في واحدة من أكثر اللحظات السياسية وضوحا خلال حفل الأوسكار الـ 97، استغل صناع الفيلم الوثائقي «No Other Land»، فوزهم بجائزة أفضل فيلم وثائقي لتوجيه نداء عاجل إلى العالم بضرورة إيقاف الظلم والتطهير العرقي ضد الشعب الفلسطيني.
وأثناء اعتلائهم المسرح، قال باسل عدرا، الصحفي والناشط الفلسطيني المشارك في إخراج الفيلم: "ندعو العالم لاتخاذ إجراءات جادة لوقف هذا الظلم ووقف التطهير العرقي ضد الفلسطينيين. قبل شهرين فقط أصبحت أبا، وأملي لابنتي أن لا تضطر للعيش الحياة التي أعيشها الآن 'لا أرض أخرى' يعكس الواقع القاسي الذي نعانيه منذ عقود، ولا نزال نقاومه".
أما يوفال أبراهام، الصحفي الإسرائيلي وأحد مخرجي الفيلم، فقد شدد على أن الفيلم هو نتاج تعاون فلسطيني-إسرائيلي، قائلا: "صنعنا هذا الفيلم لأن أصواتنا أقوى عندما نكون معا. نرى بعضنا البعض، نرى دمار غزة ومعاناة شعبها، والتي يجب أن تتوقف، كما نرى الرهائن الإسرائيليين الذين اختطفوا في السابع من أكتوبر، والذين يجب أن يطلق سراحهم".
وفي خطابه، لفت أبراهام الانتباه إلى التمييز الهيكلي في النظام القائم، قائلا: "نعيش في نظام يجعلني كمواطن إسرائيلي حرا تحت قوانين مدنية، بينما يعيش باسل تحت قوانين عسكرية تدمر حياته ولا تمنحه أي سيطرة على مصيره. هناك طريق آخر، حل سياسي بدون تفوق عرقي، يضمن الحقوق الوطنية لكلا شعبينا".
كما انتقد الدور الأمريكي في استمرار الأزمة، مشيرا إلى أن السياسات الخارجية للولايات المتحدة، خاصة في ظل إدارة دونالد ترامب، ساهمت في عرقلة أي حلول محتملة، قائلا: "لماذا لا ترون أننا مترابطون؟ شعبي لن يكون آمنا حقا إلا إذا كان شعب باسل حرا وآمنا بحق".
فيلم «لا أرض أخرى» هو تعاون إسرائيلي-فلسطيني نادر، يوثق مأساة عائلة فلسطينية تجبر على مغادرة منزلها في الضفة الغربية بسبب قرارات الاحتلال، بينما يبرز العلاقة غير المتوقعة التي تنشأ بين عدرا وأبراهام وسط مشاهد الدمار والمعاناة.
تم عرض الفيلم لأول مرة في مهرجان برلين السينمائي، وحصد الجائزة الكبرى لأفضل وثائقي وجائزة تصويت الجمهور، كما حظى بإشادات واسعة، وشارك في العديد من المهرجانات الكبرى مثل تورونتو، فانكوفر، ونيويورك، ليصبح أحد أبرز الأفلام الوثائقية لهذا العام.