إيكونوميست: المنطاد الصيني «يختطف» المحادثات بين واشنطن وبكين - بوابة الشروق
الأحد 20 أكتوبر 2024 3:34 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

إيكونوميست: المنطاد الصيني «يختطف» المحادثات بين واشنطن وبكين

آية صلاح
نشر في: السبت 4 فبراير 2023 - 3:13 م | آخر تحديث: السبت 4 فبراير 2023 - 3:13 م
المجلة البريطانية: المنطاد مصدر إزعاج جديد غير متوقع للعلاقة المشحونة بين البلدين
اعتبرت مجلة "إيكونوميست" البريطانية، أن أزمة تحليق منطاد صيني في الأجواء الأمريكية "اختطفت" المحادثات التي كانت مقررة بين واشنطن وبكين، وذلك بعد إلغاء وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن زيارته إلى الصين على خلفية تلك الأزمة.

وبعدما أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، يوم الخميس، أنها تتعقب منطاد تجسس صيني يحلق عاليا في سماء ولاية مونتانا الواقعة شمال غرب الولايات المتحدة، قرر بلينكن تأجيل زيارته إلى بكين، التي كانت مقررة غدا الأحد، حيث كان يأمل كلا الجانبين أن تعزز الزيارة الهدوء وتقوض التوترات التي تبعت اجتماع بين الرئيسين الأمريكي والصيني بإندونيسيا في نوفمبر الماضي.

وأشارت المجلة إلى أنه قد يتم إعادة جدولة زيارة بلينكن إلى الصين، فيما أكدت أن ثمة قلق بالبيت الأبيض من أن "تختطف" مسألة المنطاد محادثات تتناول قضايا حساسة بين البلدين مثل مسألة تايوان ودعم الصين لروسيا في حربها ضد أوكرانيا.

ولفتت "إيكونوميست" إلى أن مسالة المنطاد أثبتت بشكل واضح أن المناخ السياسي في الولايات المتحدة أصبح عدائيا للغاية تجاه الصين، بحيث سيصعب على رئيسي البلدين مواصلة التزامهما بالعثور على القضايا ذات اهتمام مشترك حيث يمكنهما التعاون، مثل تغير المناخ.

ويواجه الرئيس الصيني شي جين بينج صراعا في محاولة طمأنة الشركات الغربية التي تشعر بالقلق من سياساته الأخيرة، لا سيما التوترات بشأن تايوان.

وأثار المنطاد الصيني العديد من التساؤلات منذ ظهوره في الأجواء الأمريكية، حيث بدا أن الصين قد عادت إلى تقنية جمع معلومات أقل شأنا استخدمها الفرنسيون لأول مرة منذ نهاية الحرب الباردة، والتي حلت محلها تقنيات أحدث.

ونوه بعض المحللين إلى أن المناطيد توفر مراقبة أعلى جودة مما يمكن أن توفره الأقمار الصناعية وبتكلفة أقل، فهي أرخص في الإطلاق وأسهل في استرجاعها، وتعمل على ارتفاع يتراوح بين 24 ألف و 37 ألف متر، وهو ارتفاع أعلى من الطائرات التجارية لكنه أقرب إلى الأرض من الأقمار الصناعية في مدار أرضي منخفض.

ووفقا للبنتاجون، استغرق المنطاد عدة أيام للسفر من الصين إلى الولايات المتحدة مرورا بكندا. وأشير إلى أن ولاية مونتانا قد تكون ذات أهمية خاصة للصين، حيث تقع بالقرب من مدينة جريت فولز، حيث تتضمن 3 قواعد جوية تقوم بتشغيل وصيانة صواريخ مينوتمان 3 الباليستية العابرة للقارات.

ورجح البعض أن الغرض الرئيسي من المنطاد لم يكن التلصص بالكاميرات، ولكن استخلاص البيانات الرقمية، حيث تستخدم بعض أنظمة الاتصالات ترددات عالية قصيرة المدى يمكن أن يمتصها الغلاف الجوي، والتي يمكن للمنطاد مراقبتها بسهولة.

على الرغم من ذلك، فإن تقييم مسؤولي الدفاع الأمريكيين يقول إن فوائد جمع المعلومات الاستخباراتية بواسطة منطاد محدودة للغاية، كما أنه من غير المحتمل أن تتخيل الصين أنها قد تحلق في سماء الولايات المتحدة دون أن يتم اكتشافها.

وأشارت المجلة البريطانية إلى أن الصين تميل إلى الرد بصرامة إذا أجرت واشنطن مراقبة جوية بالقرب من أراضيها، وهو ما يبرر الغضب الأمريكي بسبب مسألة المنطاد.

ويعتقد البعض أن الصين تريد التباهي بقدرتها على جمع المعلومات الاستخباراتية وإحراج الحكومة الأمريكية، التي لم تعلن عن المنطاد إلا بعد وصوله إلى مونتانا. وفي حال التقط المنطاد أي معلومات استخباراتية مفيدة، فسيكون ذلك بمثابة مكافأة إضافية حيث يمكن لأجهزة الأرصاد الجوية جمع البيانات المفيدة للأغراض العسكرية، بما في ذلك توجيه الصواريخ الباليستية.

ويرى آخرون أن توقيت مثل هذا الاستفزاز المتعمد سيكون غريباً بالنظر إلى رغبة الرئيس الصيني الواضحة في استقرار العلاقات مع أمريكا والتركيز على التعامل مع جائحة كورونا والتباطؤ الاقتصادي في الداخل، مشيرين إلى سرعة الصين غير المعهودة في بيانها على الحادث كدليل على أنه ربما كان خطأ حقيقيا.

واعتبرت "إيكونوميست" أنه في كلتا الحالتين فمسألة المنطاد تمثل مصدر إزعاج جديد غير متوقع إلى علاقة بكين وواشنطن المشحونة.

وأكدت وزارة الخارجية الصينية أن المنطاد المشتبه به الذي يحلق فوق الولايات المتحدة "مدني" يستخدم أساسًا لأبحاث الطقس، وانحرف عن مساره المخطط له.

وأضافت: "سيواصل الجانب الصيني التواصل مع الجانب الأمريكي والتعامل بشكل صحيح مع هذا الوضع غير المتوقع الناجم عن القوة القاهرة".


قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك