أسامة عبد الرؤوف الشاذلي: تشغلني بعض الأسئلة المتعلقة بإنسانيتنا ودورنا على هذا الكوكب - بوابة الشروق
الثلاثاء 17 سبتمبر 2024 6:00 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

أسامة عبد الرؤوف الشاذلي: تشغلني بعض الأسئلة المتعلقة بإنسانيتنا ودورنا على هذا الكوكب

حوار- محمود عماد:
نشر في: الجمعة 2 أغسطس 2024 - 6:47 م | آخر تحديث: الجمعة 2 أغسطس 2024 - 6:48 م

- التاريخ لا يعني الهروب من الواقع.. والتحقق هو التأثير الذي يتركه الكاتب فى نفس القارئ

بعد أن برع فى الطب ووصل فيه لأعلى المراتب العلمية قرر أن يبرع فى ميدان الأدب أيضا فاقتحمه عن طريق الكتابة التاريخية أسامة عبد الرءوف الشاذلى الطبيب الذى أثبت براعته أيضا فى الكتابة ليدخل سريعا لقلوب القراء ويضع بصمته وأثره فى عقولهم ووجدانهم، ورغم أن المسيرة الأدبية لا تزال فى بدايتها، ولكن تشى بمسيرة ستكون ثابتة نحو الأمام، ولذلك حاورت «الشروق» صاحب «أوراق شمعون المصرى» و«عهد دميانة» للتعرف على مشروعه الأدبى وكواليسه أكثر وأكثر.

< بما أنك طبيب لك باع كبير، وأن أول أعمالك ليس من سنوات طوال، فمنذ متى قررت أن تكتب وتنشر؟

ـــ الكتابة بدأت عندى منذ وقت طويل فالكتابة مرتبطة بالميول وبالإحساس بالموهبة، أما النشر فهو شىء لا يمكنك أن تحسبه، وأنا شخصيا عندما بدأت الكتابة لم تكن فكرة النشر فى ذهنى كنت سعيدا بما أكتبه وأنشره على صفحات التواصل الاجتماعى وقررت نشر ما أكتبه على مواقع التواصل بعدما شعرت أنه من الممكن أن يعجب الآخرين، ثم بعد ذلك جاء نشر أول عمل وهى رواية أوراق شمعون المصرى بعد اكتمال العمل والتشجيع من بعض الأصدقاء بضرورة توجيه العمل للنشر، لكن فى النهاية فالكتابة هى شغفى، أما النشر والآراء والجوائز فتأتى فى المرتبة الثانية بعدما أكون كتبت، ورأيت أثر ما أكتبه فى الآخرين.

< حدثنا عن مشروعك الأدبى.. كيف تراه؟

ـــ كل كاتب يملك مشروعا أدبيا يشغله، وأنا تشغلنى بعض الأسئلة متعلقة بإنسانيتنا ودورنا كبشر على هذا الكوكب، كيف يمكننا تجاوز الصراعات القائمة وأخذ خطوة للأمام، وأرى أن هذه فكرة مشروعى الأدبى وقد تجلى فى العملين الأولين، وسيكون موجودا فى العمل القادم، وسيكون السؤال هو كيف يمكننا سويا مجابهة النخاطر التى تهدد حياتنا المشتركة على هذه الأرض.

< تأخذ الكتابة التاريخية حجر الأساس لمشروعك الأدبى فلماذا الروايات التاريخية تحديدا، هل هى محاولة لإسقاطه على الواقع، أو الهروب منه؟

ـــ التاريخ ليس معناه الهروب من الواقع، ولو كتب الكاتب الكتابة التاريخية الصرف المنفصلة عن الواقع صارت الكتابة لا قيمة لها، يجب أن نقرأ التاريخ من مرآة الحاضر لنفتح لأنفسنا آفاقا لنرى المستقبل، وأرى أنه فى أعمالى رغم كونها روايات ذات أحداث تاريخية لكنها تمس الواقع المعاصر فنرى فى رواية أوراق شمعون المصرى الصراع العربى الإسرائيلى وجذور الشخصية اليهودية وهو أمر قديم حديث يطرح دائما وما زلنا نعانى من آثاره، أيضا قضية الهوية المطروحة فى رواية عهد دميانة هى قضية قديمة حديثة، فأنا لا أكتب تاريخا مجردا ولكننى أكتب تاريخا متصلا بالواقع الحالى.

< تطرقت رواية «أوراق شمعون المصرى» لخروج بنى إسرائيل من مصر والتيه، وأيضا أحوال الجزيرة العربية وأهلها من التوحيد لعبادة الأصنام، ثم فى روايتك الثانية «عهد دميانة» كانت قضية المذاهب سواء الإسلامية أو المسيحية حاضرة فى الصورة، فهل تحاول مناقشة بعض القضايا الدينية فى أعمالك؟

ـــ أتحدث عن القضايا الدينية، ولكن ليس من منطور دينى، بل من المنظور الإنسانى وكيف أنه رغم اختلاف الأديان والهويات فإنها تعايش سويا، فلم يكن المقصود فى الروايتين أن أتناول القصة الدينية المجردة، ولكن مناقشتها بالبعد الإنسانى.

< نرى فى رواياتك أن اللغة الدينية حاضرة فى الكثير من الأحيان، وهنا أقصد المصطلحات القرآنية، فكيف ترى ذلك؟

ـــ فى رواية أوراق شمعون المصرى القصة دينية فيجب أن تكون اللغة قوية ليست متشبهة بلغة القرآن، ولكن أن تكون فصيحة لينبهر بها القارئ وكانت تلك من عناصر اللغة فى الروايتين، وأرى أن اللغة هى وعاء الرواية فإذا كان الوعاء هشا كانت الرواية هشة، أما إذا كان قويا كانت الرواية قوية، أما فى عهد دميانة لم أستخدم اللغة القرآنية إطلاقا حتى لو يوجد تناص فهو للربط بين قصة يوسف ويوستينا ويوسف وزليخا.

< نرى فكرة التية والهوية الضائعة فى رواياتك فهل يمكننا اعتبار ذلك السؤال هو حجر الأساس لأعمالك؟

ـــ حيرة وتساؤلات الإنسان ملازمة له منذ نزوله للأرض، الحيرة فكرة ملازمة لنا منذ قديم الأزل، ولذلك عرضته فى أوراق شمعون المصرى بطريقة وفى عهد دميانة بطريقة أخرى، وما زالت الأسئلة كثيرة ولا تنتهى.

< حققت رواياتك نجاحا ملحوظا ومقروئية كبيرة، وأصبحت تتصدر قوائم الأكثر مبيعا على الدوام، فهل توقعت ذلك وكيف تراه؟

ـــ بالطبع لم أتوقع تلك المقروئية الكبيرة، رغم ثقتى فيما أكتبه، لكننى لم أتوقع أن عملا روائيا لكاتب يكتب لأول مرة ليست فيها التوليفة السحرية للانتشار، بل كتابة تحمل لغة رصينة وفكرا فلسفيا وتتجاوز عدد صفحاتها السبعمائة صفحة أى بها كل عوامل عدم النجاح أن تصل لهذا العدد من الطبعات، وتفسيرى الوحيد لهذا هو أن القارئ يريد عملا جادا يخاطب عقله.

ـــ تعاقدت على تحويل رواية «أوراق شمعون المصرى» إلى فيلم، ورواية «عهد دميانة» إلى مسلسل حدثنا عن كواليس التعاقدات ومتى تظهر الأعمال للنور؟ وهل ستكتب السيناريوهات أو يكون لك أى دخل بها؟

ـــ تحويل عهد دميانة سيكون أسرع من أوراق شمعون، ولن أكتب سيناريوهات الأعمال لأن السيناريو ليست حرفتى الآن، ولكن أعتقد أنه سيكون لى رأى فى المعالجة.

< وكيف ترى أثر تحويل الرواية لعمل درامى؟ وكيف ترى ذلك بالخصوص حول رواياتك؟

ـــ تحويل العمل الروائى لعمل درامى مرئى يسبب انتشارا كبيرا لهذا العمل ويصل لشريحة أخرى لا يصل لها الكتاب المقروء، ولهذا أنا سعيد للغاية بتحويل الأعمال الأدبية عموما إلى أعمال درامية لأن دائما العمل الأدبى يحمل فكرا مختلفا.

< كيف ترى نجاح الكاتب؟ هل عن طريق الجوائز؟ أم الأكثر مبيعا؟

ـــ التحقق الأدبى يختلف من شخص لآخر، وأرى فى رأيى أن التحقق هو التأثير الذى يتركه الكاتب فى نفس القارئ، كما أن التحقق هو أن لا يعيش القارئ منفصلا عن قضايا مجتمعه عامة.

< ما هو القادم فى مشروعك الأدبى؟

ـــ العمل القادم سأخرج من عباءة التاريخ جزئيا مع وجود لمسة تاريخية فلسفية وفكرية، ولن يكون له علاقة بما سبق، وسأحاول أن أجعله يرى النور فى العام القادم.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك