شهدت قاعة الاجتماعات بالمجلس الأعلى للثقافي، انعقاد ندوة بعنوان: "تجارب من أدب اليافعين في مصر"، والتي أقيمت مساء أمس تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، وبإشراف الدكتور أشرف العزازي الأمين العام للمجلس، ضمن برنامج التعاون بين المجلس المصري لكتب الأطفال، والمركز القومي لثقافة الطفل.
وأدارت الندوة، الدكتورة منى لملوم عضو مجلس إدارة المجلس المصري لكتب الأطفال ومنسق لجنة الأنشطة، شارك فيها الكاتب أحمد عبدالعليم رئيس مركز ثقافة الطفل، والدكتورة نادية الخولي رئيس المجلس المصري لكتب الأطفال، والكاتب أحمد فضل شبلول الروائي وعضو مجلس إدارة اتحاد كتاب مصر، والكاتبة رانية حسين أمين كاتبة أدب الطفل واليافعين ورسامة، والكاتبة هديل غنيم كاتبة أدب الطفل واليافعين.
وخلال الندوة، عبَّر أحمد عبدالعليم، عن تقديره لموضوع الندوة، قائلاً: "نحن في المركز القومي لثقافة الطفل نستشعر أهمية تلك الندوة؛ لذا جاء حرصنا على الحضور".
وأوضح أن المركز رصد جائزة لأدب اليافعين، وإن كانت قيمتها المادية قليلة فإنها تعبير عن الاهتمام بأدب اليافعين، مؤكداً مدى الاهتمام بذلك النوع من الأدب.
وقالت الدكتورة نادية الخولي: "حين أتحدث عن أدب اليافعين أشعر أن المصطلح ينقلني إلى دول الخليج، وأما في مصر فأرى أن تعبير أدب الشباب أكثر شيوعا، محددة حديثها بالأدب الذي يخاطب المراهقين والشباب في مصر، إذ أن هذا النوع من الأدب يختلف تعريفه من بلد إلى بلد، ومن مرحلة عمرية إلى أخرى"، منوهة عن السمات المشتركة بين النظرة في مصر والنظرة في الغرب إلى أدب اليافعين، فتلك المرحلة تبدأ باكتشاف الذات وتوجيه الأسئلة إلى النفس، تختلف عن أسئلة الطفولة، مشيرة إلى فكرة العبور من الطفولة إلى النضج".
وترى الدكتورة نادية الخولي، أن الكتابة النقدية عن أدب اليافعين هي كتابة جديدة، فالزخم الإبداعي لم ينتشر سوى في الأعوام الأخيرة، وكان أكثرها ينحصر في مرحلة الطفولة المتأخرة وبدايات المراهقة (12: 14) سنة، ولكن بالنسبة للشباب فهذا مجال جديد نسبيّا.
وقالت: "أدب اليافعين في المنطقة العربية يعد نوعا من أدب المقاومة، فهو يتركز على الثورة على الأفكار القديمة؛ لأن أبطال هذا الأدب يبحثون عن حقوق جديدة لم يكن آباؤهم يحظون بها".
وضربت مثلا بكتابات الراحل أحمد خالد توفيق، الذي يعد من أوائل الناس الذين تعرضوا للكتابة لتلك المرحلة العمرية، هذا النوع من الأدب الذي يخاطب أفكار الشباب وعقولهم.
وتطرقت نادية الخولي، لفكرة الرقابة سواء الذاتية التي تنبع من داخل الكاتب الذي يوجه إبداعه للشباب والفتيان؛ لأنه يبث داخل كتابته نصائح وتوجيهات مبطنة، وإن كان هناك كثير من التابوهات المحظور الكتابة فيها إلى حد بعيد.
وأشارت إلى كتابات الدكتورة عفاف طبالة، التي تعزز فكرة الهوية المصرية، وتغريد النجار، التي تهتم في كتاباتها بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ومشيرة كذلك إلى كتابات رانية حسين أمين وهديل غنيم.
واتفق الدكتور أحمد فضل شبلول، مع الدكتورة نادية الخولي، في الاعتراض على مصطلح أدب اليافعين، مفضلا مصطلح "الناشئة"، مشيرا إلى أنه نشر كتابا لهذه السن (14: 18)، موجها إياها إلى الناشئة أو الفتيان وهي عبارة عن مسرح شعري موجه إلى تلك المرحلة.
وذكر الدكتور شبلول، سلسلة "تراث الإنسانية للنشء والشباب" مختارا الفنان محمود سعيد للكتابة عنه في تلك السلسلة، وتحدث عن أعماله الأخرى، ومنها رواية "الكوكب الغضبان"، صدرت عن مركز ثقافة الطفل.
وتحدثت الكاتبة رانية حسين، عن تجربتها في الكتابة للناشئة، متسائلة: "ما الفارق بين موضوعات اليافعين عن موضوعات الكبار؟ وترى ألا فارق، بل على العكس ينبغي الكلام عن كل شيء في أدب اليافعين، ما دامت تلك القضايا مثارة في مجتمعنا، ونحن ككتاب لو أننا نكتب على نحو صحيح فيجب أن نتطرق إلى كل الموضوعات التي يحتاج الشباب إلى فتحها، مع الحرص على طرح حلول تساعد الشباب للخروج من حالات الاكتئاب التي صارت شبه عامة".
وأوضحت أنها كانت تكتب للفئة العمرية (10: 12) أكثر من الفئات العمرية الأخرى، مشيرة إلى تجربتها في العمل مع تلك السن.
وذكرت أن كتابها "ذراع ثقيل فوق كتفي"، والذي يعد أكثر كتبها قربا إلى نفسها لأنها تحدثت بما في داخلها موجهة كلامها إلى نفس المرحلة العمرية.
وتحدثت الكاتبة هديل غنيم، عن مساهمة المجلس الأعلى للثقافة وأرض الأوبرا في تكوينها الثقافي، ومدلية بدلوها حول مصطلح اليافعين، موافقة على اختياره ورائية أنه مصطلح مناسب جدّا؛ لأنه بالفعل يعني مشارف البلوغ ومرحلة الدخول فيه، ومفرقة بينه وبين مرحلة الشباب.
وترى هديل غنيم، أن الفارق الجوهري بين الكتابة للشباب والكتابة للكبار أن الكتابة للشباب ينبغي أن تنتهي نهاية سعيدة لتبث الأمل في نفوس الشباب، وهذا هو المطلوب في تلك المرحلة العمرية، متسائلة: "ترى هل أتحدث عن تجربتي في قراءة أدب اليافعين، أم عن تجربتي في الكتابة لليافعين؟".
ونبهت إلى أهمية الكتابة عن كل الموضوعات مع الحرص على تقديم صورة حقيقية، دون الإغراق في الرومانسية أو الخيالية، ومتحدثة عن الرواية التي كتبتها عن العالم الراحل أحمد زويل، ودوافعها لكتابتها.