دار الشروق تحتفي بـ«الفاعل ولصوص متقاعدون» - بوابة الشروق
الأربعاء 23 أكتوبر 2024 4:35 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

دار الشروق تحتفي بـ«الفاعل ولصوص متقاعدون»

أسماء سعد:
نشر في: الجمعة 1 أبريل 2022 - 7:53 م | آخر تحديث: الجمعة 1 أبريل 2022 - 7:53 م

 

- سيد محمود: يُحسب لدار الشروق إعادة نشر العملين معا.. وأبو جليل يذهب بالسرد لمناطق مغايرة
ــ حمدى أبو جليل: تتبعت أسلوبا جديدا فى «الفاعل».. وأعتبر نفسى ابن جيل الستينيات
ــ طارق إمام: أبو جليل نجح فى توظيف السخرية بشكل حقيقى داخل النص الأدبى


حفاوة بالغة أظهرها مجموعة من المثقفين والنقاد لنصوص الأديب حمدى أبو جليل، وذلك خلال حفل التوقيع الذى نظمته دار الشروق، لروايتى أبو جليل «الفاعل» و«لصوص متقاعدون» منذ أيام بمبنى قنصلية فى وسط البلد.
جاء ذلك بعدما وقعت دار الشروق للنشر، عقدا مع الكاتب حمدى أبو جليل لإصدار طبعة جديدة من روايتى «الفاعل» و«لصوص متقاعدون»؛ حيث فازت رواية «الفاعل»، بجائزة نجيب محفوظ للرواية من الجامعة الأمريكية عام 2008، كما حظيت رواية لصوص متقاعدون باهتمام واضح عند نشرها وترجمت إلى عدة لغات.
أدار المناقشة الكاتب الصحفى سيد محمود، واستهل حديثه قائلا: «الكاتب حمدى أبو جليل من كُتاب جيلى المتميزين للغاية»، مشيرا إلى أنه إلى وقت كتابة روايتى «الفاعل» و«لصوص متقاعدون»، كان لحمدى كتابات أخرى متميزة واستثنائية أيضا مثل أسراب النمل.. مؤكدا أنها لطالما لفتت الانتباه نظرا لخصوصيتها فى اللغة ولخصوصيتها فى العالم التى تعرضه.
وأضاف محمود، «بالفعل لقد كتبت عن روايتى «الفاعل» و«لصوص متقاعدون»، وفى رأيى إصدار الروايتيين فى نفس التوقيت وإطلاقهم سويا اختيار ذكى لأنه يعزز أفكار حمدى، نظرا لأن عوالم الروايتيين متشابهة»، مشيرا إلى أن رواية «الصاد شين» و«الحجرية» نجد من خلالهما أن حمدى يمتلك ميزة مهمة وهى أن هويته وشخصيته تظهر بشكل قوى خلال كتاباته.
وتابع: الذين يتابعون الأدب المصرى جيدا يعلمون أن حمدى أبو جليل كان على علاقة وطيدة بـ 3 من رموز الأدب فى الستينيات، واستطاع كل كاتب منهم أن يضيف له، وهما: خيرى شلبى، وإبراهيم أصلان ومحمد مستجاب.
وأوضح أن هؤلاء الكُتاب الثلاثة أضافوا لحمدى الكثير وقد تعلم من كل منهم، فتعلم من محمد مستجاب أن يجعل القارئ يبحث طول الوقت، واكتسب من إبراهيم أصلان تمكنه من أن يقدم نصا فريدا فى قدرته على الاقتصاد اللغوى، وتعلم من خيرى شلبى القدرة الفريدة على الالتفات إلى الهامش والأشخاص الذين لهم القدرة على تحايل الظرف الاجتماعى والقدرة على تجاوزه واكتشاف مباهج الحياة ومعرفة أن الحياة مهما بلغت قسوتها من الممكن أن تُحتمل.
واستطرد محمود: أول مرة قرأت رواية «لصوص متقاعدون» ذهبت بها لمنتج سينمائى كبير وكان عندى أمل أن تتحول لعمل درامى كبير، لافتا إلى أنها رواية تروى حياة «عمال البناء» فى منطقة منشية ناصر، مشيرا إلى أن منشية ناصر فى الرواية ليست التى نعرفها الآن ولكن الرواية تقع أحداثها فى عند مداخل حلوان؛ حيث إن هذه المنطقة تضم بعض العاملين وأغلبهم قادمين من الصعيد والدلتا، مؤكدا أن حمدى أبو جليل التقط طبيعة هذا العالم بكل تفاصيله الدقيقة.
وواصل: فى «لصوص متقاعدون» نرى العالم من خلال الراوى الذى يكاد يكون «حمدى أبو جليل» ولكنه فى الحقيقة ليس هو بالفعل، ولكن يتعمد أبو جليل الإيهام واستحضار شخصيته من خلال التعرف على نماذج بشرية وأشخاص صعب أن تتخيل أنها موجودة فى أرض الواقع.
وأردف سيد محمود: عالم وتفاصيل رواية «لصوص متقاعدون» مدهش على الرغم من كل أشكال القسوة، ولكنه نجح فى تقديم النماذج والشخصيات خارج لعبة «الأحكام والتقييم»، فلم يتطرق إلى إدانتها إطلاق أحكام عليها، على الرغم أنه من الممكن أن يكون هناك الكثير من التحفظات على هذه النماذج.
وتابع، حمدى أبو جليل يمتلك ميزة كبيرة؛ حيث إنه يمتلك القدرة على أنه يوجز العالم من خلال طريقته التى يستخدم من خلالها كل الصفات الموجودة فى الشخصيات ويقدمهم بشكل متميز وغير تقليدى فنجد كل فصل فى الرواية بيقدم شخصية.
وأكد محمود، أن اللغة تحتل مكانة مميزة فى نصوص أبو جليل، فنجده يستخدم لغة بسيطة وموجزة وفى نفس الوقت تملك القدرة على أنها تعكس كل ما هو موجود فى الحياة اليومية.
وأضاف «بالفعل، الرواية تقدم عملا مثيرا، أدب المهمشين أو السرد الخارج عن المدينة التى نعرفها جيدا من هنا تكتسب الرواية أهميتها، لافتا إلى أن هذه الأهمية تُرجمت إلى عدد من الجوائز الكبيرة، مضيفا «من وجهة نظرى أهمهم جائزة القراء، هى الجائزة الحقيقية لأى كاتب».
وأشار إلى أن العالم الموجود فى رواية «الفاعل» ليس بعيدا عن عالم «لصوص متقاعدون»، ومن هنا يُحسب لدار الشروق أنها أعادت نشرت العملين سويا، لافتا إلى أنه فى بداية نشر رواية الفاعل، سألت حينها الكثير من الزملاء الصحفيين والمحررين عن أفضل رواية فى العام أجابوا: الفاعل.
وأوضح سيد محمود، أن «الفاعل» قد نالت على تتويج كبير، وهى حصولها على جائزة «نجيب محفوظ» وترجمت فى الجامعة الأمريكية، خاصة أنه خلال أحداث رواية «الفاعل» نرى عالما مختلفا؛ حيث أسطورة البدو وانتقاله واستقراره، ثم يتحدث عن أثر التجربة الناصرية فى إدخال البدو فى البنية المصرية.
وتابع: تتكرر نفس الحيل السردية وطريقة السرد بعد الحداثى؛ حيث من الصعب على بعض القراء أن يجدوا فيه التتابع بالشكل التقليدى، مضيفا «نستطيع رؤية المجتمع المصرى، وتحولاته».
وأشار إلى «الفاعل» اللغة تذهب فيها لمنطقة مختلفة ومغايرة، فنجد الكاتب قد اكتسب خبرات قوية ويستطيع استخدام اللعب الفنى، وزيادة جرعة التشويق فى العمل لخلق معامل لطبيعة المسارات الجغرافية التى يتحرك فيها البطل.
بعدها استهل الكاتب حمدى أبو جليل، حديثه قائلا أشكر دار الشروق على نشر روايتى «الفاعل» و«لصوص متقاعدون»، لافتا إلى أنه اعتمد فى «لصوص متقاعدون» إلى أن تكون رواية تقليدية، وأن تكون طبقا للمعايير النموذجية لكتابة الرواية مضيفا «قمت بكتابتها مثل ما يقول الأستاذ نجيب محفوظ.. حرصت على أن تكون الرواية بالشكل التقليدى للرواية».
وأضاف أبو جليل، فى رواية «الفاعل» طاوعت نفسى فى التجديد، وأشعر أننى حققت فيها إنجازا، ليس لأنها رواية عظيمة أو تتناول موضوعا عظيما لكن لأنى تتبعت فيها أسلوبا جديدا وكأنى أكتب عملا دراميا.
وأضاف: «حاولت كتيرا الالتزام بالرواية النموذجية، ولكنى لم أستطع ذلك، وبررت هذا لنفسى بأنه عدم الوفاء للنموذج القديم هو الذى يدفعك إلى خلق نموذج جديد، وفى رأيى المرايا من أجمل روايات نجيب محفوظ»، قائلا: عندما تخطيت الخمسين عاما تأكد تماما أننى لن أستطيع أن يسير على نفس منهج نجيب محفوظ، فلا مواطن للشبه معه من حيث التنظيم الصارم مضيفا «أنا شخص لا أعرف متى أنام وفى أى وقت سأستيقظ.. لكن نجيب محفظ كان مرتبا ومنظما جدا».
وتابع: أول رواية أقراها «البوساء» لفكتور هوجو، مضيفا «أنا بعتبر نفسى ابن جيل الستينيات، أمى وأبويا ينتميان لهذا الجيل».
وواصل أبو جليل: «لم تربطنى علاقة عمل مع محمد مستجاب ولكن كانت علاقتنا علاقة «المعلم وتلميذه بشكلها البدائى»، مشيرا إلى أن مستجاب كان يعتمد فى كتاباته على أن يكتب الواقع ويجعله أسطورة، ولكنى اتبعت منهجا مختلفا وهو أننى أرى أسطورة فى الواقع وأريد أن أجعل القارئ يصدقها».
وأضاف: «إبراهيم أصلان عملت معه فى جريدة «الحياة»، وسلسلة الدراسات الشعبية، واكتسبت منه ومن الأديب الكبير خيرى شلبى الثقة مضيفا «أنا ممتن كثيرا لهم».
بعدها تحدثت الكاتبة ميسون صقر التى قالت: أنا سعيدة بنشاط دار الشروق خلال هذه الفترة، وإعادة نشر روايتى «الفاعل» و«لصوص متقاعدون» خطوة جيدة تُحسب لدار «الشروق»، مشيرة إلى أن هناك الكثير من دور النشر لا تحبذ ذلك.
وأضافت: «بداية الألفينيات ومعرفتى بالكاتب حمدى أبو جليل أذكر أننا كنا نقرأ لبعضنا»، مشيرة إلى أن أبو جليل ربط الواقع فى رواياته مع واقع الهامش والكتابة عنه؛ حيث ربط بين المهمشين من عُمال وعالمهم غير المرئى فى عدد من فئات المجتمع والعالم البدوى، كعوالم مخفية داخل واقع المجتمع المُوحد كفئة من المجتمع لها قوتها فى تشكيل الواقع».
وأكدت أنه كان حريصا على استخدام لغة مختلفة وأن اللهجة تُعبر عن مواطن الشخصية، لافتة إلى أنه استطاع السخرية من مرارة الواقع، والخروج من فكرة النقد عبر ربطه بين العوالم والمفاهيم الأخرى حول الهجرة وكيف قام بخلق عوالم مختلفة داخل المجتمع.
وأضافت: «تجتمع مجموعة أو فئة من البشر مختلفة فى التكوين وتجمع بينهم البحث عن أكل العيش أو الهجرة، من خلال روايتى «الفاعل» و«لصوص متقاعدون» تستطيع أن تخرج منهم إلى واقع آخر فى مجتمعات عديدة.
وأشارت إلى أن حمدى أبو جليل تحدث فى رواية الفاعل عن واقع لشريحة بشرية عاملة تحتمل فى عملها القوة البدنية والأعمال اليدوية مقابل الأجر اليومى المؤقت، مضيفة فى ظنى أستخدم السخرية كمدخل أساسى من خلالها مجد شخوصه، ومجد نفسه أيضا وذلك من خلال وضع فكرة البدوى كصورة ذهنية أساسية داخل عقل القارئ بحيث لا يبرح مكانه كوجود حقيقى داخل تنويعات بشرية كثيرة.
ولفتت إلى أنه كان يؤسس وجوده من خلال ندرة المكتوب عن هذه المجموعات، الكتابة هى تاريخ الواقع بعكس القراءة وهى تحويل الكتابة لواقع حى مختلف عن الواقع لكنه يتماشى معه ليجمله أو يصارعه أو يتناقض معه، وأنه يكتب بمغايرة ذاكرته، كتابة انتقائية حريصة على الاختلاف حول مفهوم الأخلاق ومدى مصداقيتها وصورة العامة عن العادات والتقاليد والقيم الموضوعة.
فيما أكد الكاتب والروائى طارق إمام، أن كتابات حمدى أبو جليل تستحق الاحتفاء، مشيرا إلى أن الكتابة هى اختبار جوهرى وحاسم أمام الأدب، مؤكدا أن كتابات حمدى تنجح دائما فى ذلك.
وأشار إلى أنه خلال اليوميين الماضيين أعاد قراءة أعمال حمدى أبو جليل، مؤكدا أنه استشعر أن الكتابة جديدة ولم يمر عليها سنوات كثيرة، لافتا إلى أن حمدى أبو جليل نجح فى توظيف السخرية بشكل حقيقى داخل النص الأدبى، لافتا إلى أنه استخدم عنصر السخرية بشكل نموذجى فى أعماله الأدبية.
وأضاف إمام، السخرية موضوع وسؤال عند حمدى وليس فقط وسيلة أو أداة لوصف العالم فقط وذلك لأنه يعمل معتمدا على أفق يتساءل طوال الوقت عن الشخص والفرد الإنسانى والذات الإنسانية وما تمر به من عجائب وكل ما تمر من فواجع، قائلا: هناك نقطة مهمة فى كتابات حمدى أبو جليل نظرا لأنه قرر أن يعرض المدينة وأن تكون مسرح عالمه، وسيعيد تعريف القاهرة من خلال شخوصه ربما بطرق لم يتم اختبارهم من قبل فى الأدب المصرى.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك