أثار الانتباه خبر نشرته الأهرام هذا الأسبوع عن إنشاء أول معمل لاختبار سلامة لعب الأطفال تابع للهيئة العامة للرقابة على الصادرات والواردات.يفيد الخبر أن المعمل الجديد بالفعل سيبدأ عمله للتأكد من سلامة وأمان مكونات لعب الأطفال على الصحة العامة وفقا للصفات القياسية المصرية.
أشاع الخبر فى نفسى ارتياحا بالغا، فالأمر حقا خطير والتفكير فى تلك القضية يعكس اهتماما حقيقيا بصحة الطفل المصرى من القائمين على حمايته من طوفان اللعب الرخيصة التى يصنع أغلبها فى الصين.
للقضية شقان: الأول نوعية اللعب المستوردة وما تعنيه للطفل وما تزرعه فى نفسه من بذور يحصد المجتمع ثمارها فيما بعد. أغلبها البنادق والطائرات وألعاب العنف والرغبة فى قتل الخصم فى معارك وهمية حتى وإن كانت ألعابا تستخدم فيها الرياضة الذهنية كألعاب الكمبيوتر وما شابهها من ألعاب تميز العالم فى وجدان الطفل إلى قوى وضعيف دون الانتباه إلى دواعى ضعف هذا أو أسباب قوة ذلك.
ينشأ الطفل على أن الصراع دائما لصالح القوى الجبار وأن الهزيمة دائما تصيب الضعيف، الأمر الذى ينسحب على الغنى والفقير، صاحب السلطة والعبد المأمور، الشرس والمسالم، صاحب الحيلة وعديمها.
انتهى زمن العروسة للبنت وللولد الحصان فى كل الحضارات على اختلاف ثقافتها وأطلت العولمة بوجه قبيح لتهدى أطفال العالم نماذج لأسلحة الدمار الشامل.
أما شق القضية الثانى الذى لا يقل أهمية فهو مكونات تلك الألعاب التى تستخدم فى تصنيعها خامات رخيصة ومكونات رديئة تضمن لها الانتشار فى بلاد العالم الثالث بسعر فى متناول الآباء. كثيرا ما تسببت تلك المواد فى إصابة أطفال بالتسمم نتيجة اللعب بها وتسرب عناصر ضارة وسامة لدمائهم أو الإصابة بأمراض الحساسية المختلفة.
يفيد التقرير أن هيئة الرقابة على الصادرات والواردات ستتبع المقاييس المصرية فى تقييمها للعب المستوردة، فهل تختلف المقاييس المصرية عن المقاييس العالمية التى سبق وأقرتها بلاد سبقتنا فى صياغتها وعملت بها حماية لأطفالها؟ أعدكم بالبحث عن الإجابة الصحيحة.