- إنهاء أشهر خصومة ثأرية بين عائلتين فى قنا بعد مقتل 12 شخصا.. وإصابة 40 آخرين.. وتجمع شعبى فى الاستاد الجمعة المقبلة لاعتماد المصالحة
بعد 5 سنوات من الصراع الدموى بين عائلتى «المخالفة والسحالوة» بمركز فرشوط بمحافظة قنا، استطاعت لجنة المصالحات الثأرية بإشراف اللواء عبدالحميد الهجان محافظ قنا، فى الاتفاق على عقد مصالحة بينهما لأنهاء خصومة ثأرية، تسببت فى مقتل 16 شخصا ونحو 40 مصابا.
واتفق الطرفان على عقد جلسة الصلح الجمعة المقبلة بقاعة كليوباترا باستاد قنا الرياضى.
عاشت مدينة فرشوط على مدى السنوات الماضية، حالة من الرعب الذى سيطر على غالبية ساكنيها، بداية من شهر أبريل عام 2011، إثر وقوع أول قتيل من أفراد العائلتين، مما تسبب فى تبادل إطلاق الأعيرة النارية بكثافة بين الطرفين ومقتل نحو 12 شخصا من الطرفيين و4 أشخاص تصادف مرورهم أثناء الاشتباكات بالإضافة إلى نحو 40 مصابا.
وتسببت الخصومة بين العائلتين فى حدوث هجرة جماعية من المدينة «الملتهبة بالأحداث» نظرا لكثرة الاشتباكات المسلحة، وحالة الركود الاقتصادى، حيث أغلقت المحال التجارية فى أوقات مبكرة، كما أن المدارس لم تكن بمنأى عن هذه الاشتباكات والتى تعطلت كثيرا بسببها.
الخصومة بين أفراد عائلتى «السحالوة والمخالفة» أثرت على الطرفيين بشكل كبير، فطبقا لأحد أهالى فرشوط فإن العائلتين عانتا طوال الخمس سنوات الماضية، حيث اضطر أفرادها لشراء الأسلحة كأولوية للحماية والدفاع عن شراء أى شىء آخر لأبنائهم.
حاولت الكثير من لجان المصالحات فى إنهاء الخصومة بين الطرفين فى الأعوام الماضية، إلا أن جميعها باءت بالفشل ومنها المساعى التى قادها الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر.
وكانت آخر واقعة للخصومة بين الطرفين فى 13 نوفمبر الماضى، عندما أصيب أحد أفراد عائلة «المخالفة» بعد تبادل إطلاق الأعيرة النارية، وهو الأمر الذى دفع لجنة المصالحات الثأرية للتدخل مرة لمحاولة وقف سيل الدم بين العائلتين فى الخصومة الأشهر فى صعيد مصر.
وتكونت لجنة المصالحات من الشيخ تقادم الليثى رئيسا وعضوية كل من كمال تقادم النائب البرلمانى السابق، والشيخ عبدالمعطى أبوزيد، إمام وخطيب مسجد، والعمدة عبدالباسط حداد، وحمدى أبو قريع، وكيل وزارة سابق، والدكتور صلاح صالح، مدرس بكلية التربية، والشيخ أحمد عبداللطيف الكلحى.
وقال الشيخ عبدالمعطى أبوزيد، عضو لجنة المصالحات لـ«الشروق» إن اللجنة عملت خلال الأشهر الماضية على احتواء الطرفين وبعد مناقشات وجلسات تم عقدها تحت إشراف اللواء عبدالحميد الهجان محافظ قنا، وبمكتبه بداخل ديوان عام المحافظة، تم الاتفاق بين الطرفين على إنهاء الثأر بينهما، لكى يعود الأمن والأمان مرة أخرى إلى مدينة فرشوط.
وأشار أبوزيد، إلى أن الطرفيين متعادلان فى عدد القتلى، حيث تسببت الخصومة فى مقتل 6 أشخاص من كل عائلة، وتعاهد الطرفان على إنهاء الخصومة باتفاق بينهما وأولياء الدم والتنازل عن جميع القضايا والمحاضر، لافتا أنه سيتم إجراء المصالحة بينهما باستاذ قنا، فى حضور كبار وزعماء القبائل.