تواردت أنباء منذ قليل حول إيداع الفنانة شيرين عبد الوهاب إحدى المصحات العلاجية لتلقي العلاج اللازم نفسياً وجسدياً، عقب تعرضها للضرب المبرح من قبل طليقها الفنان حسام حبيب. يتواصل مسلسل شيرين مع الأزمات، هذا المسلسل الذي لا تنتهي حلقاته ولا مواسمه، فهو عرض مستمر، مله جمهورها ومحبيها، الذين طالما ناشدوها بأن تمنح موهبتها الغنائية الاهتمام الأكبر، وأن تتصدر التريند بنجاحاتها وليست بـ"خناقاتها" وأزماتها، حتى لا تصبح ذات يوم الفنانة صاحبة الموهبة الغنائية الكبيرة، ولكن أتلفها الهوى.
شيرين عبد الوهاب -44 عاماً- فنانة ولدت وترعرعت في أكثر الأحياء المصرية شعبية وتاريخية، حيث ولدت في حي القلعة الذي تربطها به علاقة حميمية كبيرة، حتى بعد أن أصبحت ملء السمع والبصر، وكثيراً ما تقوم بعمل زيارات للمنطقة التي شهدت طفولتها ومراهقتها، بل وتحرص على التقاط صور تذكارية مع أبناء حيها.
بدأت شيرين مشوارها الفني وهي ما زالت طفلة، حيث انتشر لها فيديوهات وهي تقوم بالغناء في أفراح شعبية وكانت في الثانية عشرة من عمرها تقريباً. ويرجع الفضل لمدرسها بالمدرسة في التحاقها بأوركسترا دار الأوبرا المصرية، حينما استمع لها وهي تغني بين الحصص، فأعجب بصوتها، وتواصل مع والدتها وأقنعها أن تذهب بشيرين للمايسترو سليم سحاب، قائد أوركسترا دار الأوبرا في هذا الوقت. غنت شيرين أمامه فأعجب بصوتها وانضمت للكورال.
شيرين وبداية الإصابة بالانهيار العصبي
بدأت شيرين عبد الوهاب مرحلة الاحتراف على يد المنتج نصر محروس الذي قدمها مع الفنان محمد محيي في دويتو أغنية "بحبك". وفي عام 2002، انطلقت شيرين نحو الشهرة والنجومية حينما أنتج لها نصر ألبوم غنائي بعنوان "فري ميكس 3" جمعها مع المطرب الصاعد وقتها تامر حسني، ليحقق الألبوم نجاحاً مدوياً. قيل وقتها إنه تم بيع نحو 20 مليون نسخة من الألبوم في جميع أنحاء الوطن العربي.
وكعادة نصر محروس مع الأصوات التي يشعر بأن الزمن زمنها، قام بعمل عقد احتكار لشيرين، وأنتج لها ألبوماً منفرداً بعنوان "جرح تاني" الذي حقق نجاحاً كبيراً أيضاً. تصاعدت الأزمات بين شيرين ونصر، خاصة بعد أن اكتشفت أنها تعاقدت على عقد احتكار يلزمها بعدم التعاقد أو الاتفاق مع الغير على أداء أية أغنيات بغرض تسجيلها أو عرضها على مختلف الوسائل المسموعة أو المرئية الموجودة بغرض دعائي أو تجاري، وبالأخص يمنع شرائط الكاسيت أو الكليبات أو البرامج والإعلانات أو الأسطوانات والهاتف والإنترنت والسينما والمسرح والمسلسلات، وشرط جزائي مليون ونصف جنيه، وذلك لمدة 10 سنوات، تتقاضى فيهم 575 ألف جنيه فقط. ولم تنجح شيرين في الإفلات من هذا المأزق، إلا بعد أن تدخلت شركة روتانا في الموضوع، وأبدت استعدادها لدفع الشرط الجزائي لنصر محروس، الذي وافق عام 2007 على الإفراج والتخلي عن شيرين لصالح روتانا.
روتانا ورحلة شيرين من سوق الغناء لساحات القضاء
لم تدم علاقة الحب والمودة التي نشبت بين شركة روتانا وشيرين طويلاً، فسرعان ما حدثت خلافات بين روتانا وشيرين، لينتقل الحال بهما من سوق الغناء إلى ساحات القضاء، وذلك نظراً لعدم التزام شيرين ببنود العقد المبرم بينهما. تنجح الشركة المنتجة في الحصول على حكم قضائي ضد شيرين بدفع غرامة مالية قدرها 10 ملايين جنيه، لكن فوجئ جمهور شيرين بصورة لها مع سالم الهندي الرئيس التنفيذي لشركة روتانا للموسيقى منتشرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي للإعلان عن إتمام الصلح بين الطرفين، بعد الوصول إلى حل وسط يحفظ حقوق الطرفين، وقال إنه تمت مراعاة التاريخ الطويل من التعاون بين الطرفين.
فهل انتهت الأزمات بينهما؟ أبداً، فسرعان ما نشب خلاف جديد بين الطرفين، حيث طالبتها شركة روتانا بالالتزام بالعقد الموقع عام 2019، والذي كان سبباً للجوء إلى ساحات القضاء، والذي نص على تقديمها ألبومين من إنتاج روتانا، على أن يضم الألبوم 10 أغاني، وتقوم بتصوير 2 فيديو كليب، وإحياء 3 حفلات، تتولى تنظيمها الشركة، وهو ما لم تنفذه شيرين. في حين أصدرت الأخيرة بياناً قالت فيه: "لا تزال هناك خلافات بيني وبين روتانا بالرغم من سدادي 8 ملايين جنيه لصالح الشركة.
وقررت التحرك واتخاذ الإجراءات القانونية وتجديد النزاع بعد تأخر طرح أغاني انتهيت من تسجيلها منذ فترة طويلة، بالإضافة إلى اشتراط روتانا تقديم حفلات فنية فقط خلال الفترة الحالية وأن يكون الاتفاق على الحفلات عن طريقها فقط، وتأجيل طرح 3 أغنيات انتهيت من تسجيلها في وقت سابق بدون أسباب واضحة". وما تزال الاتهامات المتبادلة بين الطرفين مطروحة أمام ساحات القضاء.
قضايا مجانية لتصريحات ساذجة
وكأن حياة شيرين عبد الوهاب بحاجة إلى مزيد من الأزمات والمشاكل، حتى تسعى لجذب قضايا وأزمات مجانية لها بسبب تصريحاتها غير المسؤولة التي تدلي بها دون أن تمنح نفسها فرصة للتفكير، تاركة للتلقائية أن تقودها كيفما تشاء. فواجهت حملات هجوم ضارية منها حملة هجوم كبيرة، حينما طلبت إحدى معجباتها في حفل من الحفلات أن تغني أغنية "مشربتيش من نيلها" لترد شيرين: "هيجيلك بلهارسيا"، وطالبتها أن تشرب نوعاً معيناً من المياه المعدنية. لتقرر نقابة الموسيقيين وقتها إيقاف شيرين عن العمل وعدم منحها أي تصاريح لمدة شهرين، كما قام أحد المحامين بمقاضاة شيرين بتهمة الإساءة للدولة المصرية، وقضت المحكمة بحبسها 6 أشهر.
وفي إحدى حفلاتها بموسم الرياض، أثارت شيرين غضب النساء حينما قالت: "بما أننا منقدرش نستغني عن الرجالة فمن الأفضل نسمع كلامهم، خلاص رفعنا الراية البيضا". فتصدر اسم شيرين التريند مهاجمة لرأيها، لترد شيرين على منتقديها من النساء وتصفهم بـ"العوانس"، ليتصدر اسمها التريند مرة ثانية، بعد تدشين هاشتاج "اخرسي يا شيرين".
وفي 9 مارس 2024، قضت محكمة جنح الشيخ زايد، التابعة لمحافظة الجيزة المصرية، بمعاقبة وتغريم شيرين 5 آلاف جنيه وإحالة الدعوى المدنية إلى المحكمة المختصة لتعديها بالسب والقذف والتشهير على المنتج محمد الشاعر.
شيرين والعلاقة التوكسيك
ويرى كثيرون أن ارتباط شيرين عبد الوهاب بالفنان حسام حبيب قد يكون كلمة النهاية في مشوار فنانة كبيرة، نظراً لما شهدته هذه العلاقة من خلافات كبيرة وممتدة بينهما، ووصل الأمر إلى إيداعها مصحات نفسية وعلاجية أكثر من مرة، كما قامت بحلق شعرها "زيرو" حتى تشوه صورتها أمام حسام كي يطلقها، وفقاً لتصريحات تلفزيونية أدلت بها.
وشهدت العلاقة الزوجية بينهما انفصالاً أكثر من مرة، وتصاعدت الخلافات بينهما لأقصى درجة، لكن كل مرة تعود شيرين إليه وهي تؤكد أنها ما تزال تحبه، ولا تستطيع الاستغناء عنه. إلى أن حدث الطلاق النهائي بينهما قبل عدة أشهر، كما قامت بمقاطعة شقيقها الوحيد وأمها بسبب هذه العلاقة، بل وقامت بتحرير محاضر ضد شقيقها. ومؤخراً استيقظ جمهور شيرين على خبر يؤكد تحريرها محضراً في قسم الشرطة ضد حسام حبيب، اتهمته خلاله بالتعدي عليها بالضرب، واحتجازها داخل "استوديو".
وانتشرت لها صورة مؤلمة والدماء تنزف من رأسها.