اجتماع العائلة على مائدة الطعام ولو لمرة واحدة فى اليوم غالبا ما يثمر إلى جانب الألفة والإحساس بالثقة فى النفس ملفا صحيا إيجابيا.
الدراسة التى أعلنت نتائجها هذا الأسبوع من جامعة أمريكية (Rutgers the State University of New Jersy) وإن كانت تعكس أحوالا اجتماعية أمريكية إلا أنها بلا شك تنسحب على واقع الأسرة المصرية أيضا.
الدراسة ناقشت نتائج ٣٨ دراسة حديثة سبقتها تدور كلها حول أهمية أن تلتقى الأسرة على مائدة الطعام وهل لهذا أثر نفسى على الأطفال؟
هل له أيضا أثر على الاختيارات الغذائية خاصة والصحة العامة على وجه عام؟ هل لها أثر على مستقبل الطفل فتسفر عن بدانة؟
جاءت النتائج فى صالح تلك الألفة التى تجمع الأسرة على مائدة واحدة خاصة فى المساء بعد أن يعود الجميع من أعمالهم والأطفال من مدارسهم.
< ٤٠ بالمائة من الأسر الأمريكية تتناول وجباتها دائما خارج المنزل نظرا لسهولة الحصول عليها بسرعة وتناولها فى دقائق دون تجهيز أو تحضير إلى جانب اعتدال أسعارها. فى المقابل الاختيارات الغذائية فى الوجبات الجاهزة سيئة للغاية وتنحصر فى العيش الأبيض وأنواع اللحوم أو الدواجن فى صورها المختلفة المليئة بالدهون المتحولة والمشروبات السكرية والبطاطس المقلية وربما أنواع السلاطة إلى جانب المستردة والكاتشب ذلك الاختبار الذى يلجأ إليه ٤٠ بالمائة من الشعب الأمريكى لا شك وراء موجة البدانة التى أصبحت وباء.
< العشاء العائلى قد يحمى الأبناء فى طور الشباب والمراهقة من اللجوء للمشروبات الكحولية أو المخدرات بأنواعها ففيه نوع من الرقابة غير المباشرة على سلوكهم.
< مائدة الطعام المنزلى بلا شك اختياراتها الغذائية أفضل وأكثر تنوعا فقد سجلت الدراسات المختلفة وفقا للمعلومات التى أوردها المشتركون فيها الاهتمام بالخضراوات والفاكهة والألياف ومنتجات الألبان التى يغيب تماما عن أنواع الوجبات الجاهزة.
< الألفة عند تناول الطعام تضيف بعدا نفسيا بالغ الأثر على كل أفراد العائلة وتتيح اكتشاف أى أعراض مرضية ولو بسيطة لدى أى منهم.
الواقع أن تلك الدراسة النفسية ونتائجها قد لقت فى نفسى هوى جعلنى أحرص على عرضها اليوم لكل من تتاح له قراءة مقالى فى صفحتنا الأسبوعية «صحة وتغذية» بل أيضا أتمنى لو تفضل كل من قرأها بالحديث عنها فى أى مجتمع يرتاده.
ýأتمنى لو سكنت الفكرة عقل ووجدان الجميع.. هناك الكثير من الموروثات الشعبية والأمثال المصرية التى تؤيد تلك الفكرة التى يدعمها العلم الآن ويعرضها فى دراسة نفسية يقبل نتائجها المنطق وتبدو بالفعل محببة للنفس ذات فوائد نفسية متعددة فى مواجهة ما يحدث الآن من انعزال بين أفراد الأسرة الواحدة مع تصاعد مد وسائل التواصل الاجتماعى والتطبيقات المختلفة للشبكة العنكبوتية التى تتزايد كل يوم لتنسج حول الإنسان شرنقة تفصله عن كل ما حوله وتهيئ له عالما افتراضيا يتصور أنه به قد ملك العالم بينما هو يبنى حوله حائطا من زجاج يفصله تماما عن العالم الحقيقى الذى يعيشه.
اتفضلوا معانا..
لقمة هنية.. تكفى ميه.. بالعامية المصرية