فى الطريق إلى الساحل الشمالى يتوقف العديد لأكثر من مرة عند بوابات للمرور يحصل فيها قيم مادية مختلفة وفقا للجهة التى تقصدها، بالطبع هذا أمرلا غبار عليه معروف عالميا من حصيلته يتم الصرف على صيانة الطرق وتجديدها وفى أحيان كثيرة يكون الأمر لتحصيل قيمة ما صرف على الطريق او الكوبري فلما يتم تحصيل إجمالى المبلغ يتوقف التحصيل لكن لا بأس أن يستمر فى بلادنا نحن راضون ما دام ينفق على صيانة الطرق.
الجديد هذا العام هو تحصيل جنيه واحد تحت مسمى التأمين الصحى. سألت موظف الشباك «أى تأمين صحى؟» أجابنى بثقة العارف بالأمر «لو حضرتك عملت حادثة لا قدر الله التأمين يغطيكى فى المستشفى»، شكرته وانطلقت وأنا على ثقة أنه يردد ما لقنه إياه موظف أعلى وأن الأمر يتعلق فقط بتحصيل الجنيه لأى هدف آخر غير ما ذكر؛ لأننى أكدت السؤال حينما وصلت للبوابة التالية فجاءنى نفس الرد عن التأمين الصحى الذى سيشملنى برعايته إذا ما ألم بى حادث بل وأضاف الرجل زيادة فى طمأنتى «دا مشروع كبير قوى كان معالي الوزير بيتكلم عنه فى التليفزيون»، والحق أن الرجل لم يتراجع عن موقفه حينما ابتسمت قائلة «تقصد معالى الوزيرة».
كنت أتمنى لو كان الأمر صحيحا خاصة أن حوادث طريق الساحل الشمالى مميتة ولا ينجو منها أحد فقدت على هذا الطريق عائلة كاملة ابن عمى وزوجته وأولاده لأن نقلهم للمستشفى كان فى حكم المستحيل كما أن الساحل بطوله يفتقد تماما لوسائل الإسعاف والنقل، إلى جانب ندرة المستشفيات فقيرة التجهيزات بطول الساحل الشمالى سواء على البحر أو الجانب المقابل فى الظهير الصحراوى حركة من العمران لا مثيل لها فى طول البلاد وعرضها تهتم برفاهية الإنسان دون أمانه.
رغم أننى بالطبع على استعداد لسداد أى مبلغ يمكن أن يغطى تأمينا صحيا للمواطنين على الطريق إلا أننى فى الواقع دفعت بالتى هى قهرا جنيه لا يشترى شيئا الآن ولا يؤثر فى ميزانية أى مواطن ولكن طبيعة حياتنا الآن تضطرنا إلى الدفع قهرا باستمرار بعد موقعة الدولار الدامية.. لذا تربت لدينا حساسية جديدة لكل ما فيه شبهة الجباية.
كنت أتمنى لو أنه كان هناك شرح صادق لهذا الجنيه الذى يضاف إلى قيمة كل تذكرة مرور أما أن يحصّل كل سائل على إجابة هى مصدر سخرية فهذا بالفعل ما يضر ولا ينفع.
أرجو أن أسمع تعليقا من وزارة الصحة عن حصيلة ذلك الرسم الإضافى الذى يحصّل تحت اسم التأمين الصحى عند بوابات المرور حتى لا يظل الشك دائما هو رد الفعل لدى «الأهالى» حينما تشرح «الحكومة»!!.