** «أنا مثلك، أعرف ما هو حب ارتداء نفس القميص فى كل يوم. وكذلك أعرف أنه لا شىء يكون لديك أفضل من المكان الذى تشعر فيه وكأنه بيتك... التهنئة لك يا ليونيل على رقمك التاريخى. ولكن الأهم من كل شىء، التهنئة لك على مسيرتك الجميلة فى برشلونة».
** كانت تلك تحية بيليه إلى ميسى بمناسبة تحطيم رقمه الذى كان سجله وهو ضمن صفوف ناديه البرازيلى سانتوس، وهو تسجيل 643 هدفا لفريق واحد ميسى فقد استطاع النجم الأرجنتينى أن ينهى عام 2020 برقم قياسى تاريخى آخر بجوار أرقامه القياسية الأخرى فى هذا العام، بتسجيل الهدف الثالث لبرشلونة فى المباراة التى فاز فيها على بلد الوليد 3 / صفر وكان هو الهدف رقم 644 بألوان برشلونة فى مختلف البطولات ليكون صاحب الرقم الأكبر فى عدد الأهداف يسجله لاعب لفريق واحد.
** سانتوس إعترض على ذلك، وقال إن بيليه سجل 1091 هدفا بفانلة سانتوس، وليس 643 هدفا. وذلك باحتساب الأهداف التى سجلها بيليه فى المباريات الودية ضد أندية كبيرة مثل ريال مدريد ويوفنتوس ولاتسيو وإنتر ميلان وبنفيكا ونابولى وأندرلخت.. ويذكر أن بيليه ظهر مع فريق سانتوس فى عام 1956 وهو فى الخامسة عشر من عمره وواصل اللعب مع الفريق حتى عام 1974، وشارك فى إجمالى 665 مباراة رسمية..
** بغض النظر عن تعليق سانتوس الذى خرج فى صورة بيان دفاعا عن رصيد بيليه، انظروا لتلك الروح الرياضية والأخلاقية والمثالية التى أظهرها بيليه، 80 عاما، نحو رقم قياسى خالد سبق أن سجله حين قام بتهنئة ميسى على تحطيمه لرقمه الشخصى التاريخى، فلم ينكر بيليه ذلك، ولم يحاول تشويه إنجاز ميسى. بل إنه تحدث عن النجم الأرجنتينى بإعجاب وتقدير، وقال مخاطبا ميسى: «قصص مثل قصصنا، المتعلقة بحب نفس النادى لفترة طويلة، للأسف ستصبح نادرة بشكل متزايد فى كرة القدم. أنا معجب بك كثيرا ليونيل ميسى».
** نعم سوف تصبح قصة بيليه مع سانتوس وقصة ميسى مع برشلونة تاريخا من القصص النادرة فى عالم كرة القدم، الذى أصبح فيه اللاعب مثل عصفور ينتقل من غصن شجرة إلى غصن شجرة أخرى، وفى الحالتين يغرد بالانتماء والحب والولاء لبيته الجديد الذى يقوم ببنائه، مؤكدا أنه باق للأبد، وربما يمارس حركة تقبيل الفانلة أو شعار النادى دليلا على الانتماء، ولكنه بسرعة، يرحل إلى ناد آخر، وإلى انتماء آخر، وإلى مال آخر أكبر.. ولست ضد ترك مكان إلى مكان آخر من أجل عرض أفضل ومال أكثر، ولست ضد أن تترك عملا فى موقع أو شركة من أجل عرض أفضل فى موقع آخر وشركة أخرى. لكننى ضد تلك الحركات المسرحية التى تتكرر من لاعبين فى كل ناد يحملون رايته ويلعبون بقميصه، فى تصدير صورة تقول: «الانتماء ليس له صاحب، ولكنه حيث يكون المال».. وهى صورة غير دقيقة لأن الانتماء أو قرار الانتقال من عمل إلى عمل أو من مكان إلى مكان أو من ناد إلى ناد قد يحكمه أسباب أخرى لا علاقة لها بالمال فربما يكون صناعة قصة جديدة بتحد جديد، لكن تظل الحركة المسرحية التى تمارس فى لاعبنا غير مبررة، لأنها أحيانا تتوارى مظهرية الانتماء وقبلة القميص والشعار إلى قبلة أخرى لقميص وشعار آخر!
** النادى تحت راية الانتماء يكون أحيانا مثل البيت فعلا. لكنه أبدا لا يكون مثل سكن إيجار، أو شقة تمليك، لمرحلة قبل الانتقال إلى سكن أكبر أو فيلا فى كومباوند شيك!