اللوحات تحمل قدرا من «التحدى التشكيلى».. حلمى التونى: معرض «الشمعة والسمكة».. المرأة كأيقونة - بوابة الشروق
الجمعة 20 سبتمبر 2024 2:56 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

اللوحات تحمل قدرا من «التحدى التشكيلى».. حلمى التونى: معرض «الشمعة والسمكة».. المرأة كأيقونة

أسماء سعد
نشر في: الجمعة 8 أبريل 2022 - 9:23 م | آخر تحديث: السبت 9 أبريل 2022 - 8:03 م

ــ الفن له أهمية خاصة حاليا لطرحه حلولا مغايرة خارج الصندوق
«الاستنارة والخير والنماء» رموز ودلالات تشير إليها لوحات الفنان التشكيلى الكبير حلمى التونى فى أحدث معارضه «الشمعة والسمكة»، الذي أقيم فى جاليرى بيكاسو بالزمالك واختتمت فعالياته الثلاثاء الماضي، وقد جاءت الأعمال الفنية المميزة للتونى بتيمة فنية متسقة مع تفضيلاته اللونية والجمالية التى اعتاد عليها طوال الفترة الماضية.
«الفن يقدم حلولا مغايرة من خلال تغيير طرق التفكير»، هكذا عبر التونى عن اعتزازه بأحدث أعمالها فى تصريحاته لـ«الشروق»، وهى الأعمال التى تميل إلى الاتجاه الرمزى والسيريالى مع استلهام من الفن الشعبى برؤية عصرية حينا، وقديمة حينا آخر، وبألوان دافئة مبهجة، مثل لوحة الفتاة التى ترتدى السمكة قلادة فى رقبتها.
قال الفنان التشيكلى حلمى التونى، إن معرض «الشمعة والسمكة»، مستوحى من المرأة كأيقونة كالمعتاد، وفى هذه الحالة جاءت المرأة مرافقة لعنصرين رمزيين رومانسيين، هما الشمعة والسمكة إلى جانب أن الشمعة أكثر رومانسية من السمكة، فالأخيرة أكثر غموضا مثلها مثل المراة.
واصل بعدها التونى فى تصريحاته لـ«الشروق»: ترمز الشمعة إلى النور والاستنارة، وأيضا قد ترمز إلى البحث عن الحقيقة وسط الظلام، كما أن السمكة هى رمز قديم جدا خاصة فى المسيحية، فتم استخدامها من قبل المسيحيين حيث يتعرفوا على بعضهم دون التعرض للمضايقات أيام الاضطهاد الرومانى فى مصر، فكانوا يرسمون سمكة على الأرض حتى يعرف الشخص أنه مسيحى مثله، واختاروا هذا الرمز لأن مرقص الرسول أحد أتباع المسيح كان صيادا للسمك، ويقال إن كل الحواريين، أو أتباع المسيح كانوا من صيادى السمك.
واستطرد: السمك أيضا الذى اخترته كاسم للمعرض، يحمل رمزا آخر له صفه الديمومة، فهو رمز الخصوبة ولذلك اختارته السيدات فى مصر للوشم على أيديهم وعلى وجوهم وعلى أذرعهم استجلابا للخصوبة، ثم السمكة أيضا رمز للخير، حتى إن مفسرى الأحلام يروون ذلك، فعندما يحلم الرجل أو المراة بسمكة يقال له «الخير قادم لك»، وهذا هو المفهوم الرمزى داخل أعمال المعرض.
وتابع التونى: أما الأعمال نفسها تحمل قدرا من التحدى، من حيث اختيار موضوعين فقط وهما الشمعة والسمكة، ومن ثم إبداع وصنع عدد كبير من اللوحات فى تكوينات مختلفة وألوان مختلفة وإيقاعات متعددة، داخل إطار «الشمعة والسمكة»، وهذا هو التحدى الفنى الأصلى، مضيفا: لذا عندما أختار فى معارضى رمزا واحدا، أو موضوعا واحدا أو تيمة واحدة، فهذا يعتبر «تحديا تشكيليا».
وواصل: من الممكن أن يطلق أحدهم معارض تضم جميع أشكال اللوحات، حيث منظر طبيعى، وطبيعة صامتة، وطبيعة حية، يكون ذلك سهلا عليه، لكننى أتعمد فى معارضى أن يكون هناك قصيدة شعر واحدة فيها معنى واحدة تعالجه أبيات كثيرة مختلفة.
واستكمل: استخدام الألوان فى هذا المعرض ينتمى لاختياراتى فى المقام الأول، الألوان هى ألوانى كل فنان له باليتة أو مجموعة ألوان، ولكن هناك تحديا آخر وهو التجديد فى الوصول لتركيبات مختلفة أو لقاءات مختلفة بين الألوان غير المعتادة، وخاصة عندما يغامر الفنان عندما يلجأ إلى وضع ألوان تم التعرف على عدم تجانس فيها، ويصنع منها تجانس واضح، هذا أيضا قدر من المهارة الفنية والإبداع والتنوع والقدرة على الابتكار والوصول إلى أشياء جديدة، وهذا درس فى الحياة والسياسة والمجتمع، فأنا دائم البحث عن الجديد والبحث عن حلول مختلفة ومبتكرة لمشكلات قد تكون قديمة.
واختتم التونى بأن الفن له أهمية خاصة عبر التاريخ، ولكن فى أيامنا هذه فهو أكثر أهمية وأكثر ضرورة، لأن الشائع فى المجتمع فكرة التقديس وعدم الابتكار والنزوع اللى سلفية الحلول، مثلما كانت الجموع تحاول حل مشكلاتها منذ 50 عاما، فنحن نلجأ لذات الحلول المعبرة عن الجمود، ولكن الفن عكس ذلك تماما، فهو دائم التجدد، والابتكار، لذا فإن الفن فى هذه المرحلة هو نموذج نتمنى أن يحتذى به فى التفكير خاج الصندوق وإبداع الحلول المغايرة.
جدير بالذكر أن الفنان حلمى التونى هو أحد أهم الفنانين التشكيليين ف مصر، متخصص فى التصوير الزيتى والتصميم، ولد بمحافظة بنى سوى فى 30 أبريل عام 1934، حصل على بكالوريوس كلية الفنون الجميلة تخصص ديكور مسرحى عام 1958 ودرس فنون الزخرفة والديكور، تولى العديد من المناصب، وأقام العديد من المعارض سواء محلية أو دولية، عاش بالقاهرة وبيروت والتى كانت زيارته الفنية لها لمدة 3 سنوات، كما أن العديد من الناس فى مختلف دول العالم يقتنون الكثير من لوحاته، كما أن متحف الفن المصرى الحديث بالقاهرة يقتنى أيضا العديد من لوحاته القيمة.
شارك التونى، فى العديد من المعارض الخاصة من بينها: «معرض (كان يا مكان) بقاعة بيكاسو بالزمالك ديسمبر 2011، معرض (نساء وخيول) بقاعة بيكاسو بالزمالك مارس 2013، معرض (نساء من مصر) بقاعة بيكاسو بالزمالك أبريل 2014، معرض (المغنى حياة الروح) بقاعة بيكاسو بالزمالك فبراير 2015، معرض (شبابيك) بقاعة بيكاسو بالزمالك أبريل 2016، معرض (عندما يأتى المساء) بقاعة بيكاسو بالزمالك مارس 2017، معرض (ليه يا بنفسج) بقاعة بيكاسو بالزمالك مارس 2018، معرض (للنساء وجوه) بقاعة بيكاسو بالزمالك مارس 2019، معرض (الفاكهة المحرمة) بقاعة بيكاسو بالزمالك مارس 2020، ومعرض بعنوان (السمكة) بقاعة (SHELTER) بالإسكندرية ــ أكتوبر 2021».



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك