تساءلت صحيفة "جارديان" البريطانية عن إمكانية سجن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وذلك بعد الاتهامات الفيدرالية التي وجهت إليه بسبب احتفاظه بوثائق رسمية سرية بعد مغادرته منصبه.

وذكرت الصحيفة البريطانية أن ترامب هو أول رئيس سابق في التاريخ أمريكا يواجه اتهامات جنائية فيدرالية، متساءلة عما إذا كان ذلك يغير قواعد اللعبة أم فصل آخر في ما وصفته بـ"الدراما".

كان ترامب قد كشف عن توجيه اتهامات إليه بسبب إساءة التعامل مع الوثائق السرية بمنتجعه مارالاجو في ولاية فلوريدا الأمريكية.

ووُجهت إليه 7 اتهامات، بما في ذلك الاحتفاظ عمداً بأسرار الدفاع الوطني في انتهاك لقانون التجسس، والإدلاء ببيانات كاذبة وعرقلة سير العدالة.

ومن المقرر أن يمثل أمام المحكمة في ميامي بفلوريدا بعد ظهر الثلاثاء، بعد تسليم نفسه على الأرجح لمكتب التحقيقات الفيدرالي هناك.

وهناك تساؤلات، بحسب "جارديان"، عما كان يفعله ترامب بالأسرار الحكومية، حيث أفادت تقارير الشهر الماضي أن المدعين العامين حصلوا على تسجيل صوتي تحدث فيه عن حيازته لوثيقة سرية للبنتاجون متعلقة بهجوم محتمل على إيران.

وأشارت "جارديان" إلى أن ترامب قد ينضم قريبا إلى ما اسمته "نادي سيئ السمعة" يضم رئيس الوزراء الإيطالي الأسبق سيلفيو بيرلسكوني ، ورئيسا فرنسا السابقين نيكولا ساركوزي والراحل جاك شيراك ، ورئيسا كوريا الجنوبية السابقين لي ميونج باك وبارك كون هي، حيث تمت محاكمتهم جميعا وأدينوا بالفساد في السنوات الخمس عشرة الماضية.

ورأت الصحيفة البريطانية أن اتهام ترامب أحدث اختبار للديمقراطية الأمريكية، متساءلة هل يمكن للدولة في الولايات المتحدة محاسبة رئيس سابق وتطبيق حكم القانون؟ لافتة إلى أنه كاد أن يكون هناك فرصة لذلك في حالة الرئيس الأمريكي الراحل ريتشارد نيكسون، الذي كان سيواجه اتهامات فيدرالية بسبب فضيحة ووترجيت، لكن خليفته الرئيس جيرالد فورد أصدر عفوا بحقه.

ونوهت الصحيفة بأن الرئيس الأمريكي جو بايدن يحاول تجنب التعليق على مشاكل ترامب القانونية. كما نأى وزير العدل ميريك جارلاند عن قضية الوثائق بتعيينه مدعي خاص للتحقيق في القضية هو جاك سميث.

من جهته، قال أستاذ القانون بجامعة ريتشموند في فرجينيا، كارل توبايس: "لا أعتقد أنه مدعي عام (من النوع) المبالغ. إنه صارم ونشط جدا ومستقل وهذا ما تريده هنا، وهذا هو المطلوب. لا أعتقد أن ميريك جارلاند له علاقة بالأمر بخلاف تعيينه".

ورأت "جارديان"، أن اتهام ترامب "لا يعتبر تغيير لقواعد اللعبة" بقدر ما هو "مباراة إعادة" لما حدث قبل أقل من ثلاثة أشهر عندما اتهم المدعون العامون في نيويورك ترامب بـ34 تهمة جناية بتزوير سجلات تجارية بسبب دفع أموال لشراء صمت ممثلة أفلام إباحية عن علاقة غير مشروعة جمعت بينهما.

وتصدر الرئيس الأمريكي السابق الأخبار، وارتفعت شعبيته في استطلاعات الرأي، وأجبر منافسيه الأساسيين على الالتفاف حوله. كما جمع أكثر من 4 ملايين دولار في غضون 24 ساعة بعد إعلان لائحة الاتهام.