بدأ أقباط الكنيسة القبطية الأرثوذكسية اليوم الأربعاء صيام العذراء مريم، بعدما بدأه الكاثوليك في الأول من أغسطس، في ظل أجواء دينية لصوم يُعد من أقدس أصوام الأقباط.
يؤدي الأرثوذكس صيام العذراء لمدة 15 يومًا، تبدأ من 7 أغسطس وتنتهي في 22 من الشهر نفسه، بينما يكتفي الروم الكاثوليك بصوم أيام الجمعة فقط خلال الفترة من 1 إلى 14 أغسطس. أما السريان والأرمن الأرثوذكس، فتقتصر مدة صومهم على 5 أيام.
ويستند صوم العذراء إلى صيام الرسل المبشرين له، حيث تشير المرجعيات الدينية المسيحية إلى أنه عندما عاد توما الرسول من التبشير في الهند، سأل عن السيدة مريم العذراء، فأخبروه بموتها. فطلب رؤية مكان دفنها، وعندما ذهبوا إلى القبر لم يجدوا جسد العذراء، فبدأ يروي لهم رؤية صعود جسدها الطاهر. فصاموا 15 يومًا من أول مسرى حتى 15 مسرى، وأصبح عيد العذراء يوم 16 مسرى من التقويم القبطي.
يمتنع الأقباط خلال فترة الصيام عن تناول البيض واللحوم ومنتجات الألبان، بينما يُسمح لهم باستهلاك الأسماك ما لم يقرروا النذر بالامتناع عنها زهدًا وتكريمًا للعذراء. وعلى الرغم من أن المدة المقررة للصوم هي 15 يومًا، إلا أن البعض ينذر بصيام أسبوع قبله ليصبح الصيام 21 يومًا إمعانًا في العبادة والتقشف.
يرتبط بهذا الصيام عدد من العادات والتقاليد المصرية، حيث تعتبر أطباق "الشلولو" من أهم رموزه. كانت النساء القبطيات تعده من الملوخية الناشفة والماء والثوم والليمون، وتقوم بتوزيعه على جاراتهن من المسلمات، في مشهد يجسد معاني الوحدة بينهن.
أما فيما يتعلق بطقوس الاحتفال الديني، فتشهد الكنائس خلال فترة الصيام نشاطات روحية تشمل الصلوات والتسابيح والتمجيد للسيدة العذراء.
تُقام القداسات اليومية التي تتضمن ترانيم وعظات وألحان، إضافة إلى صلاة التسبحة أو التمجيد لمريم العذراء، حيث تُعتبر هذه الفترة فرصة للتأمل الروحي وتجديد الإيمان.