- 415 مليون شخص فى العالم مصاب بالسكر.. وعبء المرض كلف مصر 1.7 مليار دولار عام 2015
قال لارس ريبين سورينسن، الرئيس التنفيذى لشركة «نوفونورديسك»، المتخصصة فى صناعة الأدوية الخاصة بمرض السكر «أصبحنا قريبين جدا من الوصول إلى أقراص الأنسولين، التى تؤخذ عن طريق الفم، وأن ذلك قد يخرج إلى النور يتم بحلول سنة 2025»، لكنه أكد فى الوقت نفسه على أنه «ليس هناك ألم يصيب المريض من قلم الأنسولين، وأن الأمر برمته نفسيا، بعد أن تطورت أقلام الأنسولين».
وأكد سورينسن على أن وحدات الأبحاث فى شركته تعمل فى مجال استكشاف العلاجات من خلال «الخلايا الجذعية»، وأنه من الممكن عن طريق هذه التقنية العلاجية مساعدة بنكرياس الشخص المريض على إعادة إنتاح الأنسولين، وهناك أبحاث أخرى مرتبطة بزرع بنكرياس فى الجسم، لكن الأمر يلزمه بعض الوقت، وفى هذه الحالات سيأخذ الشخص أدوية مرتبطة بالمناعة، وبالتالى سيتحمل المريض عبء أدوية جديدة، وفى كل الحالات يجب أن نبحث ونفكر فى جميع الخطوات للتأكد من الأمان التام أولا وقبل أى شىء آخر.
وجدير بالذكر أن أكثر أسباب مرض السكرى تعود، إما لنقص فى إنتاج الأنسولين، وهذا هو النوع الأول، وإما لنقص فى قُـدرة الجسم على الاستفادة من الأنسولين، باعتبار أن الأنسولين أساسى فى حرق السكّـر، وهذا هو النوع الثانى.
وحول عدد مرضى السكر فى مصر والعالم قال سورينسن: «يعانى من مرض السكر نحو 415 مليون شخص فى العالم، ومن المتوقع ان يصل عدد المصابين به إلى 642 مليون شخص بحلول عام 2035. وفى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وحدها يصل عدد المصابين بالسكر إلى 36 مليون شخص. وتؤكد أحدث الأبحاث والدراسات المتخصصة أنّ معدلات الإصابة بمرض السكر مرتفعة بصورة كبيرة بسبب أساليب الحياة غير الصحية والنظم الغذائية الخاطئة، بالإضافة للعوامل الوراثية، وتجاهل عدد كبير من المرضى لنصائح الطبيب، وهو ما يعرضهم لمشكلات ومضاعفات صحية خطيرة.
وعن الأعداد فى مصر قال: «إن مصر بها ــ وفق الإحصاءات الرسمية المعلنة ــ نحو 7.8 مليون شخص مريض بالسكر، وهو ما يُشكل 14.8% من اجمالى عدد البالغين فى البلاد، وبهذا الرقم تشغل مصر المرتبة الثامنة عالميا من حيث معدلات انتشار السكر، مع توقعات بظهور 7.3 مليون حالة جديدة بحلول عام 2040، وهو ما سيدفع عدد المصابين بالسكر فى مصر لأكثر من 15.1 مليون شخص فى 2040».
وأضاف بأنه فى عام 2015، بلغ عدد حالات الوفاة الناتجة عن السكر ومضاعفاته بين البالغين فى مصر لأكثر من 78,000 حالة وفاة بمعدل 214 حالة وفاة يومية. مشيرا إلى أن «الوفاة فى سن صغيرة أو الحياة بمرض مزمن طوال الحياة له العديد من النتائج والآثار الاقتصادية السلبية، وعلى المجتمع بشكل عام. فنتيجة الحالة الصحية المتدهورة، تزداد معدلات التغيب عن العمل والإجازات المرضية، بل وتنخفض معدلات الانتاجية حتى عند الحضور للعمل، وهو ما يخلق نوعا من الضغوط والعواقب الاقتصادية غير المقبولة. إنّ تزايد أعداد مرضى السكر الذين يحتاجون لرعاية صحية وطبية متواصلة يُلقى بالمزيد من الأعباء المالية على نظم وخدمات الرعاية الصحية على المستوى القومى التى تعانى بالفعل من تزايد معدلات الإصابة بالأمراض المزمنة. بالإضافة إلى أن عدم التشخيص أو تلقى العلاج المناسب يأتى بآثار سلبية على المريض والمجتمع».
وأشار سورينسن إلى أن تزايد أعداد مرضى السكر يلقى بأعباء كبيرة على الموازنات الصحية المثقلة فى مصر. ففى عام 2015 أشارت التقديرات الخاصة بتكاليف علاج السكر إلى تكبد الدولة نحو 219 ــ 355 دولار للحالة الواحدة كل عام، وهو ما يعنى أن التكاليف الاجمالية لعلاج السكر فى مصر تصل إلى 1.7 مليار دولار فى العام. ولكن من خلال التدخل الطبى المبكر والرعاية الصحية المتميزة لعلاج السكر، يمكن تخفيض تكاليف علاج السكر ومضاعفاته بشكل ملحوظ.
وحول آلية تعاملهم مع المناطق التى بها نزاعات قال الرئيس التنفيذى لشركة «نوفونورديسك» إلى أن «سياستنا هى مساندة مرضى السكر وعدم الاستسلام مهما كانت الظروف، فنحن نعمل فى بلدان بها العديد من النزاعات مثل العراق، سوريا، كوبا، وهناك أيضا فينزويلا التى شهدت أخيرا انخفاضا كبيرا فى قيمة العملة، وغيرها من البلدان. فنحن لا نترك مرضانا مهما كانت الظروف».
وقال إن دورنا فى مصر يمتد إلى تقديم ما هو أكثر من مجرد منتجات علاجية للمرضى. فى عام 2010، أطلقنا نوفونورديسك مصر مشروع نوفو كير من خلال افتتاح مركزين لعلاج السكر فى القاهرة. واليوم يضم المشروع 30 عيادة منتشرة فى جميع محافظات الجمهورية. تتواجد مراكز نوفو كير فى المستشفيات والصيدليات العاملة، وتهدف تلك المراكز لدعم مرضى السكر بمساعدة مجموعة من المتخصصين، بهدف التوعية بالمرض وخطورته ومضاعفاته وخلال الفترة من 2013 وحتى الآن، قامت نوفو كير بدعم وتوعية نحو 102,000 مريض من خلال الحوار المباشر مع المرضى، وجلسات التوعية الجماعية.
وفى عام 2014، وقّعت نوفو نورديسك على اتفاقية تعاون مع وزارة الصحة المصرية لتأسيس مراكز التميز لعلاج مرض السكر فى جميع أنحاء مصر.
وتسعى هذه المراكز لتحسين مستوى الرعاية الصحية المقدمة لمرضى السكر، حيث توفر نوفونورديسك جميع المعدات والتجهيزات الطبية المطلوبة فى تلك المراكز لعلاج السكر هذا إلى جانب توفير نظام إدارة الحالات من أجل اتمام جميع العمليات الإدارية بكل سهولة وسرعة.
تسعى الشركة أيضا لضمان توفير التدريب المستمر للعاملين فى تلك المراكز. تدير وزارة الصحة المصرية مراكز التميز، بينما يقوم المعهد القومى للسكر والغدد الصماء بتوفير المساعدة الفنية المطلوبة.