نشرت جريدة الأهرام فى عددها الصادر 25 أغسطس تحقيقا مصورا تزينه صورة محافظ القاهرة يزف إلينا خبر «إنشاء أول مدينة ترفيهية متكاملة بالقطامية بتكلفة 1.8 مليار جنيه».
أوضح المحافظ أن تكاليف المشروع بالكامل يتم استردادها خلال 44 شهرا وأن صافى أرباح المشروع المتوقعة فى النهاية 27 مليار جنيه.
رصد المحافظ نصف مليون جنيه من ميزانية المحافظة لصاحب التصميم المبتكر الذى يليق بضخامة الحدث واحتياج البلاد المر لوجوده ثم طرح المشروع للاستثمار إما بحصة عينية بما يمثل قيمة الأرض أو طريقة B.o.t لاستغلاله بالكامل مع عائد للمحافظة.
حديقة للحيوانات وألعاب مائية وقطار صديق للبيئة ومول تجارى تكلفتها مجتمعة 1.8 مليار جنيه! يا بلاش.
أين غابت تلك الفكرة العبقرية عن ذهن وزير الصحة الحاضر دائما؟
كم تبلغ ميزانية وزارة الصحة التى تخصصها الدولة لها لتغطى الإنفاق على علاج الإنسان المصرى وبرامج الوقاية من الأمراض المختلفة والأوبئة التى تحاصره إذا ما كان ترفيهنا عنه وهو فى كامل صحته فرضا يكلفنا مليارين من الجنيهات فى محافظة القاهرة؟
عرفت بلاد مصر القديمة أول أنواع نظام وكيان الدولة مخالفا نتخبط وتتكرر أخطاؤنا وتتوالى هزائمنا الداخلية فتغيب السياسة وينعدم التنسيق بين الوزارات والهيئات والمؤسسات الخدمية التى وجدت لتسهل على الإنسان المصرى حياته فى المقام الأول.
إذا ما كانت حسابات الربح فى مشروعات اللهو والملاهى تضمن ربحا صافيا يغطى كل نفقات تنفيذه فى شهور معدودة وأرباحا متجددة بلا خسائر بعدها فأيهما أجدى الاستثمار فى اللهو أم الاستثمار لصالح صحة الإنسان؟
المسئول القادر على تمهيد الأرض وتوفير المياه الصالحة وتدويرها لرى المساحات الخضراء على حد تصريحاته لتشغيل مشروع الملاهى العملاق أظنه الأقدر على تخليصنا من أكوام القمامة التى غيرت ملامح القاهرة فجعلت منها أطلالا قديمة لجمال اندثر ومجد انحسر ونظافة غابت ولم يعد بالفعل ينقصها إلا الترفيه واللهو