لا يمكن خلق مستقبل يليق بأحفادنا بنظام بُني لأجدادنا.. ماذا قال جوتيريش بشأن مؤتمر المستقبل؟ - بوابة الشروق
الأحد 15 سبتمبر 2024 10:54 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

لا يمكن خلق مستقبل يليق بأحفادنا بنظام بُني لأجدادنا.. ماذا قال جوتيريش بشأن مؤتمر المستقبل؟

مروة محمد
نشر في: الأربعاء 4 سبتمبر 2024 - 5:48 م | آخر تحديث: الأربعاء 4 سبتمبر 2024 - 5:48 م

كشف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، اليوم، عن تحضيرات مكثفة تجري في نيويورك بشأن مؤتمر القمة المعني بالمستقبل الذي سينعقد هذا الشهر، حيث سيتفق رؤساء الدول على إصلاحات يتم إدخالها على اللبنات الأساسية لبنيان التعاون العالمي.

وقال جوتيريش، في مقال بشأن مؤتمر القمة المعني بالمستقبل تلقت "الشروق" نسخة منه، إن الأمم المتحدة دعت إلى عقد هذه القمة الفريدة من نوعها بسبب وضع صارخ بشأن تطور المشكلات العالمية التي تمضي بسرعة و لا تقدر على مواكبتها المؤسسات المعنية بحلها.

* العالم يمر بنزاعات شرسة وفقر وجوع ومعاداة المرأة

وتحدث الأمين العام عن النزاعات الشرسة ومشاهد العنف التي تجلب ويلات رهيبة والانقسامات الجيوسياسية والتفاوت والظلم في كل مكان، مما يبدد الثقة ويفاقم المظالم ويؤجج نعرات الشعبوية والتطرف.

وأشار إلى التحديات الأزلية المتمثلة في الفقر والجوع والتمييز ومعاداة المرأة والعنصرية التي باتت تتخذ أشكالاً جديدة.

وأضاف جوتيريش: "نواجه تهديدات وجودية جديدة، من فوضى مناخية وتدهور بيئي خرجا عن السيطرة إلى تكنولوجيات من قبيل الذكاء الاصطناعي وسط فراغ أخلاقي وقانوني".

وأكد جوتيريش أن مؤتمر القمة المعني بالمستقبل هو بمثابة اعتراف بأن حل جميع هذه التحديات بين أيدينا، مشيرا إلى الحاجة إلى تحديث لمنظوماتنا لا يمكن إنجازه إلا عن طريق قادة العالم.

وقال جوتيريش إن العديد من المؤسسات والأدوات العالمية هو نتاج حقبة أربعينيات القرن العشرين أي عصر ما قبل العولمة، وما قبل التحرر من الاستعمار، وما قبل الاعتراف العالم بعالمية حقوق الإنسان والمساواة، وما قبل فتح الإنسان آفاق الفضاء الخارجي ثم الفضاء السيبراني.

* المنتصرون في الحرب العالمية الثانية يهيمنون على مجلس الأمن

وتابع جوتيريش أن المنتصرون في الحرب العالمية الثانية لا يزالون هم المهيمنون على مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، بينما قارة أفريقيا بأكملها ليس لها مقعد دائم.

وأشار إلى أن الهيكل المالي العالمي تميل كفته بشدة ضد مصالح البلدان النامية، وهو لا يوفر لهذه البلدان شبكة أمان تسعفها عندما تواجه الصعوبات، مما يغرقها بالديون، فتُستنزف أموالها لسداد الديون بدلا من الاستثمار في شعوبها.

وأضاف: لا توفر المؤسسات العالمية إلا حيزا ضيقا للعديد من الأطراف التي تضطلع بأدوار رئيسية في عالم اليوم من المجتمع المدني إلى القطاع الخاص.

* مؤتمر القمة المعني بالمستقبل

ومضى الأمين العام للأمم المتحدة يقول: الرسالة واضحة، لا يمكننا خلق المستقبل الذي يليق بأحفادنا بنظام بُني لأجدادنا. وسيكون مؤتمر القمة المعني بالمستقبل فرصة سانحة لإعادة إطلاق تعاون متعدد الأطراف بشكل جديد يلائم معطيات القرن الحادي والعشرين.

وتطرق الأمين العام إلى الحلول التي تم اقتراحها منها خطة جديدة للسلام تركز على تحديث المؤسسات والأدوات الدولية لمنع النزاعات وإنهائها، بما في ذلك مجلس الأمن.

وقال إن الخطة الجديدة للسلام تهدف إلى إعطاء دفعة جديدة للجهود الرامية إلى تخليص العالم من الأسلحة النووية وسائر أسلحة الدمار الشامل وإعطاء مفهوم الأمن تعريفا أوسع يشمل العنف الجنسي وعنف العصابات.

وتابع جوتيريش: يجب أن تكون المؤسسات المالية العالمية انعكاسا لعالم اليوم وأن تكون مؤهلة لقيادة استجابة أقوى لتحديات اليوم مثل تحديات الديون والتنمية المستدامة والعمل المناخي، وهذا يعني اتخاذ خطوات ملموسة لمعالجة حالات المديونية الحرجة، وزيادة قدرة المصارف الإنمائية المتعددة الأطراف على الإقراض، وتغيير نموذج عملها بحيث تتاح للبلدان النامية فرص أكبر بكثير للحصول على التمويل الخاص بتكلفة ميسورة.

* التكنولوجيات الجديدة ذات التأثير العالمي

وسيركز مؤتمر القمة أيضا على التكنولوجيات الجديدة ذات التأثير العالمي، حيث سيبحث عن طرق لسد الفجوة الرقمية وإرساء مبادئ مشتركة لمستقبل رقمي مفتوح وحر وآمن للجميع، بحسب جوتيريش.

وأشار جوتيريش إلى أن الذكاء الاصطناعي هو تكنولوجيا ثورية لها تطبيقات ومخاطر قد بدأنا استيعابها، مضيفاً: طرحنا مقترحات على الحكومات، ومعها شركات التكنولوجيا والأوساط الأكاديمية والمجتمع المدني، للعمل على وضع أطر لإدارة مخاطر الذكاء الاصطناعي ورصد مضاره والتخفيف من حدتها، إلى جانب تقاسم فوائده.

وتابع: ولا يمكن ترك حوكمة الذكاء الاصطناعي لتكون حكرا على الأغنياء؛ فالأمر يتطلب مشاركة جميع البلدان، والأمم المتحدة مستعدة لتوفير المنبر الذي يجتمع فيه الناس.

وأكد أنه لا يمكن إصلاح عملية صنع القرار العالمي دون إيلاء الاحترام لجميع حقوق الإنسان وللتنوع الثقافي، و ضمان مشاركة وقيادة كاملتين للمرأة والفتاة، مطالباً بتجديد الجهود الرامية إلى إزالة الحواجز التاريخية بأشكالها القانونية والاجتماعية والاقتصادية التي تقصي المرأة عن مواقع السلطة.

واختتم الأمين العام مقاله قائلاً إن مؤتمر القمة المعني بالمستقبل هو فرصة سانحة لبناء مؤسسات وأدوات للتعاون العالمي تكون أكثر فعالية وشمولا، وتكون متوائمة مع معطيات القرن الحادي والعشرين والعالم المتعدد الأقطاب، داعياً القادة إلى اغتنام هذه الفرصة.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك