عام على الإبادة الجماعية.. كيف ألحقت غزة خسائر بالاحتلال يصعب تداركها؟ - بوابة الشروق
الإثنين 7 أكتوبر 2024 2:25 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

عام على الإبادة الجماعية.. كيف ألحقت غزة خسائر بالاحتلال يصعب تداركها؟

وكالات
نشر في: الأحد 6 أكتوبر 2024 - 10:29 م | آخر تحديث: الأحد 6 أكتوبر 2024 - 10:29 م

عام على حرب الإبادة الجماعية بغزة، وما زال أكثر ما يهز إسرائيل، حكومة وأحزابا وشعبا، هو فشلها في تسويق نفسها على أنها الضحية خلاف المتهم، وهو فشل مستمر لم تعهده طوال تاريخها، وفق كثير من المراقبين.

ومع مواصلة الطائرات الحربية إلقاء مئات الأطنان من القنابل على التجمعات السكانية الفلسطينية في قطاع غزة، الأكثر اكتظاظا سكانيا على وجه الأرض، كانت المظاهرات المنددة بإسرائيل تخرج بعفوية في القارات الخمس، وفقا لوكالة الأناضول.

وأخفقت الجهود الإسرائيلية غير المسبوقة، التي قادها رئيسها إسحاق هرتسوج، لوسم الاحتجاجات الشعبية في العالم ضد الحرب وقتل الأطفال والنساء وغيرهم من المدنيين الفلسطينيين بأنها "لا سامية".

وتقر آلة الدعاية الإسرائيلية "الهاسبارا"، التي تجند لها عشرات آلاف المؤيدين لإسرائيل حول العالم، بأن الفلسطينيين ربحوا معركة الصراع على الرأي العام الدولي.

ووجدت إسرائيل، للمرة الأولى في تاريخها، نفسها متهمة أمام محكمة العدل الدولية بارتكاب جرائم إبادة جماعية ضد الفلسطينيين، بينما ينتظر كبار قادتها صدور مذكرات اعتقال من المحكمة الجنائية الدولية في إجراء لم يدر بخلد إسرائيل بأنه سيحدث في يوم ما.

وقال محمد مجادلة، المحلل في القناة "12" العبرية، إن إسرائيل ستجد نفسها بعد حرب الإبادة الحالية "أمام معادلة جديدة على صعيد مكانتها في المجتمع الدولي وشرعيتها حتى مع حلفائها من الدول الغربية".

وذكر مجادلة أن الأخطار المحدقة لم تقع بعد لإسرائيل المنشغلة حد الانغماس في يوميات القتال، وأنها ستواجه المصاعب حال وضعت الحرب أوزارها، لا سيما بشأن علاقاتها مع حلفائها.

*وجه انتقامي

وفق مجادلة فإن "إسرائيل بعد هجمات 7 أكتوبر تغيرت باتجاهين، الأول وهو تعامل إسرائيل ونظرتها لذاتها، والاتجاه الأخر هو نظرة إسرائيل للعالم والمحيط".

وقال: "على صعيد النظرة الداخلية، جاءت الحرب في خضم تغييرات كبيرة جدا يعيشها المجتمع الإسرائيلي نحو التطرف السياسي بتجاه اليمين ونحو التطرف الديني باتجاه الغيبية والصهيونية الدينية وكذلك تسلط الحريديم (اليهود المتدينين) وما إلى ذلك، وقد أبرزت الحرب فعليا هذا التحول".

وأوضح أن "التيارات الصهيونية اليمينية المتطرف الدينية عادة ما تتعامل مع شعارات من قبيل: لا يهمنا كيف ينظر العالم إلينا ويهمنا كيف نحن ننظر لأنفسنا".

وبناء عليه، أضاف مجادلة: "يمكن أن نرى بأن غالبية التوجه الإسرائيلي في هذه الحرب مبني على ذلك: التصريحات من الوزراء بتجويع أهالي غزة، وبحرقها، والتصريحات حتى من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ورئيس الدولة إسحاق هرتسوغ بموضوع الانتقام من الفلسطينيين".

وأردف: "هذه التصريحات لم تكن تسمع سابقاً من جهات رسمية إسرائيلية في الحروب المختلفة، وإن كانت تسمع فلم تكن بهذه الحدة وبهذه الرسمية والوضوح، وعليه فالعالم بهذا الجانب رأى مشهداً غير مسبوق في إسرائيل من التصريحات الانتقامية التي لا تتماشى لا مع القانون المحلي ولا الدولي ولا مع أخلاقيات الدول ولا أي شيء من هذا القبيل".

*الدولة المنبوذة

متحدثا عن تغير من اتجاهين في "إسرائيل الرسمية والشعبية"، قال مجادلة: "شعبيا بات هناك سيطرة واضحة في وسائل الإعلام الإسرائيلية حتى في عدم الاكتراث كيف ينظر العالم لإسرائيل، بمعنى أن هناك حالة من عدم الاهتمام، بل الاستهتار برأي العالم وبرأي الدول العربية والغربية وحتى برأي الولايات المتحدة الحليف والداعم الأكبر".

وعلى صعيد السياسة الخارجية، رأى مجادلة الفشل في من يدير دفتها، وعنى بذلك وزير الخارجية يسرائيل كاتس "الذي تقول جهات رسمية وسياسية ودبلوماسية في إسرائيل إن إدارته للشؤون الدولية وللعلاقات الخارجية هي إدارة فاشلة جدا".

وأشار إلى أن سلوك إسرائيل أمام الرأي العام الدولي ومؤسساته العدلية وضعها في "عزلة دولية ومحل انتقادات شعبية وهو ما تم التعبير عنه في العديد من المظاهرات عالميا".

وكانت إسرائيل هاجمت المسيرات التي نظمت حول العالم، بما في ذلك في الجامعات الأمريكية والأوروبية ضد حرب الإبادة على غزة واعتبرتها "لا سامية" ودعت السلطات في تلك البلدان إلى إسكاتها.

كما هاجمت تل أبيب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان الذي طالب بإصدار مذكرات اعتقال بحق نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية في غزة.

وهاجمت مرارا الجمعية العامة للأمم المتحدة واعتبرت الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش شخصا غير مرغوب فيه بإسرائيل بعد أن منعت أيضا مسؤول السياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل من زيارة تل ابيب.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك