تلقيت بسعادة حقيقية دعوة السيد المهندس خالد عباس نائب وزير الإسكان للمشروعات القومية لمناقشة بعض ما كتبت خلال الأسابيع الماضية عن دور مرتقب أتمناه لوزارة الإسكان فى مجال الصحة.
كان الموضوع العاجل هو قرار إزالة مدرسة التمريض التابعة لمعهد القلب لإتمام أعمال إنشاء محور ٢٦ يوليو الذى يمر فى منطقة مطار إمبابة. رغم كل ما بذلنا من جهد فى تطوير تلك المدرسة والحفاظ على بقائها مصدرا لاستقبال ممرضات مؤهلات بمواصفات خاصة للعمل، بمجالى الجراحة والأمراض الباطنة بمعهد القلب إلا أننا وعن طيب خاطر وافقنا للمنفعة العامة. لكننا وأيضا تحت عنوان المنفعة العامة اقترحنا بدائل أكثرها عملية وأقلها تكلفة أن يتنازل المحور عن متر ونصف فقط من منطقة حرم محور ٢٦ يوليو لتظل المدرسة على حالها متفادين تعريض مستقبل مائتين وسبعة طالبات يدرسن فى المدرسة للضياع.
الواقع أن أعمال بناء محور ٢٦ يوليو فى النهاية ستقضى أيضا على أى أمل فى بناء مبنى جديد للمعهد من عشرة طوابق فى مكان المبنى الملحق بمعهد القلب القومى فى منطقة مطار إمبابة، والذى يعمل حاليا بكفاءة لمواكبة أعمال الخدمات الطبية المختلفة الذى يقدمها المعهد، ولهذا حديث آخر لاحق إن شاء الله.
فوجئت أن أعمال بناء محور ٢٦ يوليو تقوم بها الهيئة الهندسية للجيش فهى غير مدرجة فى مهام وزارة الاسكان، ولأن قرار إزالة المدرسة جاء فوريا ولا يقبل تأجيلا فقد رجوت المهندس خالد عباس أن يتوى الأمر عنا فى مخاطبة الهيئة الهندسية وتركت لديه الخرائط التى حصلت عليها من «جوجل» للمنطقة مع الحلول البديلة التى يمكن أن تكفل لنا حماية مدرسة التمريض واستمرارها فى العمل مع الاحتفاظ لمحور ٢٦ يوليو بحرم طريق كامل يضمن لأعمال استكماله كل الحرية فى الانتهاء منه بالصورة الكاملة دون أى تغيير للمنطقة الهندسية التى تنفذها الهيئة الهندسية.
تلقيت من المهندس خالد عباس وعدا بشرح الأمر للهيئة الهندسية أرجو أن يجد قبولا وأن يصدر قرار بالتوقف عن أعمال هدم وإزالة المدرسة فيحفظ علينا ذلك دورنا فى تحقيق منفعة عامة من نوع آخر لا يقل أهمية عن منفعة بناء محور ٢٦ يوليو الذى نفسح له عن طيب خاطر كل الطريق الذى سيشغله مقابل متر ونصف فقط من الأرض التى بنيت عليها المدرسة.
المدرسة بالفعل تمثل أهمية خاصة لمعهد القلب القومى، فمنها فى كل عام تتخرج إما ممرضات درسن لثلاث سنوات أو أخريات أكثر تأهيلا وتخصصا على مر خمس سنوات، ومنهن من تتفوق لتلتحق بمعهد التمريض العالى.
المدرسة تحظى باهتمام تطوعى من أطباء معهد القلب والتعاون مع المجتمع المدنى. فى أبريل ٢٠١٦ تم تطوير المدرسة وتحديث مناهجها وأدواتها فى مشروع تكفلت به طبيبة صديقة تعيش فى دولة الإمارات.
تم تجهيز معمل للحاسب الآلى يضم تسعة أجهزة كمبيوتر حديثة متصلة بشاشات عرض لتعلم وإتقان مهارات الحاسب الآلى مع معمل متكامل لتدريس مهارات التمريض على مجموعة من الدمى فى هيئة إنسان مازلنا نأمل فى الإبقاء على مدرسة التمريض، فدعم تأهيل الممرضات بلاشك واجب قومى وحجم المنفعة العامة فيه لا يقل أبدا عن حجم المنفعة العامة فى بناء كوبرى يخدم الناس.
كانت هناك موضوعات أخرى لها أهميتها مثل ملاحظات على المستشفى المزمع إنشاؤه فى العاصمة الإدارية كنواة للمدينة الطبية ودور وزارة الإسكان فى إعادة تأهيل الوحدات الصحية للعمل فى الريف كمشروع موازٍ للتأمين الصحى الشامل فى المدن المهمة ثم مشروع بناء المعهد القومى للقلب فى صورة تسمح بأداء كل الخدمات الطبية التى يقدمها الآن للمصريين، خاصة محدودى الدخل، إلى جانب السماح بملاحقة التطورات العلمية فى مجالى جراحة أمراض القلب والتقنيات الحديثة فى استخدامات القسطرة القلبية إلى جانب توافر كل العناصر اللازمة لبرنامج بحثى علمى متطور.
إذن للحديث ــ إن شاء الله ــ بقية.
حرصت قبل لقاء السيد المهندس خالد عباس على متابعة بعض المعلومات عنه للحكم على نتائج اللقاء قبل موعده فوجدت بالفعل ما دفعنى للذهاب متفائلة لكن الواقع بدا بكل الصدق أكبر أثرا.
وللحديث بقية..