هان كانج المرأة الثامنة عشرة التى تفوز بنوبل فى الأدب.. ووالدها روائى شهير.. وأعمالها الأدبية تتراوح بين الشعر والنثر ومن بينها أعمال مترجمة إلى العربية
«تتميز بأسلوبها الأدبى العميق الذى يجمع بين الشعر والنثر، والذى يتحدث بشجاعة عن النزلات والمحن التاريخية، ويكشف فى الوقت ذاته عن هشاشة الحياة البشرية»، هكذا وصفت حيثيات الأكاديمة السويدية الأسلوب الأدبى للكاتبة الكورية الجنوبية هان كانج خلال حيثيات منحها جائزة نوبل فى الأدب لعام 2024.
وتنحدر كانج، البالغة من العمر 53 عامًا، من عائلة أدبية؛ حيث إن والدها هو الكاتب الكورى الجنوبى الشهير هانج سونج وون، وقد فازت سابقًا بجائزة «مان بوكر» الدولية للرواية عام 2016 عن روايتها «النباتية»، وهى رواية تروى وقائع انحدار إحدى السيدات نحو المرض العقلى بسبب إهمال من عائلتها، وكانت تلك الرواية هى أول كتبها التى تُنشر باللغة الإنجليزية.
كما تم اختيار ذلك العمل أيضًا كواحد من «أفضل 10 كتب لعام 2016» من مجلة «نيويورك تايمز»، وتم إدراج رواية «كانج» الثالثة بعنوان «الكتاب الأبيض» فى القائمة المختصرة لجائزة البوكر الدولية لعام 2018.
وبدأت مسيرة «كانج الأدبية» عندما نشرت خمس قصائد ومن بينها قصيدة «الشتاء فى سيول»، وقد نشرت تلك القصيدة فى ملحق الشتاء من مجلة (الأدب والمجتمع) عام 1993، بيد أن مسيرتها فى الخيال بدأت فى العام التالى عندما فازت قصتها «المرساة الحمراء» بمسابقة «سيول شينمون» الأدبية، وقد نُشرت أول مجموعة قصصية لها والتى تحمل عنوان «حب يوسو» عام 1995. ثم شاركت بعدها بـ٣ أعوام فى برنامج الكتابة الدولى التابع لجامعة أيوا.
وتشمل قائمة أعمالها المنشورة فى كوريا: المجموعات القصصية على غرار «فاكهة سيداتى» (عام 2000) و«السلامندر النارى» (عام 2012) ومجموعة متنوعة من الروايات؛ ومنها: «الغزال الأسود» (عام 1998) و «يداك الباردتان» (عام 2000) و«النباتية» (عام 2007) و«قتال التنفس» (عام 2010) و«دروس إغريقية» (عام 2011) و«أفعال بشرية» (عام 2014) و«الكتاب الأبيض» (عام 2016) و«لا نفترق» (عام 2021)، بالإضافة إلى ديوان شعرى بعنوان «إننى أضع المساء فى الدرج» نشر عام 2013، إلى جانب بعض المقالات.
وأصبحت «كانج» المرأة الثامنة عشرة التى تفوز بجائزة نوبل للأدب، وهى بذلك تخلف الكاتب النرويجى، جون فوس، الذى حصل على جائزة نوبل فى الأدب لعام 2023، وقال رئيس لجنة نوبل، أندرس أولسون، حينها إن «فوس» يجمع بين الروابط المحلية القوية البادية فى أدبه - سواء على الصعيد اللغوى أو الجغرافى - وبين التقنيات الفنية الحديثة.
جدير بالذكر أنه لطالما واجهت جائزة الأدب انتقادات بأنها تركز بشكل مفرط على الكتاب الأوروبيين والأمريكيين الشماليين الذين يتميزون بأسلوب نثرى خفيف، كما هيمن عليها الرجال، حيث فازت بها حتى الآن 18 امرأة من بين 119 فائزًا، وكانت آخر امرأة تفوز بالجائزة هى الفرنسية آنى إرنو فى عام 2022.
وتتنوع مواهب «كانج» بين الأدب والشعر والفن والموسيقى، وقد انعكس اهتمامها بالفن فى أعمالها، وقد تقرر أن تحصل الفائزة على جائزة مالية قدرها 11 مليون كرونة سويدية (أى ما يعادل 967000 يورو) حسب التقليد السنوى للوصية التى تركها مبتكر الجائزة، المخترع السويدى ألفريد نوبل، وستتم دعوة الحائزين على الجائزة لتلقى جوائزهم خلال احتفال تقرر إقامته فى 10 ديسمبر المقبل، وهى الذكرى السنوية لوفاة «نوبل».
وقد صدر للكاتبة الحائزة على جائزة نوبل لهذا العام ثلاث أعمال مترجمة إلى اللغة العربية صادرة عن «دار التنوير» للنشر، ونذكر منها: «الكتاب الأبيض» وهى الرواية التى كتبتها «كانج» أثناء إقامتها فى العاصمة البولندية «وارسو»، وهى تدور حول الثيمة الأدبية للون الأبيض، وتأثيره على حياة البشر منذ ولادتهم وحتى وفاتهم، من خلال لغة شاعرية عميقة، وصدرت الترجمة فى ٢٢ يونيو 2020، ورواية «النباتية» التى صدرت ترجمتها عام 2017، ورواية «أفعال بشرية» التى صدرت لها الترجمة 2020، والتى تجسد العناق الأزلى بين الموت والحياة؛ فهى قصة تضم وقائع تاريخية حقيقة عن انتفاضة مدينة «جوانجو» الكورية عام 1980، وهى مليئة بالسرد التاريخى المشوق الذى ينقل الحقائق كما يسبر - فى الوقت ذاته - أغوار النفس البشرية، وأفعالها، واختياراتها، وقدرتها على ممارسة العنف ضد الآخر.
وقد كانت تلك كانت الانتفاضة ردًا على الانقلاب الذى وقع فى السابع عشر من شهر مايو عام 1980 والذى أدى إلى تنصيب تشون دو هوان ديكتاتورًا عسكريًا وتنفيذ الأحكام العرفية.
وتعد هان كانج أول كورية جنوبية تفوز بجائزة نوبل للأدب، ووصفها مجلس جائزة نوبل بأنها شخص «كرس نفسه للموسيقى والفن»، وأضاف البيان الصادر عن المجلس أيضًا أن قلمها جرىء، ويهدف لاستكشاف مجموعة واسعة من المشاعر الإنسانية المتفرقة - بما فى ذلك العنف والحزن والذكورية.