قصص الحيوان بالقرآن (3).. الكبش فداء لنبي الله إسماعيل وسُنة للمسلمين - بوابة الشروق
الإثنين 3 مارس 2025 6:09 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

قصص الحيوان بالقرآن (3).. الكبش فداء لنبي الله إسماعيل وسُنة للمسلمين

أدهم السيد
نشر في: الإثنين 3 مارس 2025 - 10:22 ص | آخر تحديث: الإثنين 3 مارس 2025 - 10:22 ص

كرم الله البشر بعضهم على بعض، وكذلك كرم عدد من مخلوقاته، فمنها من أقسم الله تعالى بها، ومنها من حُكيت قصتها في القرآن، ومنها من ضُرب بها المثل في الآيات الكريمة.

واحتوت قصص تلك الحيوانات على الحكمة والعبرة لمن يقرأ في كتاب الله ليجد من أراد أن يتدبر بعلم يغنيه عن الوقوع بالخطأ ونسيان السبيل الصحيح.

وتسرد جريدة الشروق حكاية الكبش الذي فدى الله به نبيه إسماعيل عليه السلام بعد أن امتثل وأبوه نبي الله إبراهيم لأوامر الله بأن يذبح ابنه ليكون الكبش سُنة وعبادة للمسلمين فيما بعد، وذلك وفقا للقصة المنقولة عن كتاب التفسير للقرطبي وكتاب التفسير للبغوي.

ووردت قصة نبي الله إبراهيم وذبح إسماعيل عليه السلام وفدائه بالكبش في قول الله تعالى "فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ(101) فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَىٰ فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَىٰ ۚ قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ ۖ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ(102) فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ(103) وَنَادَيْنَاهُ أَن يَا إِبْرَاهِيمُ(104) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا ۚ إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ(105) إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ(106) وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ(107) وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ(108) سَلَامٌ عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ(109)".. سورة الصافات.

وأقام إسماعيل عليه السلام مع أمه هاجر في مكة، وكان نبي الله إبراهيم عليه السلام يتنقل بين مكة والشام، وربى إسماعيل عليه السلام حتى أصبح شابا عابدا ومعاونا لأبيه في أعماله، وأفرح ذلك نبي الله إبراهيم.

ورأى إبراهيم عليه السلام في ليلة التروية رؤيا أنه يذبح ابنه إسماعيل، فمكث يوما بعدها في حيرة إن كانت هذه رؤيا بوحي من الله أم حلم من الشيطان، فتكررت الرؤية في الليلة التالية، فعرف في يوم عرفة أنها رؤيا من الوحي وذهب ليشاور ابنه إسماعيل، فوجده ثابتا ممتثلا لأوامر الله معاونا لأبيه على تنفيذ ما أوحي إليه.

واغتاظ الشيطان لثبات إبراهيم وابنه عليهما السلام، فتشكل مرة لنبي الله إبراهيم، ومرة لهاجر أم إسماعيل، ومرة لإسماعيل عليه السلام، ليمنعهم عن تنفيذ أمر الله، ولكن لم يستجب منهم أحد لوساوس الشيطان.

وحضر إسماعيل مع أبيه عليه السلام لمكان النحر، وطلب من أبيه أن يضعه على وجهه حتى لا ينظر إليه فيتردد في الذبح، وطلب منه أن يشمر ثيابه حتى لا يعلق بها دم فتراه أمه هاجر وتحزن.

وبدأ إبراهيم عليه السلام يجري السكين على رقبة إسماعيل عليه السلام فلم تذبح، فطلب منه نبي الله إسماعيل أن يكرر الذبح فلم تذبح السكين بأمر من الله، وحينها سمع إبراهيم عليه السلام النداء بأن قد صدقت الرؤيا، ووجد في حينها الفداء من الله بكبش عظيم بدلا من نبي الله إسماعيل.

وكان الكبش أبيضا كبير القرون من خراف الجنة، ويقال إنه هو الكبش الذي تقرب به هابيل وتقبله الله منه في عهد آدم عليه السلام، وبقي في الجنة يرعى من حينها حتى نزل فداءً لنبي الله إسماعيل.

وأصبحت الأضحية سُنة بين المسلمين، وفضل عدد من العلماء ذبح الكبش على غيره من الأنعام، حيث كان اختيار من الله لفداء إسماعيل عليه السلام، وكان ذلك رأي المذهب المالكي الذين احتجوا أيضا بأن أغلب أضاحي رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم كانت من الخراف أكثر من بقية الأنعام.

وروى بعض التابعين عن كبش إبراهيم عليه السلام، إن رأسه وقرنيه بقيا معلقين بالكعبة حتى حادثة هدم جنود الحجاج الثقفي لها بالمنجنيق في عهد الخلافة الأموية.

اقرأ أيضا
قصص الحيوان بالقرآن (2).. ناقة صالح وعاقبة تكذيب المعجزات



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك