مساجد لها تاريخ: جامع الأقمر.. تحفة المساجد الفاطمية فى مصر - بوابة الشروق
السبت 21 سبتمبر 2024 10:39 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

مساجد لها تاريخ: جامع الأقمر.. تحفة المساجد الفاطمية فى مصر

جامع الأقمر
جامع الأقمر
كتب ــ إبراهيم جابر:
نشر في: الثلاثاء 5 يونيو 2018 - 10:05 ص | آخر تحديث: الثلاثاء 5 يونيو 2018 - 10:05 ص

على الرغم من كثرة المساجد الفاطمية بشارع المعز لدين الله الفاطمى، إلا أن أحدها يبقى ذا خصوصية وبهاء فريد، بتصميم يجذب الأنظار إلى واجهته رغم تواضع حجمه مقارنة ببقية المساجد الواقعة حوله، فى المنطقة الزاخرة بالجوامع، إنه الجامع الأقمر الموجود فى شارع النحاسين.
الجامع الأقمر هو أحد مساجد القاهرة الفاطمية، والذى أسس عام 1125 ميلاديا، وبناه الوزير المأمون بن البطائحى، بناء على تكليف من الآمر بأحكام الله أبى على المنصور، الخليفة الفاطمى آنذاك، وأبوعبدالله محمد بن فاتك البطائحى الوزير المأمون، ويعد أول مسجد واجهته على تصميم هندسى خاص.
يروى المقريزى أن المسجد بنى فى مكان أحد الأديرة التى كانت تسمى بئر العظمة، لأنها كانت تحوى عظام بعض شهداء الأقباط، وسمى المسجد بهذا الاسم نظرا للون حجارته البيضاء التى تشبه لون القمر.
يعتبر الجامع الأقمر أول مساجد مصر الإسلامية، التى صممها المهندس المصرى بشكل تتفق فيه واجهتها مع تخطيط الشارع الذى تطل عليه، فالجامع يقع على ناصيتى شارعين ويرتكن إلى زاوية حادة، ولعل ذلك ما جعل تخطيطه يميل إلى شكل المستطيل غير منتظم الأضلاع من الخارج، لكن نجح المصمم فى توقيع حدوده الداخلية بمهارة فائقة، لتشكل جدرانه الداخلية مستطيلا منتظم الأضلاع بطول 28 مترا وعرض 17.5 متر.
ونجح المهندس المصرى بحيلة هندسية فى الاستغناء عن ضرورة أن تكون الواجهة موازية لجدار القبلة وجعلها منحرفة بعض الشىء، لتساير اتجاه الشارع واستغل الفراغ الناتج عن الانحراف فى إنشاء ثلاث غرف صغيرة، واحدة إلى يمين الداخل، واثنتان إلى يساره، وهى الغرف التى ستقابلك فور دخولك من بوابة الجامع.
ويرى فى مدخله لأول مرة فى عمارة المساجد العقد المعشق الذى انتشر فى العمارة المملوكية فى القرن الخامس عشر الميلادى وفوق هذا العقد يوجد العقد الفارسى وهـو منشأ على شكل مروحة تتوسطها دائرة فى مركزه، وأهم ميزة فى تصميم الجامع استعمال المقرنصات ولم تستعمل قبل ذلك إلا فى مئذنة جامع الجيوشى، تلك الزخرفة التى عم انتشارها جميع العمارة الإسلامية تقريبا بعد هـذا الجامع.
وجدد منبر مسجد الأقمر فى أيام السلطان الظاهر برقوق فى سنة 1396م وشملت المنبر والمئذنة وغيرهما، وأثبت تاريخ هذه العملية فى لوحة ركبت أعلى المحراب، وبالرغم من تجديد المنبر فى ذلك الوقت فإنه مازال محتفظا ببعض زخارفه الفاطمية التى تجدها فى واجهة عقد باب المقدم وخلف مجلس الخطيب.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك