منذ إصابة والده بمرض السرطان قبل 6 سنوات أصبح «محمود» صاحب الـ 22 عاما، هو العائل الوحيد لأسرته بعد ملازمة والده المنزل بسبب عجزه عن العمل، قبل أن يسوق القدر، الشاب العشرينى إلى نهاية مأساوية على يد شقيقين، بعدما تشاجرا مع والده بسبب خلاف على «ركنة» سيارة بشارع حامد شحاتة المتفرع من شارع الترولى بمنطقة المطرية.
كانت عقارب الساعة تشير إلى الحادية عشرة مساء، عندما تعالت الأصوات فى منتصف الشارع ليخرج محمود وشقيقته لشرفة منزلهما لاستبيان الأمر، حتى شاهدا والدهما «سيد» البالغ من العمر 49 عاما، قد اشتد الخلاف بينه وبين أحد الجيران الذى يعمل سائق تاكسى حول ركنة سيارة، فهرول محمود إلى الشارع خوفا من الاعتداء على والده المريض الذى «لن يتحمل حتى الكلام معه» كما وصفت والدة الشاب العشرينى فى حديثها لـ«الشروق».
وعندما وصل محمود إلى والده فض الخلاف الذى بين والده والجار، وقال له: «اركب يا محمد عربيتك الله يسهلك»، لكن لم تمر الدقائق حتى تواصل الجار هاتفيا مع شقيقه الذى حضر على الفور حاملاً سلاحا أبيض، وأخرج هو الآخر صاعقا كهربائيا للتعدى على محمود ووالده.
حاول محمود ووالده الإفلات من قبضة الشقيقين لكن لم يستطعا حتى تعدى أحدهما عليه بثلاث طعنات فى الصدر والرقبة، كما تعدى على الأب بطعنة فى الصدر، وحينما حاول الجيران التدخل لفض الشجار جرى الاعتداء عليهم أيضًا.. «دى كانت مجزرة» هكذا وصفت شقيقة محمود المشهد.
«الحقى أخوكى مدبوح فى الشارع تحت».. صوت استغاثة سمعته «دنيا» شقيقة محمود من جارتها، لتهرول على الفور تجاه الشارع لترى شقيقها على الأرض والدماء تنزف من أنحاء جسده، ووالدها هو الآخر غارق فى دمائه، فصرخت تنادى: «حد يطلب إسعاف أو يجيب عربية أخويا وأبويا بيموتوا».
حمل الأهالى محمود ووالده فى السيارة كما حملوا ثلاثة من أصدقائه مصابين بعدما حاولوا فض المشاجرة، وفور وصولهم مستشفى الزيتون تم نقل الأب إلى غرفة العناية المركزة والأصدقاء الثلاث إلى الطوارئ لتلقى العلاج، لكن محمود لفظ أنفاسه الأخيرة فور دخوله، لتعم أصوات الصرخات داخل المستشفى، وتلقى قسم شرطة المطرية بمديرية أمن القاهرة، إشارة من المستشفى بالواقعة.
وتقول والدة الشاب محمود، إن ابنها كرس حياته للأسرة منذ تعب والده، وعمل على سيارة والده الملاكى فى إحدى الشركات، لسد احتياجاتهم: «بيصرف على علاج والده واحتياجات البيت».
وتابعت الأم لـ«الشروق» أن تلك المشاجرة لم تكن الأولى، إذ تشاجر الجانى مع نجلها منذ ثلاثة أشهر وتم فضها من قبل الجيران، مرددة: «هما عايزين يتعدوا على محمود من وقتها».
وأضافت الأم أنه بعد وفاة ابنها حاولت عدم إبلاغ والده الذى يرقد بين الحياة والموت على أجهزة الرعاية المركزة خوفا على صحته، متابعة: «خفت أخسر الاتنين كنا بنقوله إن محمود بيعمل عملية وهيفوق».
من جانبها، قالت دنيا شقيقة المجنى عليه لـ«الشروق»، إن شقيقها هو الأقرب لها من بين أسرتها ودائما يتحدثان معا فى حياتهما الشخصية، متابعة: «أسرارنا كلها مع بعض»، وطالبت بالقصاص العاجل من المتهمين لـ«يشفى نار قلبها على فراق شقيقها».