الداهية، الاستثنائي، صائد البطولات، ألقاب عديدة لازمت البرتغالي جوزيه مورينيو المدير الفني لمانشتر يونايتد الإنجليزي، في كل الفرق التي تولى تدريبها، مرورًا بتفجيره مفاجأة في مستهل مشواره التدريبي بتتويجه بكأس الاتحاد الأوروبي ودوري أبطال أوروبا في عامين على التوالي (2003 و2004)، وصولًا إلى وضعه مانشستر يونايتد على منصات التتويج الأوروبية بالتتويج بكأس الاتحاد الأوروبي 2017، بعد فترة طويلة من سنوات عجاف.

كل هذا لم يمنع عن مورينيو صفة اشتهر بها على مدار تاريخه، وهي صدامه المتعدد مع النجوم البارزين في كل فريق تولى تدريبه، حتى لو كانوا الأغلى في العالم، بمنطق لايهم من تكون، فأنا مورينيو.

وأعادت الأزمة الأخيرة بين الاستثنائي البرتغالي مع أغلى لاعب في العالم سابقًا الفرنسي بول بوجبا إلى الأذهان قائمة طويلة من ضحايا المدير الفني البرتغالي، والتي كانت مدججة بالنجوم، وهو مانرصده في التقرير التالي..

أدريان موتو

بزغ نجم الروماني أدريان موتو في جميع الأندية التي لعب لها، خاصة مع نادي بارما الإيطالي، ليتدخل تشيلسي في عام 2003 بمقابل خيالي في هذا الوقت ب22 مليون يورو للتعاقد معه، بعدها تعاقد البلوز مع مورينيو الذي أبرز صلابة لنجوم الفريق فور وصوله، ويصدر قرارا بعدم التواجد في حفلات، ليخترق موتو القرار، ويجبره مورينيو على الخضوع للكشف الطبي في اليوم التالي ليثبت تعاطيه الكوكايين، ويطيح به بعدها من النادي.

وبرر مورينيو تصرفه تجاه موتو بتصريح قال فيه: "لقد تحدثت معه كثيرًا، وقلت له أنت شاب محظوظ وغني، وفي بلادك ستكون أسطورة، يجب أن تحافظ على مسيرتك، لكنه لم يستمع إلي ذلك أبدًا".

ريكاردو كارفاليو 

في 2004 كان أول صفقات مورينيو مع تشيلسي هي التعاقد مع مدافعه السابق في بورتو وبطل إنجازاته في البرتغال المدافع ريكاردو كارفاليو، كان "سبيشال وان" يعتمد عليه بشكل كبير في خط دفاع الفريق الذي توج بلقب الدوري في 2004 -2005 وفي الموسم التالي أجرى مورينيو بعض التغيير في طريقة اللعب ليضع كارفاليو على مقاعد البدلاء ليبدي الأخير تذمره خاصة وأنه لم يقدم الأداء الذي يضعه على دكة البدلاء.

مورينيو دخل في صدام مع كارفاليو وقال لوسائل الإعلام، إن مدافعه السابق في بورتو أصبح يتصرف بشكل غريب، وأن عليه أن يعلم أن مصلحته تكمن في التزام الصمت حتى تكون حياته أسهل.

فيما بعد تجاوز الثنائي خلافاتهما معًا، لينضم كارفاليو إلى ريال مدريد في 2010 مع مورينيو.

البرازيلي أدريانو

لايختلف أحد على موهبة البرازيلي ادريانو، ولاخلاف أيضا على أن اللاعب دمر موهبته بيده بسبب تعاطي المخدرات، لكنه نفسه اتهم مورينيو وقتما كان مدربًا لإنتر ميلان، أنه لم يقدم له الدعم الكافي حتى يعاود التألق من جديد.

القديس كاسياس

إيكر كاسياس كان وسيظل إحدى العلامات البارزة في تاريخ ريال مدريد الاسباني، إلى أن حضر مورينيو لتدريب الفريق، وقت قصير مر إلى أن تأزمت العلاقة بينهما، والتي اتهم فيها مورينيو "القديس" بتسريب أخبار الفريق إلى الإعلام، لكن هذه المرة مورينيو هو من غادر الفريق، بعدما كان قد أجهز على حظوظ كاسياس في الفريق بسبب تركه على مقاعد البدلاء لصالح دييجو لوبيز، ليجد كاسياس نفس مضطرًا للرحيل بعدها الى نادي بورتو البرتغالي.

سيرجيو راموس 

كان المدافع الأندلسي إحدى الركائز الهامة في دفاع ريال مدريد قبل مجىء مورينيو إلى النادي الملكي في 2010، لكن المدرب البرتغالي لم يكن سعيدًا بما يقدمه راموس.

كان مورينيو يعلق على أداء راموس في كل مباراة وفي كل تدريب للريال، وأحدث ذلك فجوة في العلاقة بين اللاعب ومدربه، فجوة ظلت حتى بعد رحيل مورينيو عن "سانتياجو برنابيو"، وتظهر في تصريح مورينيو في الصيف الماضي قبل نهائي كأس السوبرالأوروبي بين مانشستر يونايتد وريال مدريد حينما قال: "حينما وصلت إلى ريال مدريد، كان الفريق قد خرج من دور الستة عشر لخمسة مواسم متتالية، لاعب مثل راموس لم يكن يعرف ماذا يعني دور الثمانية ؟!".

خوان ماتا

في 2013 كان خوان ماتا أحد أعمدة المنتخب الإسباني، وكذلك الأمر في تشيلسي، إلى أن وصل الاستثنائي إلى البلوز في ولايته الثانية، ولم يحتاج سوى نصف موسم ليؤدي به إلى مقاعد البدلاء، ثم يوافق على بيعه إلى مانشستر يونايتد.

أثبت مورينيو أنه أخطأ في حق ماتا حينما تحول إلى تدريب اليونايتد، بعدما اعتمد عليه في العديد من المباريات الحاسمة، وتألق اللاعب فيها وكان آخرها مباراة أمس التي سجل فيها ماتا هدفًا من ركلة حرة، ليساهم في عودة مانشستر يونايتد أمام نيوكاسل والفوز 3-2.

روميلو لوكاكو

كان مورينيو صاحب قرار الاستغناء عن روميلو لوكاكو، وقتما كان مديرا فنيا لتشيلسي في قرار كان صادما للجميع نظرا للمستوى الذي قدمه الدبابة البلجيكية في الإعارة التي كان قد قضاها في وست بروميتش بعدما سجل 19 هدفا.

رحل لوكاكو إلى إيفرتون، ليكون أحد أهم هدافي الدوري الإنجليزي، الأمر الذي دفع مورينيو استقدامه في مانشستر يونايتد، ليثبت مجددا أنه كان مخطئًا.

محمد صلاح

تألق لافت للنظر من الفرعون محمد صلاح مع بازل السويسري، الأمر الذي دفع ليفربول الإنجليزي الاهتمام به وتقديم عرض رسمي إلى أن تحدث مورينيو مع صلاح ليطالبه بالانتقال إلى البلوز، ليقلب الطاولة على الجميع وينتقل إلى تشيلسي.

واجه صلاح أزمات كبيرة تحت قيادة مورينيو، الذي لم ينفذ أي وعد قطعه للفرعون، لينتقل إلى فيورنتينا على سبيل الإعارة ومنه إلى روما ليتألق ويعود إلى الدوري الإنجليزي من بوابة  ليفربول ليتألق ويصبح ثالث أفضل لاعب في العالم في 2018، ليثبت للجميع أن مورينيو كان مخطئًا.

 باستيان شفاينشتايجر

عام وحيد قضاه الالماني بطل العالم باستيان شفاينشتايجر في اليونايتد مع مدربه السابق في بايرن ميونيخ لويس فان جال، ثم تولى مورينيو الإدارة الفنية لليونايتد، لتبدأ الأزمات بينهما إلى أن وصل الحال بمورينيو لقرار تدريب المخضرم الألماني مع فريق الرديف، ليرحل بعدها عن صفوف الفريق، في واقعة أغضبت محبي قائد ألمانيا على مستوى العالم، خاصة أن النهاية كان من الممكن أن تكون أفضل كثيرا.