الآثار: افتتاح دير مارجرجس المجمع ودير الأنبا بسنتاؤس بعد الانتهاء من ترميمهما - بوابة الشروق
الخميس 3 أكتوبر 2024 5:21 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الآثار: افتتاح دير مارجرجس المجمع ودير الأنبا بسنتاؤس بعد الانتهاء من ترميمهما

أحمد عيسى
أحمد عيسى
حمادة عاشور وإسلام عبد المعبود
نشر في: السبت 2 سبتمبر 2023 - 3:32 م | آخر تحديث: السبت 2 سبتمبر 2023 - 3:32 م

افتتحا أحمد عيسى وزير السياحة والآثار، واللواء أشرف الداودي محافظ قنا، اليوم السبت، ديري مارجرجس "المجمع"، والأنبا بسنتاؤس بحاجر نقادة جنوب محافظة قنا، بعد الانتهاء من ترميمهما.

ورافقهما الدكتور حازم عمر نائب المحافظ، والدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، وحسام حمودة سكرتير عام المحافظة، والأنبا بيمن مطران نقادة وقوص، والدكتور أبو بكر أحمد عبدالله المكلف بتسيير أعمال قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية بالمجلس الأعلى للآثار، والدكتور فتحي ياسين مدير عام آثار مصر العليا، والإعلامي مصطفى بكري، وعدد من القيادات التنفيذية.

وأكد وزير السياحة والآثار، استمرار الوزارة ممثلة في المجلس الأعلى للآثار في تنفيذ دورها؛ للحفاظ على تراث مصر الأثري والحضاري من خلال مشروعات الصيانة والترميم للمواقع الأثرية والمتاحف على مستوى الجمهورية بجميع حقبها التاريخية، والعمل على رفع كفاءتها وإتاحتها لاستقبال زائريها من المصريين والسائحين من مختلف دول العالم، وتحسين التجربة السياحية بها، وهو ما يأتي في إطار أحد المحاور الرئيسية للاستراتيجية الوطنية لتنمية السياحة في مصر، واستيعاب النمو في الحركة السياحية الوافدة لمصر خلال الموسم السياحي الشتوي القادم.

وشاهد وزير السياحة والآثار ومحافظ قنا والحضور، فيلما تسجيليا قصيرا تم خلاله استعراض مراحل أعمال الترميم بالديرين وأهميتهما ونبذة تاريخية عنهما.

واستمعا إلى الفقرة التي قدمها كورال أديرة نقادة، وتضمنت تراتيل دينية وأغاني وطنية، أعقبها قيام الأنبا بيمن أسقف قوص ونقادة، بإهداء درع مطرانية نقادة وقوص للأقباط الأرثوذوكس للوزير.

وأشاد وزير السياحة والآثار، بالتعاون المثمر بين المجلس الأعلى للآثار ومحافظة قنا والكنيسة القبطية ومطرانية نقادة وقوص للانتهاء من ترميم هذين الديرين، مشيرا إلى أن هناك طفرة غير عادية في قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية بالمجلس الأعلى للآثار في الآونة الأخيرة، أسفرت عن افتتاحات متتالية كان آخرها افتتاح سور مجري العيون وحصن بابليون ومعبد بن عزرا اليهودي في منطقة مصر القديمة بالقاهرة التاريخية، الأمر الذي يؤكد حرص الدولة ممثلة في وزارة السياحة والآثار والمجلس الأعلى للآثار في الاهتمام بمواقعها الأثرية المصرية منها أو الإسلامية أو القبطية أو اليهودية كونها تمثل جزءا من تاريخ وحضارة مصر.

وأعرب وزير السياحة والآثار، عن تقديره للجهود التي يبذلها العاملين بالمجلس الأعلى للآثار ودورهم البارز في النهوض بالعمل الأثري والمتحفي في مختلف المواقع الأثرية والمتاحف، والذي ظهر جليا في قدرة هذه المواقع والمتاحف علي استقبال زائريها من المصريين والسائحين من مختلف دول العالم دون وجود أية معوقات أو مشكلات كبيرة رغم النمو المتزايد الذي تشهده الحركة السياحية الوافدة إلى مصر، متمنيا لهم المزيد من التوفيق والنجاح.

وأثنى الوزير، على جهود فريق العمل بقطاع المشروعات بالمجلس والاستعداد للموسم السياحي الشتوي بتنفيذ حزمة من المشروعات، بما يسمح للمجلس بنمو كبير في الإنفاق في العام المالي الحالي على مشروعات الترميم، ورفع كفاءة مختلف المواقع الأثرية والمتاحف، بما يعمل على الحفاظ على الآثار المصرية، وفي الوقت ذاته تحسين التجربة السياحية.

ومن جانبه، قال محافظ قنا، إن افتتاح أعمال ترميم ديري القديس الأنبا بسنتاؤس، والشهيد مار جرجس الروماني، يعد إضافة كبيرة لمجموعة المواقع الأثرية التي تتميز بها محافظة قنا، بما يساهم في تعزيز مكانتها علي خريطة مصر السياحية، ويجذب إليها المزيد من الزوار المصريين والأجانب، خاصة المهتمين بالسياحة الدينية، موضحا أن ترميم الديرين سوف يحافظ علي استمراريتهما ليظلا شاهدين على تلك الحقبة الزمنية من تاريخ مصر العظيم.

وأضاف أن الدولة المصرية أولت اهتمامًا كبيرًا بالمواقع الأثرية بمختلف عصور إنشائها ومتاحف الآثار، حيث شهد العالم أجمع على مدار الأعوام الماضية كيف أبهرت مصر العالم من خلال افتتاح المتحف القومي للحضارة المصرية، وما صاحبه من موكب نقل المومياوات الملكية، وافتتاح مشروع ترميم طريق الكباش بالأقصر، وافتتاح العديد من مشروعات الترميم بالمواقع الأثرية، مؤكدا أن الوطن الذي يمجد تاريخه وماضيه، حتما سيكون له مستقبل واعد.

وأعرب الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، عن سعادته بتواجده اليوم بمحافظة قنا واحدة من أجمل وأهم محافظات الصعيد، مؤكدًا أن افتتاح الديرين اليوم يأتي استكمالا للنشاط الملحوظ للمجلس الأعلى للآثار في الآونة الأخيرة وما يشهده من أعمال ترميم وافتتاحات وخاصة قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية والتي لم تشهدها جمهورية مصر العربية من قبل.

وأشار إلى أن قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية بالمجلس، قدم بإنجازات غير مسبوقة في الآونة الأخيرة من افتتاحات متتالية كان آخرها افتتاح 3 مشروعات ترميم من أهم المواقع الأثرية الإسلامية والقبطية واليهودية في القاهرة التاريخية، والتي تزخر بالعديد من المواقع التاريخية والتراثية على مر العصور، مثنيا على روح التعاون الكبيرة بين قطاعات المجلس الأعلى للآثار والتي أثمرت عن هذه النجاحات المتتالية.

وأوضح الأنبا بيمن أسقف قوص ونقادة، أن أعمال الترميم في دير القديس الأنبا بسنتاؤس، ودير الشهيد العظيم مارجرجس الروماني، شهدت تعاونا وتفانيا على مدار مشروع الترميم، داعيا إلى وضع كلا الديرين على الخريطة السياحية، لاسيما أنهما موقعهما يأتي بين معبد دندرة في قنا، والمعابد الأثرية في الأقصر، لافتا إلى أن كلا الديرين يعود تاريخ إنشائهما إلى القرن الخامس أو السادس الميلادي، ويحتاج إلى المزيد من أعمال الحفائر لاكتشاف أسرار هذا الموقع الأثري العظيم.

ومن جانبه، أشار الدكتور أبو بكر أحمد المكلف بتسيير أعمال قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية بالمجلس الأعلى للآثار، إلى أن فريق عمل ترميم دير مارجرجس "المجمع"، خلال أعمال الترميم، نجح في الكشف عن عدد من الأجزاء المعمارية بالكنائس الخمسة التي يضمها الدير، أما في دير الأنبا بسنتاؤس استطاعوا الكشف عن رفات القديس بسنتاؤس، والموجودة على أحجار رملية وجد عليها رسمة الصليب المقدس وبعض الحروف القبطية متضمنة اسم القديس بيسنتي.

وتابع أن مشروع ترميم دير مارجرجس المجمع، شمل ترميم وصيانة كنيسة مارجرجس الرئيسية وتدعيم الأساسات، والكشف عن حجرة صغيرة من الداخل أسفل حجرة المعمودية في الجانب الشمالي الغربي من الكنيسة تسمى "قبة الميرون"، وكانت تستخدم لحفظ زيت الميرون المقدس.

وأشار إلى الكشف عن بعض قواعد الأعمدة الجيرانيتية وعمود كورنثي داخل المذبح بالكنيسة الأثرية ولوحة من الحجر الجيري عليها كتابات قبطية تمثل شاهد قبر يرجع إلى القرن 14 الميلادي، وترميم وتدعيم الأعمدة والعقود بنفس مادة البناء، والكشف عن نماذج مختلفة لأشكال الصلبان على العقود، وفي كنيسة ماريوحنا تم ترميم الجدران ورفع كفاءة شبكة الكهرباء، وعمل مزاريب لتصريف مياه الأمطار، والكشف عن مغطس فى الجهة الغربية للرواق الأوسط من الكنيسة يعود إلى القرن 11 الميلادي، والذي تم ترميمه.

ونجح فريق العمل في ترميم كنيسة السيدة العذراء أحد كنائس الدير، حيث تم تنفيذ أعمال درء الخطورة لجدرانها وتغطيتها بجمالون زجاجي مقام على أعمدة خشبية على أطراف الكنيسة بارتفاع 2 م من منسوب الأرضية وعمل حواجز زجاجية ما بين الأعمدة لرؤية حفائر الكنيسة من الخارج، وظهر أثناء أعمال الترميم قواعد وبقايا جدران وأكتاف حاملة لبقايا القبة المركزية وبقايا هيكل الكنيسة. كما تضمنت أعمال الترميم قلالي الرهبان.

ولفت إلى أن تاريخ الدير يعود إلى نهاية القرن الرابع وبداية القرن الخامس الميلادي، وسمي بدير المجمع نظرا لكونه مجمعا مقدسا يقوم على إدارة مجمع كنائس فهو يتكون من 5 كنائس هي: كنيسة مارجرجس، وكنيسة السيدة العذراء، وكنيسة ماريوحنا، وكنيسة الملاك غبريال، وكنيسة الملاك ميخائيل، وهى مندثرة الآن، وقلالي الرهبان يقع الدير على الضفة الغربية للنيل بزمام بحري قامولا – حاجر صوص- بمركز نقادة – محافظة قنا ويبعد عن نقادة جنوباً بحوالى 10 كم تقريبا، والدير مسجل في عداد الآثار الإسلامية والقبطية عام 1951.

وأما عن دير الأنبا بسنتاؤس، فأوضح الدكتور أبو بكر أحمد عبدالله، أن مشروع ترميم وصيانة الدير شملت تدعيم وترميم أساسات الكنيسة من جدران وأعمدة وعقود، وتزرير الشروخ الموجدة بالجدران والقباب، وإزالة طبقة الملاط القديمة وإعادتها بما يتناسب مع الطابع الأثري، وترميم وصيانة الأحجبة الخشبية، وإحلال وتجديد شبكة الكهرباء ورفع كفاءة الموقع العام.
ويرجع تاريخ دير الأنبا بسنتاؤس، إلى القرن السادس الميلادي وقد بنيت الكنيسة الموجودة الآن في بداية القرن الثامن عشر الميلادي بيد القمص هرميلا، وسجل في عداد الآثار الإسلامية والقبطية عام 2008، وينسب الدير إلى القديس الأنبا بسنتاؤس، الذي كان معاصرًا للأنبا قسطنطين أسقف أسيوط، وعاصر الغزو الفارسي لمصر، تنيح بشيبة صالحة عن عمر 83 عاما بجبل الأساس المقدس ودفن هناك كوصيته لتلاميذه في الموضع الذي به كنيسته الآن.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك