عن الحب الذى هو بين الذكر والأنثى - حسام السكرى - بوابة الشروق
الجمعة 13 ديسمبر 2024 10:58 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

عن الحب الذى هو بين الذكر والأنثى

نشر فى : السبت 31 ديسمبر 2016 - 10:15 م | آخر تحديث : السبت 31 ديسمبر 2016 - 10:31 م
ــ مش عارف اكتب إيه. فى الوقت ده الموضة بتكون كتابة حصاد العام. لو عملتها مش هاقول حاجة جديدة.
- اكتب عن الخطر اللى بنواجهه: الفاشية.
- هو أنا باكتب غير عن الفاشية؟! ما خليتش. من الفاشية الوطنية للفاشية الدينية يا قلبى لا تحزن. بصراحة مش حاسس انها فرقت، أو إن اللى شايفين الخطر زادوا. الأسوأ إن الكلام عن الفاشية الدينية بيزعل نص الناس، والفاشية الوطنية بتزعل النص التانى!
- ليه؟ هم فاشيين؟
- أكيد مش شايفين نفسهم فاشيين. لكن فيه ارتباط شرطى فى الأذهان بين التفكير والهجوم على «الثوابت». الفريقين عندهم يقين تام من معرفتهم لـ«الحقيقة»، وشايفين إنها واضحة ولا تقبل الخلاف. حقيقة واحدة مطلقة الاقتراب منها يعنى انك عدو وغرضك «الحقيقى» غير المعلن هو «الهدم».
ـ طب وانت جايلك إيه من ده كله. اكتب فى الرياضة.
- ما بالعبهاش وما بافهمش فيها.
- يعنى كل اللى بيتكلموا بيفهموا فيها؟ افتح التليفزيون تلاقى تعليقات المباريات كلها سياسة.
ـ شفتى؟ رجعنا للسياسة تانى.
ـ خلاص. نقى موضوع مأمون. اكتب عن الحب. دى سنة جديدة والحب بداية كويسة وما تزعلش.
ــ الحب ما يزعلش؟! الكلام عن الحب هيوحد الجبهات كلها ضدى.
ــ ليه؟ انت مش مؤمن بالحب؟
ــ ازاى مش مؤمن؟ ده لو فيه واحد فى العالم مصدق صلاح جاهين هيبقى أنا.
ـ لما قال إيه؟
- بحر الحياه مليان بغرقى الحياه
صرخت خش الموج فى حلقى ملاه
قارب نجاه.. صرخت.. قالوا مفيش
غير بس هو الحب قارب نجاه
عجبى
ـ قارب نجاه؟
ـ بالضبط كده. لو احنا ناس بنحب أو نعرف الحب كان العالم شكله اتغير. انما احنا غارقين فى منطقة شعوبها لا تعرف الحب إلا سرقة، وتعانى من إحباط بتعكسه عنف وسادية وكراهية.
ـ محدش هيزعل. ناس كتير بتقول اننا لازم نحب الوطن والخير والمجتمع.
ــ بس انا مش باتكلم عن كليشيهات الحب المقبولة والمتداولة. انا اقصد الحب باعتباره العلاقة بين عنصرى الأمة.
ــ المسلمين والأقباط.
ـ لأ. الحب بين الرجالة والستات. التجاذب القهرى والفطرى والتلقائى بين الذكر والأنثى، السالب والموجب، قوة الحياة الموجودة فى الكواكب والأجرام السماوية الضخمة، وعناصر الذرة الدقيقة، والنباتات، والحيوانات. باتكلم عن الحياة وفطرة الحياة والاستمرار فى الكون.
ـ طب وإيه المشكلة؟
ــ بصى حواليكى تشوفى المشكلة. كام واحد أو واحدة بيحبوا؟ اللى عرفوا الحب بجد أول مرة كان سنهم كام سنة؟ ولو الناس عرفت ان اتنين بيحبوا بيعملوا فيهم إيه؟ احنا مجتمع بيخاف من الحب وبيجرمه بشتى الطرق. ما يعرفوش أصلا رغم إنه بيغنى له طول الوقت.. زى الوطنية بالضبط.
- تانى؟ مش قلت مفيش سياسة؟!
- على رأيك. استاذ سامى كان عنده حق.
- سامى مين مش فاهمة!
- مدرس الكيميا فى مدرسة شبرا الإعدادية، جابلنا صدمة واحنا تلامذة مراهقين. الفصل كله كان «ولاد ناس ومؤدبين» لا بيهشوا ولا ينشوا. أستاذ سامى دخل وقال لنا: الحب مش عيب. يعنى لو حد فيكم بيحب بنت فى المدرسة اللى جنبنا أكيد هينزل من بيته مستحمى ومسرح شعره ولابس كويس.
ــ انت عاوز الناس تستحمى؟!
ــ أنا عاوز الناس تحب. ومصدق انهم لما بيحبوا سلوكهم بيتغير. من الغفير للوزير. بس طالما ان الوزير متلهى فى الصراع على المال والنفوذ يبقى الغفير يهون على نفسه ويركب قارب النجاة الوحيد فى هذا الكوكب المجنون وفوق هذه البقعة الأكثر جنونا. بس لو قلت الكلام ده هيقولوا دعوة للرذيلة وهدم الثوابت.
ـ تانى؟!
هو احنا عندنا غيرها؟
- هى إيه؟
- الثوابت.. كل سنة وانتى والعالم بخير وحب
التعليقات