يوميات ثورة1919 (7): ماذا قال سعد زغلول في برقيته التي تسببت في اعتقاله ؟! - بوابة الشروق
الأربعاء 2 أكتوبر 2024 9:24 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

يوميات ثورة1919 (7): ماذا قال سعد زغلول في برقيته التي تسببت في اعتقاله ؟!

هاجر فؤاد:
نشر في: الخميس 7 مارس 2019 - 12:14 م | آخر تحديث: الخميس 7 مارس 2019 - 12:14 م

تواصل "الشروق" على مدار شهر مارس، عرض يوميات ثورة 1919، التي اندلعت أولى مظاهراتها في 9 مارس بالتحديد، وذلك لإطلاع الأجيال الشابة على أحداث هذه الثورة التي تعتبر أول حراك شعبي سياسي واجتماعي في تاريخ مصر الحديث، شاركت فيه كل فئات وطوائف المجتمع.

الكتاب الذي نعتمد عليه لاسترجاع هذه الأحداث هو "تاريخ مصر القومي 1914 -1921" للمؤرخ الكبير عبدالرحمن الرافعي، الذي يروي في قسم كبير منه يوما بيوم حالة مصر بعاصمتها وأقاليمها وشوارعها وجامعتها في فترة الثورة.

******************

اعتقال سعد زغلول :

كان للبرقية التي أرسلها سعد زغلول في 6 مارس، للمستر لويد جورج رئيس الوزراء البريطاني، تأثير سلبي على الوفد وسعد زغلول، حيث كان قد قال فيها إنه لم يهيبه إنذار استخدام العنف ضده وضد أعضاء الوفد، وأوضح أنهم أخذوا على عاتقهم واجبا وطنيا لم يتأخروا عن أدائه.

فرأت السلطة البريطانية أن الوفد مصر على الوقوف ضد السياستها، وأن الإنذار لم يجدي، لذا أمرت باعتقاله ونفيه إلى جزيرة مالطة، ونفذ القرار في يوم 8 مارس ما هددت به.

منشورات الوفد والاحتجاجات :

كان لمنشورات الوفد وبياناته الاحتجاجية، تأثيرا في خواطر الشعب، وتكشفت فيها للدول الأوروبية السياسة البريطانية المذلة للشعب المصري، وسعيها في القضاء على حقوقه.

فكان الشعب المصري يتطلع للحرية والاستقلال والشعور بشئ من الكرامة والحياة، بعدما ظل سنين طويلة يعاني من الاحتلال البريطاني منذ 1882، وكان الشعب يسمع من الحكومة البريطانية من الحين للآخر وعودا وعهودا بالجلاء عن البلاد، لكنه شهد النقيض.

فأصبح الاحتلال بمرور السنين يوطد أقدامه، ويتغلغل في شؤون الحكومة، كبيرها وصغيرها، وسعى لفصل السودان وتقطيع أوصال الدولة المصرية.

الاحتلال يلغي الجيش :

ألغى الاحتلال البريطاني الجيش المصري والبحرية، وجرد البلد من كل قوة حربية، وقام بتعيين المستشارين الإنجليز في مختلف الوزارات، واسند كبرى المناصب للبريطانيين في مختلف المصالح والدواوين، وأهدر استقلال ابلاد، وأبطل النظام الدستوري الذي نالته من قبل، والذي كان أداة لمقاومة التدخل الأجنبي والحد من سلطة الفرد، وأنشأ بدله نظاما صوريا قوامه مجلس شورى القوانين والجمعية العمويمة ومن ثم الجمعية التشريعية، وكلها هيئات شورية صورية لا حول لها ولا قوة، وضربت الأحكام العرفية على البلاد، ووضعت الصحف تحت الرقابة.

أسباب الثورة تتجدد :

تعاقبت الأحداث على الشعب وهو منتظر كل يوم تنفيذ إنجلترا وعودها في الجلاء، إذا بالاحتلال يتفاقم وازداد بإعلان انجلترا حمايتها على مصر في ديسمبر 1914، فصار احتلالا مقرونا بحماية، فصارت بلدا من البلدان الخاضعة للحماية الأجنبية، فعظم سخط الشعب على السايسة البريطانية.

فلعل الأحكام العسكرية كانت السبب في الحيلولة بين الشعب وإعلان سخطه على الاحتلال والحماية، فوقفت من الأهداف الوطنية موقف التحدي والخصومة، ورفضت الترخيص سعد زغلول وزملائه من أعضاء الوفد، بالسفر إلى لندن لحضور مؤتمر الصلح؛ لتوصيل ورفع صوت مصر في الخارج، ولم تكتف بالرفض بل حتمت على أن يقدم الشعب مقترحاته في شأن نظام الحكم للمعتمد البريطاني في مصر(السير ونجت)، على ألا تخرج عن حدود الحماية.

فثورة 1919 هي ثورة على الحماية والاحتلال وعلى النيات العدائية التي كانت تبيتها السياسة الاستعمارية حيال مصر، وعلى المظالم التي عانا منها الشعب طيلة سنوات الحرب، وعلى ظلم التي مارسته من اعتقال كل من يريد تحقيق لاستقلال البلاد، فاعتقال زعيم الأمة سعد زغلول، أثار الغضب وحقن وإشعال نفوس الشعب، وكان شرارة الثورة، التي بدأت تحديدا في 9 مارس 1919.

غدا حلقة جديدة.....



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك