كشفت صحيفة «جارديان» البريطانية، اليوم، أن بريطانيا ستستخدم مجموعة من القمم الدولية المقرر انعقادها على مدار العام الجاري للدعوة إلى تبني استراتيجية شاملة لمواجهة التضليل الروسي، والحث على إعادة النظر في الحوار الدبلوماسي مع موسكو.
وأوضحت الصحيفة في تقرير لها أن الدبلوماسيين البريطانيين يعتزمون استخدام أربع قمم رئيسة هذا العام وهي اجتماعات قادة "السبعة الكبار"، وقمة "العشرين"، بالإضافة إلى مؤتمرات قمة حلف شمال الأطلنطي "الناتو" و"الاتحاد الأوروبي"، لمحاولة تدعيم التحالف ضد روسيا والذي شكلته لندن بعد محاولة تسميم العميل الروسي المزدوج سيرجي سكريبال وابنته يوليا.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول بارز "لم تسمه" القول إن "وزير الخارجية (البريطاني) بوريس جونسون ينظر لرد روسيا بشأن هجوم (الكيماوي) في دوما وقضية سكريبال، باعتبارهما نقطة تحول، ويعتقد أن هناك دعما دوليا لبذل المزيد".
وأضاف المسؤول أن بريطانيا ستواصل سعيها بشأن "مواجهة التضليل الروسي والعثور على آلية لفرض المساءلة على استخدام الأسلحة الكيماوية".
وذكرت "جارديان" أن الوزراء البريطانيون يرغبون في تبني استراتيجية واسعة ضد روسيا تغطي الأمن الإلكتروني، الوضع العسكري للناتو، والعقوبات على النخبة القريبة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بالإضافة إلى نهج شامل لمواجهة التضليل الروسي.
بدوره، قال توم توجندات رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس العموم البريطاني: "يشن بوتين حرب معلوماتية مصممة لتحويل حرية التعبير ضدنا"، مشيرا إلى أن بوتين يستجيب فقط في حال وقفت الدول ضده.
ونقلت الصحيفة عن جيمس نيكس، رئيس برنامج روسيا وأوراسيا في مركز تشاتام هاوس للأبحاث القول: "من الصعب اقناع أقرب حلفائك باتخاذ تدابير ملموسة ذات تأثير إذا لم نكن على استعداد للتضحية ببعض الاستثمارات الروسية في بلدنا".
في المقابل، يعتقد مسؤولون سابقون في وزارة الخارجية البريطانية أن تشويه صورة روسيا يعتبر استراتيجية كارثية، حيث أكد السفير البريطاني السابق لدى روسيا، إنتوني برينتون أن التوصل إلى أجندة مشتركة مثمرة مع موسكو في قضايا مثل نزع السلاح النووي والإرهاب والحرب الإلكترونية مازال ممكنا.
وتخشى شخصيات دبلوماسية مثل برينتون ألا يقتصر هجوم بريطاني شامل على روسيا إلى الإلقاء بموسكو في أحضان الصين فحسب، بل المخاطرة بتقسيم التحالف الحالي الذي شكلته وزارة الخارجية البريطانية بعد حادثة سكريبال.