تراث مصري (3).. تاريخ موجز لقصر العيني - بوابة الشروق
الإثنين 3 مارس 2025 6:10 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

تراث مصري (3).. تاريخ موجز لقصر العيني

عبدالله قدري
نشر في: الإثنين 3 مارس 2025 - 9:35 ص | آخر تحديث: الإثنين 3 مارس 2025 - 9:35 ص

تواصل جريدة الشروق في شهر رمضان نشر سلسلة "تراث مصري" المستمدة من كتاب "موسوعة تراث مصري" للباحث أيمن عثمان، والتي تسلط الضوء على المعالم التراثية التي تركت بصمتها في التاريخ المصري. وفي هذه الحلقة، نسلط الضوء على قصر العيني.

قصر العيني.. من القصر المملوكي إلى المستشفى العريق

كان قصر العيني في بدايته قصرًا فخمًا بناه الأمير شهاب الدين أحمد بن العيني عام 1466م، في عهد السلطان المملوكي الملك الظاهر أبو سعيد سيف الدين خشقدم، على ضفاف نيل جزيرة الروضة، التي كانت تعرف سابقًا باسم منشأة المهراني.

نقل الباحث أيمن عثمان عن المؤرخ ابن إياس، بأن القصر كان بناءً ضخمًا تحيط به المتنزهات الواسعة، ويضم طابقين علويين إلى جانب الطابق الأرضي، الذي كان يحتوي على مخازن وطرقات متداخلة، فيما كانت الغرف العلوية مقسمة لمماليك الأمير، بحيث تتسع كل غرفة لعدد كبير من الأسرّة.

لم يكن القصر مجرد بناء فخم، بل كان مركزًا علميًا أيضًا، إذ احتوى على معامل كيميائية وغرف للعلوم الطبيعية والتاريخ الطبيعي، إضافة إلى صيدلية عمومية ومرافق خدمية أخرى، مما يعكس المكانة العلمية لصاحبه الأمير أحمد بن العيني، الذي كان من الأثرياء المقربين من السلطة، وعالمًا في الكيمياء والصيدلة.

تحولات القصر عبر العصور

بعد انتهاء العصر المملوكي، شهد قصر العيني تغيرات متتالية. فقد أصبح جزءًا من المشهد الطبي المصري، عندما قررت الدولة تحويله إلى مدرسة للطب عام 1837م، في عهد محمد علي باشا، لتكون أول مدرسة طبية حديثة في مصر. ومع مرور الوقت، تطور القصر ليصبح مستشفى قصر العيني التعليمي، الذي ظل لسنوات طويلة قبلة المصريين للعلاج المجاني قبل انتشار المستشفيات الخاصة.

في الثمانينات، ورغم التدهور الذي أصاب المستشفى نتيجة الضغط المتزايد على خدماته، ظل يمثل ذاكرة جمعية للكثير من المصريين، حيث كان ملاذًا لعلاج إصابات الأطفال الذين كانوا يلعبون كرة القدم في الشوارع، ووجهة للعائلات الريفية التي تأتي إلى القاهرة طلبًا للعلاج المجاني.

لم يكن قصر العيني مجرد منشأة طبية، بل كان جزءًا من التطور المعماري في مصر، حيث يمثل آخر ملامح العمارة المملوكية، التي امتزجت بالروح المصرية مع تأثيرات من ثقافات أخرى. إلا أن هذا الطابع المملوكي بدأ في الاختفاء مع دخول التأثيرات الأوروبية على العمارة المصرية في عهد الخديوي إسماعيل، ثم الطابع الروسي خلال حكم الرئيس جمال عبد الناصر، حتى أصبحت الهوية المصرية المعمارية عرضة للاندثار، بحسب الكتاب.

اقرأ أيضا
تراث مصري (2).. الغناء في مصر خلال القرن الـ19



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك