بعد تقارير عن محاولة جانتس عزله.. ما سيناريوهات الإطاحة بنتنياهو؟ - بوابة الشروق
السبت 15 مارس 2025 8:33 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

بعد تقارير عن محاولة جانتس عزله.. ما سيناريوهات الإطاحة بنتنياهو؟

هدير عادل
نشر في: الإثنين 5 فبراير 2024 - 5:28 م | آخر تحديث: الإثنين 5 فبراير 2024 - 5:59 م
في ظل مظاهرات متكررة في قلب تل أبيب تطالب بإقالة الحكومة الإسرائيلية لعجزها عن استعادة المحتجزين في قطاع غزة، ودعوات أطلقها مسئولون إسرائيليون سابقون في مقدمتهم زعيم المعارضة يائير لابيد، لعزل رئيسها بنيامين نتنياهو وترتيبات حزبية لمحاولة الإطاحة به، فضلا عن خلافات داخل الحكومة وصلت إلى حد تبادل الإهانات بين أعضاءها، تثور تساؤلات حول السيناريوهات التي يمكن أن تؤدي إلى إسقاط حكومة نتنياهو التي سبق ووصفها الرئيس الأمريكي جو بايدن بأنها الأكثر تطرفا منذ حكومة جولدا مائير.

ورغم دخول العدوان الإسرائيلي على غزة اليوم الـ122، ما زال زعيم حزب الليكود متمسكا بتحقيق 3 أهداف أعلنها في بداية العدوان وهي: القضاء على حماس، وإعادة المحتجزين، والتأكد من أن غزة لن تشكل بعد الآن تهديدا لإسرائيل، وبحسب تقارير إعلامية إسرائيلية نقلا عن تقديرات مسئولين عسكريين إسرائيليين فإن تل أبيب فشلت في تحقيق أيا من تلك الأهداف.

وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، يُعتقد على نطاق واسع أن نتنياهو يلفظ أنفاسه الأخيرة، وسيتم إجباره على التخلي عن منصبه بمجرد انتهاء الحرب في غزة، فهو لا يحظى بشعبية في استطلاعات الرأي ويُلقى عليه باللوم في الإخفاقات الحكومية والأمنية التي أدت إلى هجوم 7 أكتوبر الماضي (عملية طوفان الأقصى) ويواجه محاكمة مستمرة منذ فترة طويلة في اتهامات فساد متنوعة، وفضلا عن ذلك فإن تحدي نتنياهو للجهود الأمريكية لخلق مسار لفترة ما بعد الحرب وتحديدا حل الدولتين، يعد أمرا محفوفاً بالمخاطر.

• انهيار الائتلاف الحاكم

وفقا للصحيفة الأمريكية، فإن الائتلاف الحاكم الذي يتزعمه نتنياهو يمتلك 64 مقعداً في الكنيست (البرلمان) الذي يتألف من 120 مقعد، وبالتالي فإن انشقاق خمسة أعضاء فقط من شأنه أن يؤدي إلى انهيار الحكومة، ومن ثم إجراء انتخابات في غضون ثلاثة أشهر.

ويقود نتنياهو حزب الليكود، الذي فاز بـ32 مقعداً في الانتخابات التي جرت في نوفمبر 2022، لكن من أجل تشكيل حكومة تعين عليه ضم خمسة أحزاب أخرى، من بينها حزبين صغيرين من اليمين المتطرف بقيادة بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير. وبحسب "نيويورك تايمز"، فإن مقاعدهم الـ13 تبقي نتنياهو في السلطة، بينما يعملون كشكل من أشكال المعارضة اليمينية داخل الحكومة نفسها.

ومن اللافت أن سموتريتش وبن غفير ليسا جزءاً من حكومة الحرب التي تتضمن أيضاً شخصيات معارضة من يمين الوسط مثل بيني جانتس وجادي آيزنكوت، اللذين وافقا على الانضمام إلى الحكومة بعد 7 أكتوبر. وكان سموتريتش وبن غفير شرسين في معارضتهما لأي فكرة تتعلق بدولة فلسطينية، ويحاولان الترويج لإعادة توطين الإسرائيليين في غزة بعد الحرب. كما يعارضان أي صفقة لتبادل المحتجزين والأسرى مع الفصائل الفلسطينية في غزة.

وفي حال مغادرة سموتريتش وبن غفير للحكومة، وهو احتمال قوي حال وافق نتنياهو على صفقة وقف إطلاق النار، قد يحل محلهما حزب معارض آخر بقيادة يائير لابيد مؤقتاً لإنقاذ صفقة المحتجزين، ولكن ليس لمنع انتخابات مبكرة، بحسب نيويورك تايمز.

وقد يقرر سموتريتش وبن غفير التخلي عن نتنياهو من أجل إجراء انتخابات، حيث سيترشحان كزعيمي أحزاب ستسمح بمواصلة الاستيطان وحجب أي محاولة لإنشاء دولة فلسطينية مستقلة، وسيكون هدفهما في هذا السيناريو هو الفوز بالعديد من ناخبين حزب الليكود المستائين من نتنياهو وحزبه بسبب إخفاقات يوم 7 أكتوبر.

• انشقاق داخل الليكود

يعتبر تغيير رأس الحكومة عبر ما يسمى بـ "سحب الثقة البنّاء"، المسار الأكثر تعقيداً، وفقاً لنيويورك تايمز، ففي حين أنه من حيث المبدأ يمكن لأي عضو بالكنيست يحصل على دعم أغلبية أعضاء البرلمان أن يصبح رئيساً للوزراء. وفي ظل الحكومة التي يقودها الليكود حاليا، من المرجح للغاية أن يأتي هذا التحدي من عضو بالحزب.

وبحسب المحلل السياسي في القناة "12" الإسرائيلية، أمنون أبراموفيتش، فإن ما لا يقل عن خمسة مشرعين في الليكود سيتعين عليهم الانفصال عن الحكومة الحالية، واتخاذ قرارهم بشأن بديل لنتنياهو من داخل حزبهم، ثم دفع غالبية المشرعين للموافقة على اختيارهم.

ووفقا لنيويورك تايمز، فإن الهدف من هذه الآلية هو هدم الحكومة مع تنصيب أخرى بأقل قدر من الاضطراب، موضحة أن ذلك سيكون له ميزة إبقاء الليكود في السلطة مع تجنب الانتخابات المبكرة. لكن قيادة الليكود تعلم أيضاً، بناء على استطلاعات الرأي الحالية، أن الحزب سيتعرض للسحق في أي انتخابات جديدة.

وكانت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي، قد أفادت بأن زعيم حزب الوحدة الوطنية عضو حكومة الحرب بيني جانتس، حاول الإطاحة بنتنياهو، مستعينا بأعضاء من حزب الليكود.

وبحسب الإذاعة أجرى مبعوثون نيابة عن جانتس اتصالات مؤخرا مع وزراء وأعضاء كنيست من الليكود في محاولة للترويج لاستبدال نتنياهو.

وأضافت أنه قيل لأعضاء الليكود إنهم إذا نجحوا في سحب الثقة البنّاء عن نتنياهو بحيث لا يتم إسقاط الحكومة، فإنهم سيهتمون بمستقبلهم السياسي في حزب الوحدة الوطنية.

وتقضي الفكرة بإسقاط نتنياهو واستبداله بمرشح آخر من حزب الليكود.

• تفكك حكومة الوحدة

ويتمثل المسار الثالث، وفقاً لـ"نيويورك تايمز"، في انسحاب المعارضة من حكومة الوحدة؛ حيث قد ينسحب جانتس وآيزنكوت من حكومة الحرب، ويحاولان قيادة حركة تدعو لانتخابات مبكرة. لكن بما أنهما يفتقران إلى الأغلبية، لا يمكن لأي منهما الإطاحة بحكومة نتنياهو بمفرده.

وبالنظر إلى أنه حتى الانتخابات الجديدة ستتطلب حملة انتخابية تستمر لثلاثة أشهر، سيظل نتنياهو رئيساً للوزراء بدون آرائهما والقيود على إجراءاته خلال الحرب.

• موجة احتجاجات قوية

وسيكون المسار الرابع، الذي يعتبره البعض الأكثر ترجيحاً، تجدداً قوياً للاحتجاجات المناهضة لنتنياهو التي قسّمَت إسرائيل لحوالي تسعة أشهر قبل هجوم 7 أكتوبر، وفقاً لـ"نيويورك تايمز"، موضحة أن الحرب خلقت شكلاً من أشكال الوحدة، لكنها تتصدع بالفعل بسبب قضايا مثل المحتجزين، وكيفية إنهاء الحرب، وما يجب فعله بشأن غزة والفلسطينيين عند انتهاء العدوان.

وحال رحيل جانتس وآيزنكوت من الحكومة، سيكون السؤال هو إلى أي مدى يمكن لمنافسي نتنياهو وعائلات القتلي والمصابين من المحتجزين والجنود الإسرائيليين أن يتسببوا في احتجاجات واسعة النطاق ومستمرة قد تهز هذه الحكومة وتفرض انتخابات جديدة، وفقاً للمحلل السياسي الإسرائيلي بحسب المحلل السياسي الإسرائيلي أمنون أبراموفيتش.


قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك