تشن الولايات المتحدة الأمريكية ضربات جوية على جماعة الحوثي اليمنية بمعدل غارات غير مسبوق بالمنطقة؛ سعيا للحد من نشاطات الحوثي البحرية، وفي ذلك يعول الجيش الأمريكي على حاملات الطائرات النووية هاري ترومان التي تشكل رأس الحربة كقاعدة انطلاق للطائرات الحربية المهاجمة في مهمة ليست الأولى من نوعها لحاملة أمريكية اعتادت مهاجمة العراق وأفغانستان خلال 27 سنة من الخدمة.
وتستعرض جريدة الشروق أهم المعلومات عن الحاملة هاري ترومان التي تقود الضربات الأمريكية على جماعة الحوثي باليمن، ووردت المعلومات عن السفينة بموقع البحرية الأمريكية، وموقع مليتري تايمز، ووكالة أسوشييتد برس الأمريكية.
-سر الاعتماد على حاملات الطائرات
كانت القوات العسكرية قبل الحرب العالمية الثانية تعتمد على أساطيل بحرية من البوارج والمدمرات ذات المدافع الضخمة القادرة على نسف سواحل البلدان المعادية عن طريق البحر أو كانت تعتمد على أرتال المشاة والمدرعات للاجتياح البري، ولكن هزيمة بيرل هاربر التي قضت على معظم الأسطول الأمريكي علمت جيش الولايات المتحدة درسا في أهمية السيادة الجوية، في حين أن الطائرات لا تقدر على السفر مسافات بعيدة لقلة الوقود وأصبحت حاملات الطائرات بمثابة قواعد جوية متنقلة تبسط بها أمريكا نفوذها العسكري حول بحار العالم.
-على اسم سفاح هيروشيما ونصير الصهيونية
تم اختيار اسم الرئيس الأمريكي هاري ترومان ليكون تسمية حاملة الطائرات النووية الثامنة للولايات المتحدة وترومان هو الرئيس الشهير باتخاذه قرار ضرب هيروشيما وناغازاكي اليابانيتين بالقنابل النووية توفيرا لخسائر الجيش الأمريكي، وتم توجيه الضربات النووية رغم عجز اليابان في حينها عن شن هجمات خطيرة بعد هزيمة جيشها.
يشتهر ترومان أيضا بمناصرته للصهيونية، إذ كان يدعوا لدعم قيام دولة يهودية بفلسطين قبل توليه الرئاسة وأما أثناء رئاسته فقد أعلن التأييد الأمريكي لقيام إسرائيل بعد 11 دقيقة من إعلان العصابات الصهيونية عنها، وقد أيد قيام إسرائيل رغم معارضة وزراء أمريكيين للخطوة.
-أوصاف الحاملة ترومان
تم تشييد الحاملة الأمريكية ترومان لتكون نموذجا للضخامة والقوة بارتفاع يبلغ 24 طابقا ومساحة نحو 300 متر في 80 مترا تستطيع الحاملة الأمريكية نقل 90 طائرة حربية بمدرج إقلاع يبلغ 4 فدادين وبغطاء دفاع جوي لحماية الطائرات، مكون من بطاريتي صواريخ أرض جو و3 رشاشات 30 ملي متر.
واهتمت الولايات المتحدة بإنشاء الحاملة التي تعمل بالطاقة النووية، حيث بلغت تكلفة البناء 4.4 مليار دولار ومبالغ إضافية طائلة للعمل على صيانة الحاملة الأمريكية.
-سجل من أعمال العدوان بالشرق الأوسط
شاركت الحاملة ترومان عام 2000 بالضربات الجوية على العراق، إذ سيرت نحو 400 طلعة جوية بالاشتراك مع حاملة أمريكية أخرى، ورحلت ترومان لتعود عام 2003 للمشاركة بغزو العراق بنحو 1300 طلعة جوية لضرب العراق.
كررت الحاملة الأمريكية مغامراتها بالساحة العراقية في 2005 بنحو 1000 طلعة أخرى، ثم عادت في 2010 لشن 10 آلاف طلعة على العراق وأفغانستان لترحل فترة عن الشرق الأوسط بعد الانسحاب الأمريكي من العراق.
-الحاملة والمناوشات الإيرانية
عادت الحاملة ترومان لشن ضربات على تنظيم داعش بالعراق، وخلال تواجدها بالخليج العربي أصبحت هدفا للمناوشات الإيرانية والتي كانت بأهداف دعائية إذ ألقت ايران عدة صواريخ قرب الحاملة ترومان عام 2015 بحجة إجراء تجارب صاروخية ما أغضب الولايات المتحدة ثم قامت إيران عام 2016 بتصوير الحاملة بالطائرات المسيرة وعرض التسجيل المصور في ضربة دعائية للنفوذ الأمريكي.
-ترامب ينقذ الحاملة
تعرضت الحاملة ترومان عام 2019 لمطالب بالإقالة نظرا لتقدمها بالسن ورغم تأييد الكثير من البرلمانيين الأمريكيين لتقاعد السفينة غير أن الرئيس دونالد ترامب أوقف قرار الإقالة توفيرا لميزانية بناء حاملة جديدة لأخذ مكان ترومان التي استمرت لـ6 سنوات قادمة.
-ترومان بمواجهة الحوثي
وصلت الحاملة ترومان نهاية عام 2024 للمياه القريبة من اليمن لتوجيه الضربات الجوية ضد جماعة الحوثي ولكن السفينة لم تلبث أسابيع حتى سقطت إحدى طائراتها وسط مزاعم حوثية باستهداف الطائرة وردود أمريكية تذكر النيران الصديقة كسبب لسقوط الطائرة.
وتنقلت الحاملة الأمريكية خلال الأشهر الماضية من 2025 حتى عادت في العملية الأمريكية الأخيرة لتوجيه الضربات الجوية واسعة النطاق على مناطق سيطرة الحوثي باليمن وسط مخاوف بالمزيد من التصعيد الأمريكي.