أعلنت محافظة جنوب سيناء حالة الطوارئ بكافة مدن المحافظة نتيجة التغيرات الجوية المفاجئة التي تعرضت لها، حيث شهدت مدينة سانت كاترين تساقط أمطار خفيفة، بينما شهدت منطقة أبو حجاب التابعة لمدينة طور سيناء سيلًا ضعيفًا جدًا نتيجة تساقط أمطار غزيرة.
وأكد مركز العمليات وإدارة الأزمات بديوان عام المحافظة أن الأجواء ما زالت مستقرة على مستوى كافة مدن المحافظة، ويسود طقس معتدل نهارًا رغم الغيوم الجزئية ونشاط الرياح التي تجاوزت سرعتها 35 كيلومترًا في الساعة، محملة برمال خفيفة. وأوضح أن الأمطار التي هطلت على سانت كاترين استمرت لمدة لم تتجاوز 10 دقائق، دون أن تؤدي إلى تجمعات مائية، بينما جرى السيل في منطقة أبو حجاب في مجراه الطبيعي، ولم يتم رصد أي خسائر حتى الآن.
وأشار إلى أن جميع الطرق الدولية والساحلية تعمل بشكل طبيعي، ولم ترد أي إخطارات عن إغلاق الموانئ البحرية، رغم ارتفاع الأمواج الذي تراوح بين 1.75 و2.25 متر بسبب نشاط الرياح، كما أن الأنشطة السياحية تسير بشكل طبيعي، سواء البحرية أو رحلات السفاري، حيث يستمتع السائحون ببرامجهم السياحية والأجواء الدافئة على الشواطئ.
وأضاف أنه تم التنسيق مع رؤساء المدن للتأكد من تطهير مخرات السيول، وجاهزية البحيرات والسدود الصناعية لاستيعاب كميات كبيرة من مياه الأمطار أو السيول، إلى جانب جاهزية المعدات الثقيلة للتحرك الفوري في حالة حدوث أي طوارئ.
من جانبه، أوضح المهندس عبد المجيد مصطفى، مدير عام إدارة المياه الجوفية بالمحافظة، أن مشروعات الحماية من أخطار السيول تضمنت أعمالًا لحماية الطرق الدولية والساحلية والطرق الداخلية بالمدن، من خلال تدبيش وصب الخرسانة في جوانب الطرق بمناطق مسارات السيول، وإنشاء قنوات صناعية لتوجيه المياه عبرها بدلًا من جريانها على الطرق، مما يلغي الحاجة إلى إغلاق أي طرق أثناء السيول.
وأضاف أن مسارات السيول تقع داخل الظهير الصحراوي، بعيدًا عن المدن، حيث تم إنشاء قنوات صناعية ومعابر إيرلندية للتحكم في اتجاه السيل وتوجيهه نحو البحر بعيدًا عن المناطق العمرانية، مؤكدًا أن مشروعات الحماية التي تم تنفيذها على مدار السنوات الماضية نجحت في حماية المنشآت العامة والسياحية والخاصة من أي أضرار لمدة تقارب 5 سنوات.
وأكد أن مشروعات الحماية، التي تجاوزت تكلفتها 3.5 مليار جنيه، حققت أهدافها في حماية المنشآت والطرق والبنية التحتية، بما في ذلك شبكات الكهرباء والمياه والصرف الصحي، كما ساهمت في تخزين المياه داخل البحيرات لاستخدامها في الزراعة، وزيادة منسوب المياه الجوفية التي يعتمد عليها في إمداد المدن بمياه الشرب.
وأشار إلى أنه تم تنفيذ أكثر من 500 مشروع صناعي لحماية المحافظة من السيول، تشمل 55 سدًا، و15 خزانًا أرضيًا، و88 حاجز إعاقة، و36 قناة صناعية، و293 بحيرة جبلية وصناعية، و8 معابر إيرلندية، و13 بربخًا، بتكلفة إجمالية تصل إلى 3.25 مليار جنيه.
وتابع أن إجمالي السعة التخزينية للبحيرات الصناعية التي تم إنشاؤها بلغ 88 مليون متر مكعب من المياه، وهي قادرة على استيعاب كافة مياه السيول لاستخدامها في أغراض الزراعة وغيرها.
ولفت إلى أنه يجري حاليًا تنفيذ دراسات هيدرولوجية لاستكمال منظومة الحماية من السيول في مدن "رأس سدر، أبو رديس، دهب، نويبع، طابا"، وتشمل إنشاء بحيرات وسدود وحواجز إعاقة، كما يجري تنفيذ بحيرتين صناعيتين وحاجز توجيه بمنطقة وادي بعبع في أبو رديس بتكلفة 132.8 مليون جنيه، لتخزين 13 مليون متر مكعب من المياه، وحماية المدينة من تدمير بنيتها التحتية، إلى جانب رفع كفاءة بعض المشروعات في "طور سيناء، أبو رديس، دهب" بتكلفة 26 مليون جنيه.
جدير بالذكر أن محافظ جنوب سيناء وجّه باتخاذ إجراءات استباقية تحسبًا لأي طارئ أو تقلبات جوية خلال الفترة المقبلة، مشددًا على ضرورة مراجعة خطة تصريف المياه وتسهيل مساراتها، إضافة إلى تكليف مسؤولي إدارة الأزمات بالتنسيق مع مركز العمليات وإدارة الأزمات بديوان عام المحافظة، والتواصل المستمر لمتابعة المستجدات أولًا بأول.