهراتها فى أساس جامعة القاهرة وقوت القلوب هانم الدمرداش التى رصدت كل أملاكها لبناء مستشفى الدمرداش ولا مكان بينهن لمن سعى إليها اللقب بقوة السلطة أو من حملته فى مجتمعات النساء.