وما زال الطريق طويلاً - لبيبة شاهين - بوابة الشروق
الجمعة 27 ديسمبر 2024 1:30 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

وما زال الطريق طويلاً

نشر فى : السبت 30 يوليه 2011 - 8:25 ص | آخر تحديث : السبت 30 يوليه 2011 - 8:25 ص
فجأة وجدتنى أساله باهتمام شديد عن تفاصيل برنامج زيارته إلى ألمانيا، وهل تضمن البرنامج تدريبات من أى نوع؟ كان السؤال يبدو غريبا لابنى الطالب بقسم العمارة بكلية الفنون الجميلة فأنا لم أهتم بالسؤال قبل بدء رحلته، التى نظمتها جامعة حلوان بالتعاون مع إحدى الجامعات الألمانية فى إطار برنامج خاص بتنظيمات الاتحادات الطلابية.

وقبل أن يهم أحمد بالإجابة، ويسرد لى تفاصيل الزيارة ــ فطن إلى الهدف من السؤال فعدل الإجابة وقال وهو يبتسم «قصدك تدريبات الثورة.. دى فى صربيا مش ألمانيا»!

بعدها بلحظات جاءنى صوت ابنتى عبر الهاتف يسألنى: «شفتى برنامج صباح دريم، فيه لواء جيش بيقول على طنط نجلاء مخربة» حكت لى باختصار تفاصيل المداخلة الشهيرة للواء عبدالمنعم كاطو مستشار الشئون المعنوية بالجيش ولم أكن قد شاهدت البرنامج أو توابعه.. ومن خلال اليوتيوب عدت إلى الحلقة التى تداولتها جميع المواقع الإلكترونية والفيس بوك، ولم أصدق أذنى، فاللواء كاطو الذى لا يعرف من هى نجلاء بدير حسبما يقول لم يتورع عن اتهامها بالتخريب لا لسبب إلا أنها كتبت تفند وترد على اتهامات اللواء حسن الروينى عضو المجلس العسكرى لحركة 6 أبريل بالعمالة.

وتبنى أجندات أجنبية والتدريب على هدم الدولة فى صربيا، وكانت الاتهامات صدمة للرأى العام، كان الرد ينتقد الاتهامات «الصدمة» فى حدود اللياقة المعهودة فى كتاباتها.

نجلاء بدير التى لا تعرفها ــ يا سيادة اللواء ــ يعرفها بشر كثيرون أهم وأبقى، فقراء وبسطاء من مختلف المحافظات حرصت على التواصل معهم وفى الوقت الذى أصابنا اليأس من حدوث أى تغيير فى البلد وانزوى معظمنا فى عمله اليومى كانت هى ترتبط أكثر بالناس الغلابة.

تجوب المستشفيات والعيادات، ترتب لإجراء عملية أو أشعة أو تحاليل بالمجان تتفق مع كبار الأطباء ــ الذين أصبحوا أصدقاءها ــ على علاج بعض الحالات، لقبناها بالدكتورة نجلاء ولم نتحرج من سؤالها المساعدة ايضا، وعندما قامت الثورة تلبست نجلاء روحا جديدة، كان بيتها الكائن باحد الشوراع المتفرعة من قصر العينى مأوى للصديقات اللاتى حال حظر التجوال دون عودتهن لبيوتهن خلال أيام الثورة الأولى، وكثيرا ما تحول البيت إلى مستشفى لإسعاف بعض حالات الاختناق فى جمعة الغضب، ومع الثورة استانفت «نجلاء» مقالاتها البديعة لتكتب عن ميدان التحرير كما لم يكتب أحد ــ عزفت عن الأضواء ولم تتنقل بين برامج التوك شو مثلما فعل الكثيرون، وربما لذلك لم يعرفها «اللواء كاطو» وزملاؤه ــ ولم تهتم هى بأن يعرفها سوى أصدقائها من ثوار الميدان وبسطائه.

كنت أظن أن الثورة قضت إلى غير رجعة على سلاح توجيه الاتهامات عند الاختلاف فى الرأى ولكن يبدو أن الطريق ما زال طويلا.
لبيبة شاهين  كاتبة صحفية
التعليقات