قال المهندس إبراهيم المعلم رئيس مجلس إدارة «دار الشروق»، إن نبيل شعث رجل متعدد المواهب والأدوار التاريخية المهمة، مشيرا إلى أن شعث كان أبرز الناشرين، وهو أيضا فنان وموسيقى يجيد العزف والغناء، بحسب مذكراته الغنية.
وأكد «المعلم»، خلال حفل إصدار «دار الشروق» لكتاب السياسي الكبير نبيل شعث «حياتي من النكبة إلى الثورة»، مساء الأربعاء، أن المذكرات من أمتع الأعمال، فهي كنز جديد يضاف للمكتبة العربية، مضيفًا أن الاحتفال مناسبة ثقافية كبرى، يأتي تجسيدًا لدور نقابة الصحفيين التنويري.
وتابع أن "مذكرات نبيل شعث رحلة طويلة من العمل والنضال والانتصارات والانكسارات، التى مرت بها فلسطين وفي قلب تفاعلاتها كان أبناؤها ــ ولا يزالون ــ يصنعون التاريخ"، مضيفًا أن "من بين أبرز من شاركوا في صفحات القضية المركزية للعرب، يبزغ اسم الدكتور نبيل شعث، الذي يشغل حاليًا موقع مفوض العلاقات الدولية في حركة التحرير الوطني الفلسطيني «فتح»، وهو صاحب التاريخ العريض مكافحًا وقائدًا ومفاوضًا فى مسيرة تمتد وتتواصل منذ نحو خمسين عامًا".
«حياتى.. من النكبة إلى الثورة» يجمع بين المذكرات الشخصية والرواية التاريخية، ويغطي الفترة بين بداية الغزو الصهيوني لفلسطين، وفترة النكبة، وملحمة بيروت في العام 1982، والحروب العربية الإسرائيلية، وانطلاقة الثورة الفلسطينية بقيادة حركة فتح، ونشأة منظمة التحرير، ومرحلتَى الأردن ولبنان فى تاريخ الحركة.
من السطر الأول في مقدمة سيرته يحدد الدكتور شعث، عهدًا يلتزم به في كتابته؛ فالرجل الذي خَبِرَ دروب وتفاصيل وخفايا النضال الفلسطيني، يضع نصب عينيه مهمة أن يكشف لأبناء شعبه ولكل المهتمين بقضاياه وقضايا أمتنا العربية بعضًا مما أتاحه له مشوار العمر الطويل من خبايا وحقائق وأحداث عاشها وانغمس فيها تماما طوال ما يزيد على نصف القرن، كلها تتعلق بقضيةٍ هي في قلب كل عربى وفي مقدمة كل الاهتمامات، وتشكل أيضًا ملحمة إنسانية تزخر بالمآسي والبطولات التي يعجز عن وصفها أعظم الأدباء.
ويشرح «شعث» في مقدمة كتابه: "لقد قدّر لى أن أكلّف بمسئوليات ومناصب ساهمت فى تحديد المسار وأثّرت فى رحلة شعب ظل، حتى النهاية، هو الملهم والقائد وصانع التاريخ. ولذلك أصبح من واجبى أن أُطلع أبناء شعبي وأمتي وكل من عرفت عبر رحلة العمر الطويلة على تفصيلات الأيام واللحظات التى صاغت حياتي، والتي لا أريدها أن تمضى من دون توثيق أو تدوين، بما فيها من ابتسام أو عبوس، وابتهاج أو ألم ومعاناة، مرورًا بعشرات الأشخاص الذين ساهموا أيضًا فى تلك الصياغة وفي تفصيلات الصورة".