أى صورة سوف ترتسم فى مخيلة الناس عن هشام طلعت مصطفى عندما يقرأون أنه كان يخصص 200 ألف دولار مصروفا شهريا لسوزان تميم، وأنه قدم إليها هدايا ثمينة منها ساعات متنوعة من ذهب أبيض وأصفر وخاتم ألماس، وأنه وضع فى حسابها أموالا طائلة وأنفق على عمليات تجميلها الكثير، وكانت إقامتها الدائمة فى أجنحة فنادق سويسرا؟!.
سيقول قائل طالما أنها أمواله فهو حر ينفقها كما يشاء، حتى لو كان يعطيها مليار دولار شهريا. هذا صحيح، لكن قائلا آخر سيسأل أليس واردا أن هذه الأموال التى قدمها هشام طلعت للمرحومة سوزان يحتمل أنها من أموال الشعب المصرى قياسا على الجدل الدائر بشأن أرض مدينتى التى حصل عليها هشام طلعت مصطفى من وزير الإسكان السابق إبراهيم سليمان بالمخالفة للقانون ما أهدر أموال الدولة كما قضت المحكمة الإدارية العليا مؤخرا.
الكثير من رجال الأعمال ــ ولهم حق ــ يشكون أن الإعلام يشوه سمعتهم وصورتهم وأن تعبير رجل أعمال صار مرادفا لكل ما هو سيئ من النصب إلى السرقة، ومن القتل إلى عدم البر والرحمة بالفقراء والمجتمع والمؤكد أن هناك رجال أعمال كثيرين شرفاء ينفقون سرا، ولا تعلم يسارهم ما أنفقت يمينهم، لكن الصورة الكلية لدى جموع الناس تتكون مما ينشر عن النجوم الكبار من أمثال هشام طلعت.
أول ما يتبادر إلى البسطاء والفقراء والعاطلين والمعدمين والمشردين عندما سيقرأون أن هشام كان يخصص 200 ألف دولار لامرأة هو أنهم سيحسبون كم يساوى هذا المبلغ بالجنيه، بعدها سوف يسبون ويلعنون الجميع.
وقد يسأل بعضهم ساخرا من هى هذه السيدة التى تستحق 200 ألف دولار مصروفا شهريا ــ مهما كان جمالها ــ وحتى إذا كانت تستحق وهى عشيقة، فكم يعطى الرجل الزوجة الشرعية؟! وكم يعطى الأولاد؟!.
فريق آخر قد يتملكه الحقد والحسد ليعلن تشفيه فى المصير الذى انتهى إليه الرجل.
لكن الاخطر أن صورة رجل الأعمال سوف تترسخ فى أذهان الغالبية باعتباره الماجن والشهوانى وسارق أموال الدولة والبلطجى وأحيانا القاتل.
لكل من يريد أن يسأل من رجال الأعمال، لماذا صورتهم سيئة؟، عليه أن يقرأ وقائع قضية مقتل سوزان تميم، خصوصا أقوال هشام طلعت أمام محكمة استئناف جنيف لتجميد أرصدة سوزان فيها.
الذى يصنع الصورة السيئة هو الأفعال أما الإعلام فهو ينقل فقط.. وناقل الكفر ليس بكافر فى هذه القضية.